الرقيب الدولي -
أكّد الأستاذ الدكتور حابس الزبون، رئيس جامعة جدارا، أنّ ما جاء في خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين – حفظه الله – خلال لقائه برؤساء السلطات وقادة الأجهزة الأمنية في قصر الحسينية، لم يكن مجرّد موقف عابر، بل هو فصلٌ من فصول المجد الأردني، ومرآة صادقة تُجسّد الثبات الهاشمي، والبصيرة الملكية التي لا تغشاها الغرّة، ولا تتسلل إليها الريبة.
وقال الزبون: إنّ جلالة الملك، بكلماته النابعة من صميم الشرف والعقل، أراد أن يضع حدًّا لمن يحاولون العبث بالثوابت أو التشكيك بمواقف الأردن الأصيلة، وعلى رأسها موقفه المشرّف من القضية الفلسطينية، التي ظلّت في عهد الهاشميين قضية عقيدة ومبدأ، لا ورقة في بازار السياسة.
ونوّه الدكتور الزبون بأنّ خطاب جلالة الملك ليس مجرد توجيه سياسي، بل هو وثيقة سيادية ممهورة بالكرامة، تعكس عمق الالتزام الوطني والإنساني، وتجذّر الأردن في خندق قضايا أمته، لا سيما في هذا الزمن الموحش الذي انكفأ فيه الكثيرون عن نصرة الحق، واختاروا لأنفسهم دروب السلامة على حساب الكرامة.
وأشار إلى أنّ دعوة جلالته لمؤسسات الدولة لبذل أقصى الجهد في تخفيف آثار التوترات الإقليمية عن كاهل المواطن، هي برهان على أنّ الملك قائد لا تغيب عنه آهات شعبه، وضمير لا يغمض له جفن إذا مسّ الأردني ضُرّ، مؤكّدًا أن "جلالة الملك لا يحكم من برجٍ عاجي، بل من وجدانٍ يسكنه الأردنيّ أولًا".
وتابع الزبون: "إنّ جامعة جدارا، بكافة كوادرها الأكاديمية والإدارية وطلبتها، تقف سدًّا منيعًا خلف راية العرش، مؤمنة أن الولاء للهاشميين ليس شعارات تُرفع، بل إيمانٌ راسخٌ تُترجم حروفه بالعمل والانتماء، والذود عن ثرى الأردن الطاهر."
وأردف: "وحين يدعو جلالته إلى الحوار والدبلوماسية، فإنّما يُعلن للعالم أن القوة لا تعني التهديد، وأن السيادة لا تُمارس بالتسلّط، بل تُمارس بالحكمة، فمن الحكمة ما يفوق حدّ السيف مضاءً."
وختم الدكتور الزبون تصريحه قائلًا:
"سنظل كما أرادنا الوطن:
نحن الذين إذا دُعينا لواجبٍ... لبّينا بقلوبٍ تهتفُ بالفداء،
وفي ميادين الوعي نُشعل الفكر، ونُبقي جذوة الانتماء لا تخبو ولا تذبل.
وستبقى جامعة جدارا قلعة للعلم ومحرابًا للهوية، وحصنًا في وجه التزييف والتشكيك، تَسير على خُطى الدولة الأردنية في ظل القيادة الهاشمية الواثقة بالله، الوفيّة للشعب، الصامدة في وجه التحديات".