المحامي د. الخطايبه يكتب: الأردن في وجه الأزمات: صلابة المؤسسات واستقرار البيئة الاستثمارية
كتب: المحامي الدكتور عمر الخطايبة * -
أظهرت الظروف الاستثنائية التي مر بها الأردن مدى صلابة وقدرة مؤسساته على التعامل بكفاءة مع التحديات، كما أثبت المواطن الأردني وعيه العالي وتفاعله الإيجابي مع هذه الأزمات. وهو ما يشكل أساسًا مهمًا ومعيارًا جاذبًا لتشجيع الاستثمار في الأردن.
ورغم التوترات الجغرافية والإقليمية، فإن الدولة الأردنية لم تغيّر من سياساتها تجاه المستثمرين، ولم تتخذ قرارات أحادية من شأنها الإضرار بمصالحهم. بل على العكس، أثبتت السياسة الأردنية التزامها الواضح بالحفاظ على مكتسبات المستثمرين، من خلال حماية الأجواء الأردنية والتصدي لأي تهديد يمسّ السيادة الوطنية، وهو ما مكّن مشاريع الاستثمار من الاستمرار دون خسائر تُذكر، حتى في ظل أكثر الظروف صعوبة.
ويُحسب للخطوط الجوية الملكية الأردنية أنها لم توقف حركة السفر، وكذلك فعلت سلطات المطار، حيث بقيت الأجواء مفتوحة، وتم التعامل مع التأخيرات باستخدام الإمكانات والقدرات المتاحة بكفاءة عالية، مما يعكس مؤشراً واضحاً على الاستقرار والقدرة على إدارة الأزمات.
كما أن حركة السلع والتجارة والنقل الداخلي استمرت بسلاسة، وثبت وجود مخزون استراتيجي قادر على امتصاص الصدمات. وأظهر التماسك الشعبي والوطني نفسه كذراع حيوية لدعم مؤسسات الدولة، ورديفًا حقيقيًا في الحفاظ على بنيتها الداخلية. فلم تُسجل شكاوى تُذكر، ولم يشعر المواطن أو المستثمر بأي تأثر سلبي بالظروف، بل برزت صورة من الثبات والاستقرار لا مثيل لها في كثير من دول المنطقة.
استمر المواطن والمستثمر بممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي، بل أظهر حماسًا واستجابة تفوق التوقعات، في مشهد يعكس الإيمان بالوطن والثقة بمؤسساته.
وعلى مقياس الاستثمار وبيئة الأعمال، بقي الأردن صامدًا ومنتجًا، واستمرت مؤسساته المختلفة في العمل المتواصل دون انقطاع.
ومن هنا، فإننا نهيب بمؤسسات الدولة الأردنية أن تستثمر هذا النجاح، وأن تبني عليه في الترويج العلمي والمنظّم لبيئة الاستثمار في الأردن، باعتبارها بيئة مستقرة، مرنة، وآمنة، حتى في أحلك الظروف.
* دكتوراه في القانون العام.