الدكتور نذير عبيدات... صانع إنجاز في "الأردنية" نحو العالمية من قاعات الطب إلى صفوف البطالة: متى نعيد توجيه البوصلة نحو المستقبل؟ مهرجان الأردن العالمي للطعام يسير قافلة مساعدات ثالثة لأهلنا في القطاع أهمية المشاريع الريادية الصغيرة في الاقتصاد الأخضر والمحافظة على البيئة القوات المسلحة تنفذ إنزالات جوية جديدة على قطاع غزة بالتعاون مع دول شقيقة وصديقة العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد بالشفاء للعين ناصر اللوزي اسلام مساد : قيادة ورؤية المواصفات: تحويل (13) محطة وصهريج محروقات للنائب العام وإغلاق محطتين خلال النصف الأول من 2025 مبادرة أمام الجنائية الدولية ومكتب مدعي عام عمّان بهمة الشباب.. حملة بيئية شاملة تعزز الانتماء وتغرس روح العطاء في سوم .. صور معالي الشيخ عبد الكريم الدغمي يبارك لحفيدته الغالية "زين" بتفوقها في الثانوية العامة القوات المسلحة تعزز وحدة دعم مبتوري الأطراف المتنقلة بأطراف اصطناعية مشاركة عزاء بوفاة المرحومه الشابه ضياء سعيد عبدالحفيظ المعابره تهنئة وتبريك لخالد رائد رافد ال خطاب ما كتبه أحد الأصدقاء من واقع حاله..

القسم : اقلام واراء
تاريخ النشر : 09/08/2025 10:12:33 AM
أهمية المشاريع الريادية الصغيرة في الاقتصاد الأخضر والمحافظة على البيئة
أهمية المشاريع الريادية الصغيرة في الاقتصاد الأخضر والمحافظة على البيئة
 

