انفجار محولات الكهرباء في إربد .. خلل في التخطيط أم عذر بالأحمال
كتب: مُعين المراشده * -
شهدت مدينة إربد خلال الأيام الماضية انفجارات لعدد من محولات الكهرباء، تزامنت مع موجة الحر الشديدة التي اجتاحت المملكة، وهذه الحوادث تعد مؤشّر خطير على خلل واضح في منظومة التخطيط لدى شركة كهرباء إربد، التي يفترض أن تكون في الصف الأول استعدادًا لمثل هذه الظروف، خاصة في مدينة مكتظة بالسكان وتعرف بارتفاع معدلات استهلاك الكهرباء في الصيف.
من البديهي أن ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الأحمال الكهربائية في مواسم الذروة هو سيناريو متكرر يمكن التنبؤ به مسبقًا، ومع ذلك، يبدو أن الشركة لم تضع خططًا استباقية كافية لمواجهة هذه الأحمال، سواء عبر زيادة قدرة المحولات، أو توزيع الأحمال بشكل متوازن، أو صيانة الشبكات وتعزيزها قبل حلول الصيف.
إن الاكتفاء بإلقاء اللوم على "زيادة الأحمال" ليس عذرًا مقبولًا، وهو اعتراف ضمني بضعف الاستعداد، فالشركات الرصينة تدير أصولها بكفاءة، وتراعي في التوسعات والتمديدات الجديدة توقعات النمو السكاني وازدياد الطلب على الطاقة، خاصة في أحياء تشهد توسعًا عمرانيًا متسارعًا.
ما جرى في إربد يفرض على شركة الكهرباء إعادة النظر جذريًا في سياساتها التشغيلية، ووضع خطة طوارئ شاملة تتضمن زيادة سعة المحولات بما يتناسب مع الزيادة السكانية المتوقعة...وتوزيع الأحمال على الشبكة بطرق ذكية تمنع الضغط على نقاط محددة.. وإجراء صيانة استباقية دورية خاصة قبل أشهر الصيف.. والتواصل المبكر مع المواطنين لتوعيتهم وترشيد الاستهلاك في أوقات الذروة.
إن أمن الطاقة في مدينة بحجم إربد لا يحتمل الأعذار ولا المعالجات اللحظية بعد وقوع الأعطال، ويتطلب رؤية بعيدة المدى وخططًا عملية تحفظ استقرار الشبكة وتحمي المواطنين من انقطاع التيار في أكثر الأوقات حاجةً إليه.
إربد تستحق بنية تحتية كهربائية تليق بمكانتها وكثافتها السكانية، والشركة ملزمة أمام المجتمع بتلافي هذا التقصير، وإثبات أن لديها القدرة على مواكبة تحديات المناخ والطلب المتزايد، لا أن تكتفي بردود الفعل بعد وقوع الضرر.
* ناشر ورئيس هيئة تحرير وكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية.