كتب: محمد الحوامده " أبو مصعب" -
ليس النائب وحده هو المسؤول عن انتخاب نفسه، فهو وصل إلى المجلس عن طريق انتخابات مباشرة والمفروض أن الشعب الأردني صوّت فيها بحرية واختار قراره.
والواقع اليوم، هو أن مجلس النواب السابق حظي بتأييد ومشاركة ٣٦٪ من أصوات الشعب ؛ أفلا يتحمل هؤلاء أيضاً جزءاً من المسؤولية في انتخاب أشخاص مثل هؤلاء نواب لهم، إن لم يكونوا مسؤولين بصفة مباشرة عن وصولهم إلى مجلس النواب؟
وهل كان النائب المقصر وحتى صاحب الوجود الغير مؤثر بات وجوده فقط من أجل اعطاء وجهٍ حسن لهذا المجلس المشوّه سيصل إليه لو لم يلقى دعم ومساندة من بعض المواطنين الذين صوتوا لهم ولأسباب سوف نذكر الكثير منها في هذا المقال؟
لذلك يجب أن نتحلى بالشجاعة ونلتفت إلى توجيه النقد إلى الشعب نفسه. نعم، لماذا لا ننتقد الشعب؟
هذا "الكائن" الهلامي الذي يمجده ويقدسه وينزهه الكثيرون وينسبون له البطولات وصناعة المستحيل وخلق الأوطان وبناء الحضارات لكنهم يتناسون أخطائه ويتغاضون عن سقطاته ولا أحد ينتقده ويصفونه بالضحية..
فالشعب، هذه الكلمة السحرية التي ألهمت الأدباء والشعراء وشغلت بال الفلاسفة وعلماء الاجتماع والمفكرين، هو نفس الشعب في مناطق اخرى الذي ينتخب غير القادرين على تحمل تطلعات شعوبهم. فلماذا يتم التغاضي عن أخطائه وتجنب نقده.؟
وهذا التصويت الحالي مربوط ارتباط مباشر لأسباب..؟ عشائرية او مناطقية أو مالية أو حزبية وليس على أساس التغيير للأفضل كون التغيير الحقيقي هو يبدأ من الشعب نفسه وهو من يفرضه بموقف ثابت وواضح يتبعه فعل اقلها المقاطعة الحقيقية كون من سيأتي بالتأكيد لا يختلف عن من سبقه في ظل الوضع الحالي وهذه المجالس تحت مسميات كبيرة ((ممثلي الشعب)) تعطي شرعية ضمنية وتمرر قوانين تخدم الحكومات المتعاقبة وأجهزتها التنفيذية. واخيراً من يدفع الثمن هو كل الشعب من صوت ومن قاطع...
المشاركة في الانتخابات النيابية القادمة سوف تفرز مجلساً هشاً كمجلس النواب السابق ( الثامن عشر) ، الذي ساهم الى حد كبير بإجهاض إرادة الشعب الذي يطمح بإحداث تغيير حقيقي في نهج الحكومات وخذل الوطن في أحلك الظروف ، وهنا تقع مسؤولية شرعية و مصيريه على الشعب الأردني بضرورة مقاطعة الانتخابات النيابية القادمة، فمقاطعة الانتخابات أصبحت ضرورة كبيرة.
فساهم في إنقاذ ماتبقى من وطنك... لا تقول فلان يختلف وفلان نظيف اليد وفلان اولى من فلان فجميعهم وانا اعي ماذا يعني جميعهم يصبون في خندق واحد وهدفهم تحسين وضعهم السياسي والمادي. وتغيير الهاتف اول مايبدأ به الناجح منهم وعدم الرد على اتصالات من أوصلهم للمجلس وتغيير سيارته ونمرة نيابية حمراء ويعطوها لابنائهم يمرون بها من امامك وانت تنظر وتشاهد.!
وهؤلاء النواب سوف يقومون بتغيير طريقة تفكيرهم تجاه الفقراء وعوام الناس وينظرون لهم نظرة المتفضل ونظرة السيد ونظرة الكبار للصغار وينسى ان هؤلاء هم من أوصله واذا كان هناك فائدة حقيقية ستكون فقط للحلقة الضيقة مثل الأولاد والإخوان والأصدقاء المقربين فقط وانت تنظر وتتحسر.
لا تعطي ثقتك لشخص لن يرد في يوم على هاتفك وكيف تعطي ثقتك الغالية اصلاً لشخص لن يضع اسمك على هاتفه اصلاً ولايعرف إسمك من اربع مقاطع ..!!! لنا عبرة بل عبر بمن سبق فلا تصدق كل من تكلم ونطق.