د. عمر الخطايبه يكتب: حل المجالس البلدية والمحافظات .. كيف يؤثر حلها على التنمية الاقتصادية والاستثمار؟ اللواء الركن الحنيطي يتفقد واجهة المنطقة العسكرية الشمالية مندوبا عن الملك وولي العهد. العيسوي يعزي بوفاة نقيب الصحفيين الأسبق سيف الشريف انهيار مبنى في إربد يفتح ملف أخلاقيات المهنة الهندسية في الأردن مختار "التل" في مدينة اربد يوجه شكره للرئيس جعفر حسان الرشدان يؤكد من درعا ألأستمرار في دعم الأشقاء السوريين جامعة جدارا وأكاديمية زهرة التوليب توقعان اتفاقية تعاون لتعزيز مهارات الطلبة العيسوي يرعى احتفاء منتدى جبل عوف للثقافة بالمناسبات الوطنية في عجلون .. صور انطلاق أعمال المجلس البلدي الجديد للجنة بلدية الوسطية .. صور مشاركة عزاء بوفاة المرحومة الحاجة نعيمه عبدالقادر دايس أحمد القديسات (أم أكرم) محافظ إربد يرافقه وفد رسمي في زيارة إلى محافظة درعا السورية .. شاهد الصور أطفال من غزة يستكملون العلاج في المستشفيات الأردنية طائرات سلاح الجو الملكي تواصل إخماد الحرائق في سوريا منتدى الأردن لحوار السياسات.. منبر وطني يعانق الرؤية الملكية نحو التحديث والإصلاح محافظ إربد: قرار بإزالة بناية آيلة للسقوط قرب إشارة دراوشة

القسم : منبر الرقيب الدولي
تاريخ النشر : 08/07/2025 2:46:40 PM
انهيار مبنى في إربد يفتح ملف أخلاقيات المهنة الهندسية في الأردن
انهيار مبنى في إربد يفتح ملف أخلاقيات المهنة الهندسية في الأردن


بقلم : م.رزان معين المراشده - ماجستير في الهندسة المدنية/إدارة المشاريع الهندسية – باحثة في أخلاقيات المهنة الهندسية.

في قلب مدينة إربد، المدينة التي منها انطلقتُ في رحلتي العلمية، وقعت مؤخرًا حادثة هندسية ميدانية أثارت اهتمام الرأي العام، حيث انهار مبنى سكني بالكامل بعد ظهور مؤشرات خطيرة على احتمالية انهياره. ورغم أن القرار الذي اتُخذ بإخلاء المبنى جاء في توقيت حرج، إلا أن سرعة استجابة المحافظ وإصداره قرار الإخلاء قبل ساعات من الانهيار، جنّبت المدينة كارثة محققة كادت أن تحصد أرواحًا بريئة وتخلّف خسائر جسيمة. وتُجسِّد هذه الواقعة – بشكلٍ صارخ – جوهر ما تناولته في بحثي الأكاديمي لرسالة الماجستير، حول أهمية تطبيق معايير السلامة واتخاذ القرارات الوقائية المبنية على مؤشرات هندسية واضحة.

