العقبة في قلب الحسين.. قيادة شابة تصنع التحول برؤية تنموية شاملة
عمّان 12 حزيران 2025 (الرقيب الدولي) - (ز.م) -
جاءت زيارة سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ، ولي العهد، إلى منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة اليوم الخميس، لتؤكد من جديد أن ملف الاستثمار والتنمية هو أولوية وطنية يتقدمها أمير شاب طموح، يحمل رؤية ملكية للمستقبل ، ويقود زمام التحول الاقتصادي والاجتماعي بعين تترقب الآفاق ، وقدم راسخة على أرض الواقع.
زيارة سمو ولي العهد إلى العقبة حملت في مضامينها رسائل استراتيجية ومعاني عميقة تتعدى المكان والزمان، فمن داخل العقبة ، المدينة البحرية ذات الخصوصية الاقتصادية والبيئية ، بعث سموه برسالة واضحة مفادها أن النهوض بالمملكة يبدأ من الأطراف كما من المركز ، وأن بيئة العقبة الجاذبة للاستثمار والسياحة والطاقة والتدريب المهني ، رافعة تنموية يجب استثمارها برؤية حديثة وشراكات فعالة.
و يتضح ذلك جليا من تشديد سموه خلال زيارته لمقر سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ، على أهمية الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين والمستثمرين ، وهو ما يعكس فهما عميقا لأهمية جودة البنية التحتية المؤسسية في تحفيز بيئة الأعمال .
ومن أبرز محطات الزيارة ، افتتاح سمو ولي العهد لمجمع العقبة الوطني للتدريب المهني ، التابع للشركة الوطنية للتشغيل والتدريب ، الذي يعد لبنة أساسية في صرح اقتصادي اجتماعي ، يتكئ على تدريب وتأهيل الشباب وتمكينهم من امتلاك المهارات التقنية والمهنية التي يحتاجها سوق العمل المتغير .
و أكد سموه في كلمته أهمية مواءمة مخرجات التدريب مع احتياجات القطاعات الاقتصادية ، كما شدد على ضرورة تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص ، ومتابعة جودة واستدامة البرامج المقدمة.
وفي خطوة تدل على شمولية الرؤية ، شمل المجمع 15 برنامجا تدريبيا متخصصا، و12 برنامجا قصيرا، تغطي مجالات نوعية مثل تكنولوجيا اللحام ، تشغيل الآلات، صيانة المركبات، الطاقة، وفنون الطهي، إلى جانب منصات للابتكار والإبداع مثل "منصة زين للإبداع" ومختبر التصنيع الرقمي.
حقيقة ، ما يلفت الانتباه أن المجمع يشمل مركز التميز الأردني الألماني للوجستيات ، وهو يعكس بعداً دولياً في الشراكة والتنفيذ ، مدعوماً من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، ما يشير إلى أهمية الانفتاح على تجارب دولية متقدمة في التعليم المهني والتقني.
المتابع للمشهد، يدرك تماما بأن اهتمام سمو ولي العهد بالعقبة ليس وليد اللحظة، وإنما امتداد لرؤية مستقبلية تعتبر المدينة منصة استراتيجية للاستثمار والسياحة والطاقة، ومتابعته الحثيثة لمشاريع العقبة ، وحرصه على تفقد تفاصيلها ميدانياً ، وهو ما يؤكد إيمانه بأن المدينة قادرة على أن تتحول إلى نقطة إشعاع تنموي ، تسهم في حل تحديات التشغيل ، وتمنح الأمل للشباب الأردني في فرص جديدة على أرض وطنهم.
لقد تميزت هذه الزيارة بما حملته من رسائل عديدة ، في مقدمتها أن التنمية لا تنجح إلا إذا كانت ميدانية ، وأن المستقبل يبنى بالتدريب ، وبالعمل ، وبالإيمان بالشباب ، وبأن الأردن قادر على استثمار موارده البشرية والجغرافية والاقتصادية إذا وجدت القيادة الملهمة والمتابعة الجادة .
ولي العهد ، في زيارته هذه ، كان قائدا يستمع ويتابع ، ويؤمن بأن المستقبل لا يمنح ، بل يصنع بالعزيمة والإصرار ، حيث بدأ سموه من العقبة التي تعد بوابة الجنوب ، فصلا جديدا في مسيرة التنمية الأردنية ، عنوانه، الإنسان أولاً والفرصة متاحة لكل من يملك الإرادة والمهارة .