الزميل مُعين المراشده يكتب: الكلاب الضالة.. ظاهرة تؤرّق الأردنيين وتبحث عن حلول
كتب: مُعين المراشده * -
باتت مشكلة الكلاب الضالة في مختلف محافظات المملكة هاجسًا يوميًا للمواطنين، بعدما تحولت من مجرد مشاهد عابرة في أطراف المدن والقرى إلى خطر مباشر يهدد الأطفال والمارة، ويزرع الخوف في نفوس الأهالي.
في كل يوم تقريبًا، تتناقل وسائل الإعلام ومواقع التواصل قصصًا عن مطاردات أو حالات عقر، وبعضها يصل إلى إصابات خطيرة تستدعي العلاج بالمطاعيم أو الرقود في المستشفيات. هذا الواقع جعل المواطنين يتساءلون... هل فعلاً عجزت البلديات ووزارة الإدارة المحلية والحكام الإداريون عن وضع حد لهذه الظاهرة التي تتفاقم عامًا بعد عام.
ورغم أن الحكومات المتعاقبة تحدثت مرارًا عن خطط لمعالجة المشكلة، سواء عبر مراكز إيواء أو برامج للتطعيم والتعقيم أو حملات للحد من تكاثر الكلاب، إلا أن المشهد على الأرض لا يزال يزداد سوءًا.
الكلاب تتجول في الأحياء السكنية، أمام المدارس، وبالقرب من الحدائق والمرافق العامة، دون أي تدخل ملموس يبدّد مخاوف الناس.
الخبراء يرون أن غياب التنسيق الحقيقي بين الجهات المعنية، وضعف الإمكانات المخصصة، وعدم تبني إستراتيجية شاملة ومستدامة، كلها أسباب أسهمت في تفاقم الأزمة. فبينما تركز بعض البلديات على الحلول الآنية عبر حملات محدودة، تبقى المعالجة الجذرية غائبة، وهو ما يجعل الظاهرة تتجدد وتتمدّد باستمرار.
من حق المواطنين أن يعيشوا بأمان في شوارعهم وأحيائهم، وأن يرسلوا أبناءهم إلى مدارسهم دون خوف من مطاردة قطيع كلاب ضالة. ومن واجب الجهات الرسمية أن تتحرك بجدية، بعيدًا عن الحلول الترقيعية، عبر خطة وطنية واضحة تتضمن إنشاء مراكز متخصصة لإيواء الكلاب الضالة وتنفيذ برامج التعقيم والتطعيم وفق معايير علمية وتوعية المجتمع بكيفية التعامل مع هذه الظاهرة وإشراك جمعيات الرفق بالحيوان في الحلول بدلًا من الاكتفاء بالترحيل أو القتل العشوائي.
في النهاية، يظل السؤال مطروحًا بقوة.. هل ننتظر وقوع مزيد من الحوادث حتى ندرك أن الكلاب الضالة لم تعد مجرد ظاهرة جانبية، بل قضية أمن مجتمعي وصحي تستحق التحرك العاجل.
* ناشر ورئيس هيئة تحرير وكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية.