إربد بين أيدي عماد العزام.. فابدأوا من حيث أوجعنا الإهمال
كتب: مُعين المراشده - (ناشر ورئيس هيئة تحرير وكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية).
أكتب اليوم لا بصفتي إعلاميًا أو متابعًا، وإنما كمواطن إربدي بسيط، يرى مدينته تختنق، ويسمع تنهداتها الصامتة في كل شارع وزاوية وحيّ.
سنوات من التراجع والإهمال أنهكت وجه إربد، وأفرغت في قلوب أهلها شعورًا بالخذلان، لأنهم لم يجدوا من يسمع الصوت، ولا من يرى الحفر، ولا من يشم رائحة النفايات المتراكمة.
واليوم، مع تشكيل اللجنة المؤقتة لإدارة بلدية إربد الكبرى، وعلى رأسها الأستاذ عماد العزام، تتجدد مساحات من الأمل، ولا نقول هذا تزلفًا أو مجاملة، بل استنادًا إلى سجل الرجل الذي عرفناه ميدانيًا، وعرفه أبناء محافظة إربد من خلال إنجازاته المشهودة حين كان رئيسًا لبلدية الوسطية، حيث حازت البلدية في عهده المرتبة الأولى في ملف النظافة العامة على مستوى المملكة.
فإذا أردتَ أن تبدأ، يا عطوفة الرئيس فابدأ من النظافة، مشهد الحاويات الممتلئة، والروائح التي تزاحم الناس على أبواب بيوتهم، والنفايات التي تتحول من فضلات إلى مشهد يومي، لا يمكن أن يُغتفر.
لا نحتاج إلى حملة موسمية تُرفع لها اليافطات، وإنما إلى خطة دائمة، متواصلة، تُدار بعين الرقابة، لا بكاميرا العلاقات العامة.
ثم الشوارع ، تلك التي لم تعد تعرف معالمها من كثرة الحفر والمطبات، وكأننا في مناطق منكوبة لا في قلب مدينة يفترض أن تكون واجهة حضارية. المواطن يدفع ضريبة مركبته، لكن مركبته تدفع الثمن يوميًا، نعم نحن بحاجة إلى خطة صيانة جادة، تبدأ من الآن، وتُنفذ على الأرض لا على الورق.
ولا تنسَ الأشجار إربد تحب الخضرة، ولكن أشجارها اليوم إمّا يابسة أو متروكة تعيق الرؤية وتخنق الأسلاك. والميادين العامة؟ فقدت روحها، بعضها بات مقفرًا، وبعضها الآخر مجرد مساحة إسمنتية بلا حياة. من يُعيد إليها اللون الأخضر والظلّ والجمال؟ من يزرع وردةً في رصيف، أو يُرمّم كرسيًا في حديقة؟ نحن نراهن على إدارتكم بأن تُعيدوا للمدينة ما يليق بها
أما المدارس والمستشفيات فهذه المناطق يجب أن تكون أولوية في كل خطة نظافة وتنظيم، ومن غير المعقول أن يُترك محيط مدرسة أو مستشفى يعجّ بالنفايات أو التكدّس العشوائي، أو أن تُترك الأسواق بلا رقابة على النظافة والانضباط.
فرسالتي لكم...أنتم اليوم في موقع القرار، ولديكم سجل مشرف في الإدارة، ولا شكّ أنكم تعرفون حجم التحدي، لكنكم أيضًا أهل له.
لا نطلب منكم سوى ما اعتدتم أن تقدموا به العمل بصمت، والإنجاز بالميدان، لا خلف المكاتب.
أنتم أمام فرصة لتكتبوا اسمكم من جديد، ولكن هذه المرة على لافتة بحجم مدينة اسمها إربد.
مدينة لا تطلب أكثر من الإنصاف، ولا تحتمل مزيدًا من الخذلان.
إربد بين أيديكم اليوم... فلا تتركوها تتراجع أكثر.