الزميل عدنان نصار يكتب.. "معاليق فاسدة" "وأرز فاسد" ..و"ضمائر غائبة".!
كتب: عدنان نصار -
كان من الممكن جدا ، الا يكون عندنا "فساد" ..ومن الممكن جدا أن نتحول إلى دولة يشار اليها بالبنان ، فالمسألة في تقديري ليست صعبة ولا هي مستحيلة ..فكل ما نحتاجه تفعيل لقانون صارم لا ينظر إلى "الاسم الرباعي" ، ولا إلى أن المتهم ابن لفلان ..فهذه دولة وهي الابقى من كل الشخوص واكبر من كل الاسماء .
ولعل قصة الأرز الفاسد الذي تم الكشف عنه مطلع الاسبوع ، فهو دليل على غياب الضمير والاحساس بالمسؤولية ، إذ لا يعقل لأي عاقل مطلقا ان يبيع الناس أرز مخلوط بالديدان والسوس الحي وبراز الجرذان..فهذه أن لم ترتقي إلى مستوى الجريمة في الأمن الغذائي ، فهي على أقل تعديل جريمة بحق الإنسان الأردني ترتكب بإسم "سوء التخزين" ..
ولم ينتهي الأمر عند هذا الحد ، ففي الأسواق المحلية ، تم الكشف أيضا عن "معاليق فاسدة" امس الأول ، وهي أيضا جريمة غذائية آخرى..
نستغرب هذا السلوك السيء من قبل بعض التجار ، وهذا الإجرام الواقع تحت بند الحرام شرعا ومخالف للقانون والسلوك والضمير الإنساني..نستغرب كل هذه الرداءة في الانحطاط التي تبعث على القيء وتلغي القيم الإنسانية عند البعض.
يزداد خوفنا يوما بعد يوم ، من أصناف غذائنا وصلاحيتها ، ونوعها ومصدرها وسوء تخزينها ..وهذا بتقديري خوف مشروع بعد أن تفشت وتعددت مظاهر "فساد الغذاء" التي يتم الإعلان عنها رسميا ..ولا أظن، ان المجتمع الأردني ينقصه اوجاع اضافية ، ولا ينقص "تجار" ارصدة مالية اضافية يجنيها البعض من فساد بضاعتهم على حساب صحة العباد وسمعة البلاد ..
صار لزاما علينا ، ان نعتمد سلوك حضاري وانساني فيه من صحوة الضمير والحضور الاخلاقي ما يكفي لان نكون فيه مرتاحين من عناء الفساد بكل مشتقاته وتفرعاته..فالاردن بكل جغرافيته وانسانه لا يستحقان هذا الابتلاء من قبل بعض "الفجار" الذين يضعون نصب أعينهم أرقام ارصدتهم على حساب قوت الناس وحلمهم بحياة افضل .
الدولة ، لم تقصر في محاربة هذه الفئة من التجار ، ومؤسساتها هي من تكشف عن هذا الفساد الغذائي ، غير أن لفت النظر مفيد بضرورة القول أن تعدد اسماء شركات الغذاء واستيراد الأرز لا يعني تعدد المصادر ..فأسماء الشركات قد تختلف لكن المستورد واحد في غالبية الاحيان ، وهذا يدفعنا إلى القول أن "إحتكار" الاستيراد لبعض المواد الغذائية وخصوصا الأرز بيد فئة قليلة يعد واحد من الأخطاء والخطايا وربما منح فرصة أخرى لتكرار ما حصل مع "الأرز المخلوط بالديدان والسوس وبراز الجرذان " ..ما حدث يعد جريمة غذائية بحق الناس تستوجب الوقوف عندها وبحسم فوري من قبل مؤسسات الدولة المعنية.