بقلم: رئيس جامعة جدارا الأستاذ الدكتور حابس الزبون
في قلب عاصفة التحديات التي تهب على الأمة العربية، يقف قائد حكيم وشجاع، صامدًا كالصخرة في وجه كل مؤامرة تهدد حقوق شعبه وأمتِه، إنه جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، الذي جسّد بعزيمته وموقفه الثابت صورة الأردن الحصن المنيع، درعًا للأمة، وقلعةً لا تلين أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية. منذ الإعلان عن ما عُرف بـ"صفقة القرن"، كان موقف جلالته حازمًا وصارمًا، رافضًا أي مساس بالقدس أو الشرعية الفلسطينية، مؤكدًا أن السلام العادل لا يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
لم يقتصر حرص جلالته على الجانب السياسي فحسب، بل تعداه إلى البعد الإنساني، فكان الأردن شريان حياة لغزة المحاصرة، حيث تدفقت عبر معبر الكرامة القوافل المحمّلة بالغذاء والدواء، وأرسلت القوات المسلحة الأردنية مستشفيات ميدانية متكاملة، لتقديم آلاف الخدمات الطبية العاجلة، مجسدةً التضحية الأردنية وأخوة الشعبين. وفي وجه محاولات التهجير القسري، رفع جلالته هذا الملف إلى مصاف الخطوط الحمراء، مؤكّدًا أن الأردن وطن نهائي لأي شعب عربي، وأن أي تهديد للأمن القومي العربي مرفوض بكل قوة.
لقد أثبت جلالة الملك عبد الله الثاني أن دوره لا يقتصر على المراقبة أو التصريحات السياسية، بل يشكل الركيزة التي تستند إليها الأمة في صمودها وصوت الحق الذي يصدح في كل المحافل الدولية. برؤيته الثاقبة، ودبلوماسيته الفاعلة، وبإرادته الصلبة، يبقى الأردن قيادةً وشعبًا، درع الأمة وقلبها النابض بالعروبة والإسلام، صامدًا في وجه كل من يحاول المساس بثوابته الوطنية وقضاياها المصيرية.