فقد كان عنوان رسالتي :التي تُعدّ الأولى من نوعها في الأردن التي تتناول بشكل مباشر العلاقة بين القيم الأخلاقية وجودة إدارة المشاريع السكنية:
"أهمية القيم الأخلاقية في إدارة الجودة لمشاريع البناء السكنية في الأردن "
‏“Relevance of Ethical Value to Quality Management of Residential Construction Projects in Jordan”
وقد تناولت فيها بعمق العلاقة المتينة بين جودة المشروع الهندسي، وبين مدى التزام جميع أطراف المشروع بالقيم الأخلاقية والسلوك المهني السليم….
في مجال "إدارة المشاريع الهندسية، "تتنوّع الحقول الأكاديمية كثيرًا: من إدارة الوقت والتكلفة، إلى الجودة والمخاطر والتخطيط والتمويل. وغيرها ,ورغم جاذبية تلك العناوين، فقد اخترت – عن وعي وقناعة – أن أخوض في موضوع أخلاقيات المهنة الهندسية، لأني أراه من أهم وأكثر المواضيع تأثيرًا على جودة المشاريع وسلامة  الإنسان والمجتمع.
الحدث الذي وقع في مدينتي " إربد "نموذج واقعي يؤكد بالدليل الميداني صحة هذا التوجّه البحثي، وأهمية التركيز على البعد الأخلاقي والمهني في العمل الهندسي……..
المهنة الهندسية لا تتعلق فقط بالخرسانة والحديد، بل هي منظومة متكاملة تحكمها مسؤوليات أخلاقية ومجتمعية.
والأمانة لا تقع على عاتق المهندس فقط، بل تشمل:
المقاول المنفّذ،العامل الذي يضع اللبنة الأولى في المشروع ،المكتب الذي يُشرف،الجهة التي تُرخص، وحتى المالك  وجميع أفراده كل بمهامه وغيرهم ..
كلّ طرف في هذه المنظومة مسؤول عن قراراته، وتقصيره، أو تهاونه…وأي خلل مهما بدا بسيطًا قد يُفضي إلى نتائج كارثية، تبدأ بتصدعات، وقد تنتهي بخسائر بشرية ومادية في الأرواح والممتلكات.
"الهندسة" ليست فقط معادلات وأرقام ونماذج تحليل، بل هي قبل كل شيء أمانة مهنية ومسؤولية أخلاقية.
فلا فائدة من أعلى المواصفات وأحدث التقنيات، إذا غاب الالتزام بالضمير والرقابة الذاتية والقيم الأخلاقية المهنية والمبنى الذي يفتقد للإشراف الفعلي أو الالتزام بالمعايير الأخلاقية، هو مبنى يفتقد لأبسط مقومات السلامة، مهما بدا شكله الخارجي متقنًا هندسيا ….
رسالتي الأكاديمية اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى….
لقد اخترت هذا العنوان لرسالتي عن قناعة راسخة بأنه لا يمكن الحديث عن مشاريع ناجحة ومستدامة دون التطرّق إلى أخلاقيات العاملين عليها وأخلاقيات المهنة الهندسية…..وما حدث في هذا المبنى، وغيره من الحوادث المشابهة، يؤكد أن الخلل في القيم والسلوكيات المهنية قد يكون أخطر من أي خطأ تقني أو هندسي….
ولذلك، فإن الأبحاث الأكاديمية في هذا المجال ليست ترفًا فكريًا، بل هي ضرورة حقيقية لحماية أرواح الناس، وتعزيز ثقة المجتمع بالمهنة، ورفع مستوى جودة المشاريع في بلادنا…..
أوصي بوضوح بـ:
التوسّع في الأبحاث العلمية التي تتناول أخلاقيات المهنة الهندسية، فجودة المشاريع لا تبدأ من ورشة البناء، بل من القيم التي يحملها كل فرد في هذه المنظومة.
ومن الإشارات الإيجابية المشجعة أن بعض الجامعات الأردنية بدأت بإدراج مساق “أخلاقيات المهنة الهندسية” ضمن برامجها الأكاديمية، وهذا دليل على وعي متزايد بأهمية هذا الجانب في إعداد مهندسين ملتزمين مهنيًا وأخلاقيًا، لا معرفيًا فقط.
فجودة المشاريع لا تبدأ من ورشة البناء، بل من القيم التي يحملها كل فرد في هذه المنظومة….
ما نحتاجه ليس فقط قوانين جديدة أو تشريعات أشد، بل نحتاج إلى وعي حقيقي بدور الضمير المهني، والتزام صادق بأن الأمانة والصدق والضمير المهني الأمين المخلص ليست خيارًا، بل هي جوهر المهنة، وروحها…..
حمى الله الأردن، وطننا العزيز، من كل خطر، ومن كل خلل قد يهدد سلامة أفراده أو جودة إنجازاته….
نطمح دائمًا أن نكون، كمهندسين أردنيين ومهندسات أردنيات في الصفوف الأولى وقدوة في الالتزام والمسؤولية، ونموذجًا يحتذى به في المصداقية والمهنية.

التعليقات
شارك بالتعليق الاول للخبر
اضافة تعليق جديد

جميع الحقوق محفوظة لموقع وكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية (2013 - )

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر

اطلع على سياسة الموقع الالكتروني