بقلم: المحامي مصطفى احمد فريحات - (امين عام حزب النهضة والعمال)
في هذه اللحظة الحاسمة، وفي ظل المرحلة الدقيقة والحساسة التي تمر بها منطقتنا، وفلسطين تحت أنين حرب الإبادة والدمار، تظهر أصوات المفلسين سياسيا ، محاولين التلاعب بمواقف الأردن وثوابته الوطنية عبر أوهامهم وأفكارهم المشوهة و«غزلهم السياسي» الكاذب. هؤلاء فاقدو المصداقية، عاجزون عن فهم الحق والعدالة، ولا يملكون أي حق في إطلاق الأحكام أو تقديم النصائح، وكل ما يروجون له ليس إلا أوهاماً فارغة و«تجارة غزل» بالمبادئ الوطنية والقيم العربية الأصيلة.
إن تبني مثل هذه الدعوات في هذا الوقت، خاصة الدعوات التي تدعو لتقسيم الدول العربية وتفتيت سيادتها، ليس مجرد خطأ سياسي عابر، بل تعدٍ صارخ على القانون، وتحدٍ للثوابت الوطنية الأردنية، وتهديد مباشر للأمن الإقليمي واستقرار المنطقة. ومن الغريب، ومن الذي ينادي اليوم بتقسيم الدول إلى أقاليم في وقت تتعرض فيه شعوبها للحروب والدمار؟ هذه الدعوات تتناغم مع أهداف العدو الصهيوني الاستراتيجية، الذي طالما سعى لتفكيك الدول العربية وخلق دويلات متناحرة تسهّل السيطرة عليها وإضعاف قدرتها على المقاومة والدفاع عن مصالح شعوبها.
التاريخ يشهد، والاستراتيجية الإسرائيلية القديمة واضحة: تفتيت الدول العربية المحيطة، وخلق دويلات عرقية ودينية صغيرة، أمر يسهّل فرض النفوذ الخارجي وإضعاف الوحدة العربية. أي محاولة اليوم لإعادة إنتاج هذه المخططات تحت شعارات واهية، هي خيانة للثوابت الوطنية وتهديد مباشر لدور الأردن التاريخي في حماية القضايا العربية والأمن الإقليمي.
الأردن بقيادته الهاشمية ومواقفه الثابتة، شامخ وصامد، حامي للثوابت الوطنية، وصمام أمان للمنطقة، وحجر زاويتها في استقرارها. لن يسمح لأي طرف، مهما كانت حجته الواهية، أن يقوض وحدته أو يبيع مبادئه، ولن يقبل أن تتحول هذه الدعوات إلى ذريعة لتمرير مصالح ضيقة على حساب الحق والعدالة والقضية الفلسطينية.
في هذه اللحظة، يتطلب الأمر موقفاً رسمياً وحازماً من الحكومة الأردنية، وإجراءات قانونية صارمة لمواجهة هذه الأصوات المغيبة، التي ، وهدفها الوحيد هو استغلال الفرص لزعزعة الأمن القومي وإضعاف دور الأردن الثابت والشامخ في حماية الحقوق والقضايا العربية العادلة.
ولله در المفلسين سياسياً، الذين لا يعرفون للوفاء معنى، ولا يحسنون حماية الحق، فكل مخططاتهم الواهية وغزلهم الكاذب ستنهار أمام صلابة الأردن، وثباته على المبادئ، ووفائه الثابت للقضية الفلسطينية واستقرار المنطقة.
عاش الأردن شامخاً، قوياً، حامياً للحق، وصامداً في وجه كل من يحاول النيل من ثوابته ومبادئه، حافظاً على القضية الفلسطينية واستقرار المنطقة، ومثبتاً للعالم كله أن الأردنيين لن يسمحوا لأوهام المفلسين أن تمر على حساب وطنهم وأمتهم