كتب : مُعين المراشده * -
في مشهد يعكس التزامًا واضحًا بالعمل البلدي الجاد، أطلقت بلدية إربد الكبرى حملة نظافة شاملة، جاءت ترجمة لرؤية رئيس لجنة البلدية، الأستاذ عماد العزام، الذي يؤمن بأن المدينة النظيفة لا تُبنى بالخطب، بل بالجهد الميداني والعمل المتواصل.
الحملة التي بدأت يوم الأربعاء شملت تنظيف أكثر من 100 ساحة عامة في منطقة المنارة، إلى جانب تقليم الأشجار، وتسوية جوانب الطرق، وكنس الجزر الوسطية، ورفع النفايات، بمشاركة واسعة من الآليات وكوادر البلدية.
جهد ملموس يستحق الإشادة، لكنه في الوقت ذاته يُعيد فتح السؤال المزمن: إلى متى تبقى البلدية وحدها في ساحة العمل؟ وما قيمة حملة نظافة إذا لم يواكبها وعي شعبي يحافظ على نتائجها ويمنع تكرار الفوضى؟
المواطن، للأسف، ما يزال الحلقة الأضعف في هذه المعادلة. فكم من النفايات تُرمى عشوائيًا في الشوارع بعد ساعات فقط من تنظيفها! وكم من الأرصفة تحوّلت إلى مكبات صغيرة بسبب قلة الوعي أو اللامبالاة؟
إن بلدية إربد الكبرى، رغم إمكاناتها المحدودة، تبرهن اليوم على استعدادها الكامل للقيام بواجبها، لكن النظافة ليست مهمة جهة واحدة، بل مسؤولية مجتمعية مشتركة. فالمواطن الذي لا يضع نفاياته في المكان المخصص، أو يتعامل مع الشارع وكأنه ليس جزءًا من وطنه، يساهم في هدم ما تبنيه البلدية كل يوم.
النظافة لا تحتاج فقط إلى معدات وجرافات، بل إلى ضمير حيّ، وسلوك قويم، وشعور بالانتماء الحقيقي للمدينة. والمشهد الحضاري لا يكتمل إن لم يكن المواطن هو حارسه الأول والمدافع عنه.
لنجعل من هذه الحملة نقطة انطلاق نحو ثقافة جديدة... ثقافة تحترم المكان كما نحترم أنفسنا، وتغرس في الجيل القادم أن إربد أجمل حين نُبقيها نظيفة، لا حين ننتظر من يُنظّف وراءنا.
تحية لكل عامل نظافة في الميدان، ولكل مواطن يعي أن الانتماء لا يُقاس بالكلام، بل بالأفعال.
*ناشر ورئيس هيئة تحرير وكالة "الرقيب الدولي"الإخبارية.