بهيبة المسؤول وتواضع الأردني... اللواء المعايطة يجسّد نهج جلالة الملك ويلامس قلوب المواطنين ورجال الأمن في العيد
كتب : د . زيد مُعين المراشده -
في مشهد عفوي لكنه بالغ الرمزية، وثق أحد المواطنين لحظة ترجل مدير الأمن العام، اللواء الدكتور عبيدالله المعايطة، من مركبته الرسمية ليصافح أحد المواطنين ويبادله تهاني العيد، في مشهد قد ينظر إليه البعض على أنه بسيط في ظاهره، لكنه كبير في أثره، لأنه عبر عن روح القيادة المتواضعة، القريبة من الناس، تماما كما أرادها القائد الأعلى للقوات المسلحة، جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.
مقطع الفيديو المصور الذي انتشر على نطاق واسع في منصات مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقى إعجابا كبيرا بين الأردنيين لما حمله من دفء وإنسانية وتواضع، غابت عنه حقيقة لدى بعض المتابعين، وهي أن ترجل المعايطة لم يكن محصورا في لحظة مصافحة عابرة، بل كان جزءا من جولة ميدانية شاملة قام بها في أول أيام عيد الأضحى المبارك، تفقد خلالها مرتبات الأمن العام العاملين في الميدان ضمن اختصاص قيادتي إقليمي الشمال والوسط ، مشاركا إياهم فرحة العيد، ومبادلا إياهم التهاني ، وناقلا لهم تحيات وتهاني جلالة الملك الحارة، تقديرا لجهودهم التي لا تنقطع، لا سيما في هذه الأيام المباركة.
وقد لاقى المقطع المتداول للباشا المعايطة وهو يصافح أحد المواطنين على قارعة الطريق، صدى واسعا لدى مرتبات الأمن العام أنفسهم، لأنه لامس مشاعرهم قبل أن يدهش الناس، فهم يعلمون أن وجود قائدهم بينهم ليس بروتوكولا، بل إيمانا حقيقيا بقيم الوفاء، والاعتراف بالجهد، والتأكيد على أن كل فرد في الميدان هو موضع تقدير من القيادة العليا.
وحقيقة أنني كتبت هذا المقال، ليس من أجل مقطع فيديو عابر، بل لأجل الصورة الكاملة التي ظهرت من خلاله، تلك التي تعكس جوهر شخصية الباشا المعايطة، التي عرفتها عن قرب، فهو رجل يعمل بصمت، بعيدا عن الأضواء، لا يتكلف التصنع ولا يبحث عن الظهور، بل ينتمي إلى مدرسة القيادات الميدانية التي تؤمن بأن المكان الطبيعي للقائد هو بين رجاله، لا فوقهم، وبين الناس، لا خلف الجدران.
اللواء الدكتور عبيدالله المعايطة، في جولته تلك، لم يقدم فقط واجب التقدير لمرتبات الأمن العام، بل فعل ما هو أعمق، نقل لهم رسالة معنوية مصدرها رأس الدولة، جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي يولي اهتماما خاصا لمنتسبي الأجهزة الأمنية في جميع مواقعهم، ويحرص دائما على أن تصلهم تهانيه وتقديره في الميدان، لا عبر البلاغات الرسمية فقط، بل من خلال تواصل مباشر، يجسد روح القرب والاعتزاز.
ولعل هذا الحضور الميداني لا يرفع من معنويات مرتبات الأمن العام فقط، بل يعيد التأكيد على أن المؤسسة الأمنية الأردنية، بقيادتها وميدانها، تجسد نموذجا فريدا في التضحية والانتماء.
ففي وقت يحتفل فيه المواطنون بالعيد مع أسرهم، نجد رجال الأمن العام يضاعفون جهودهم ويواصلون أداء واجبهم المقدس، ليحفظوا الأمن، ويسهروا على راحة المواطنين في أماكن التسوق واللهو والتجمعات، وعلى الطرق الداخلية والخارجية، بل وحتى في المعابر الحدودية حيث يستقبلون الحجاج العائدين بكل احتراف واحترام.
والمتابع لمشهد العيد في مختلف محافظات المملكة، يلمس بصمة واضحة لرجال الأمن العام الذين لا تقتصر مهمتهم على فرض النظام، بل تمتد لتأمين الأجواء العامة بكل تفاصيلها، من تنظيم السير في الشوارع المكتظة، إلى حماية الأسواق والمراكز التجارية، إلى مراقبة الالتزام بالقانون، وكل ذلك يتم بروح مهنية عالية، وتعاون إنساني يشعر به كل مواطن وزائر.
وفي زمن تتعالى فيه الحاجة إلى القدوة، يأتي اللواء الدكتور المعايطه نموذجا حقيقيا للمسؤول الذي يجسد نهج جلالة الملك عبدالله الثاني في القيادة بالقدوة، لا بالكلام، في التواصل بالتواضع، لا بالتكلف، وفي العمل الميداني لا عبر المكاتب المغلقة.
وبهذا، يعيد المعايطة تذكير الأردنيين أن القوة في دولتهم ليست في المظاهر، بل في الجوهر، وأن الأمن يصنع بالتلاحم بين المواطن ورجل الأمن، وتزدهر صورته كلما اقتربت القيادة من الميدان.
هكذا يكون القادة على النهج الهاشمي.….. وهكذا يصنع الفخر الوطني بمسؤولين لا يصافحون الأيادي فقط ، بل يلامسون القلوب.