بقلم:  مراد الوقفي

مقدمة: فجر الاقتصاد الأخضر والفرص الواعدة
في عالم يواجه تحديات بيئية غير مسبوقة وتغيرات مناخية متسارعة، برز مفهوم "الاقتصاد الأخضر" كبارقة أمل ومسار حتمي نحو مستقبل أكثر استدامة. لم يعد الحديث عن التنمية الاقتصادية بمعزل عن البعد البيئي أمراً مقبولاً، بل أصبح الدمج بين النمو الاقتصادي والحفاظ على الموارد الطبيعية ضرورة ملحة. في هذا السياق، تبرز المشاريع الريادية الصغيرة كقوة دافعة رئيسية ومحرك أساسي لتحقيق أهداف الاقتصاد الأخضر، فهي ليست مجرد مبادرات تجارية تسعى للربح، بل هي حاضنات للابتكار والإبداع الذي يصب في مصلحة الكوكب والإنسان معاً. يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه هذه المشاريع في بناء اقتصاد مستدام ومجتمعات مزدهرة بيئياً واقتصادياً، وكيف تساهم في صياغة مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
الاقتصاد الأخضر: مفهوم شامل لمستقبل مستدام
يُعرّف الاقتصاد الأخضر بأنه اقتصاد يهدف إلى الحدّ من المخاطر البيئية وتحقيق التنمية المستدامة دون أن يؤدي إلى تدهور بيئي. وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، هو الاقتصاد الذي ينتج عنه تحسن في رفاهية الإنسان والمساواة الاجتماعية، ويكون منخفض الكربون، ويتسم بالكفاءة على مستوى استخدام الموارد، ويحقق الشمول الاجتماعي. هذا المفهوم يتجاوز مجرد الاهتمام بالبيئة ليشمل أبعاداً اقتصادية واجتماعية، مؤكداً على أن النمو الاقتصادي يجب أن يتم في إطار يحافظ على البيئة ومواردها للأجيال القادمة. إنه نموذج للتنمية الاقتصادية القائمة على أساس التنمية المستدامة، مع الحفاظ على البيئة وعناصرها المختلفة، ويأخذ البعد الاجتماعي في الاعتبار.
المشاريع الريادية الصغيرة: محركات الابتكار البيئي
تُعرف المشاريع الريادية بأنها تلك المبادرات التي تصوغ فكرة عمل إبداعية لإنشاء أسواق جديدة، وتهدف إلى تلبية حاجة مجتمعية أو إيجاد حل لمشكلة معينة. على الرغم من أنها قد تبدأ كمشاريع صغيرة تتسم بقلة عدد العمالة وحجم الاستثمار، إلا أنها تتميز بطموحها نحو التوسع والنمو السريع، وغالباً ما تنطوي على مخاطر أعلى مقارنة بالمشاريع التقليدية. يكمن الفرق الجوهري بين المشروع الريادي والمشروع الصغير التقليدي في تركيز الأول على الابتكار وإيجاد حلول جديدة ومبتكرة، بينما يميل الثاني إلى تكرار نماذج عمل قائمة.
تعتبر المشاريع الريادية الصغيرة مناسبة بشكل خاص للابتكار الأخضر لعدة أسباب:
• المرونة والقدرة على التكيف: تتمتع المشاريع الصغيرة بمرونة عالية تسمح لها بالتكيف السريع مع التغيرات في السوق والاحتياجات البيئية، وتجربة حلول جديدة دون تعقيدات الشركات الكبرى.
• الابتكار: بطبيعتها، تسعى المشاريع الريادية إلى الابتكار وإيجاد طرق جديدة لحل المشكلات، وهو ما يتوافق تماماً مع متطلبات الاقتصاد الأخضر الذي يحتاج إلى حلول مبتكرة للتحديات البيئية.
• القرب من المجتمعات: غالباً ما تكون هذه المشاريع أقرب إلى المجتمعات المحلية، مما يمكنها من فهم الاحتياجات البيئية المحددة وتطوير حلول مخصصة ومستدامة تلبي تلك الاحتياجات بشكل فعال.
• الكفاءة في استخدام الموارد: نظراً لمحدودية مواردها، تميل المشاريع الصغيرة إلى أن تكون أكثر كفاءة في استخدام الموارد، مما يقلل من الهدر ويساهم في تحقيق الاستدامة.
مساهمات المشاريع الريادية الخضراء: أثر بيئي واقتصادي ملموس
تُعد المشاريع الريادية الصغيرة ركيزة أساسية في تحقيق أهداف الاقتصاد الأخضر، وذلك من خلال مساهماتها المتعددة على الصعيدين الاقتصادي والبيئي:
• المساهمة الاقتصادية الفاعلة: على الرغم من صغر حجمها، تلعب المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة دوراً حيوياً في الاقتصادات العالمية. تشير الإحصائيات إلى أنها تمثل حوالي 90% من الأعمال التجارية، وتوفر ما بين 60% إلى 70% من فرص العمل، وتساهم بنحو 50% من الناتج المحلي الإجمالي في جميع أنحاء العالم. عندما تتبنى هذه المشاريع الممارسات الخضراء، فإنها لا تساهم فقط في النمو الاقتصادي الكمي، بل أيضاً في نمو اقتصادي نوعي ومستدام.
• تحسين جودة البيئة وحماية الموارد: تساهم المشاريع الخضراء بشكل مباشر في تحسين جودة البيئة من خلال تبني ممارسات تقلل من الأثر البيئي السلبي. على سبيل المثال، تسعى هذه المشاريع إلى تقليل التلوث، والحفاظ على التنوع البيولوجي، والاستخدام المسؤول للموارد الطبيعية. يمكن للمشاريع الصغيرة استخدام مواد خام صديقة للبيئة مثل البلاستيك القابل للتحلل، الورق المعاد تدويره، أو الخشب المستدام بدلاً من المواد التقليدية التي تضر بالبيئة. كما أن مشاريع إعادة التدوير والزراعة العضوية تساهم بشكل فعال في تقليل النفايات والحفاظ على خصوبة التربة.
• الابتكار والتكنولوجيا الخضراء: تشجع طبيعة المشاريع الريادية على الابتكار، مما يدفع نحو تطوير تقنيات وحلول جديدة تخدم أهداف الاقتصاد الأخضر. تساهم هذه المشاريع في تطوير تقنيات موفرة للطاقة، وحلول لتخزين الطاقة المتجددة، وتقديم خدمات استشارية صديقة للبيئة. هذا الابتكار لا يقتصر على المنتجات والخدمات فحسب، بل يمتد ليشمل العمليات ونماذج الأعمال التي تقلل من البصمة الكربونية وتزيد من الكفاءة البيئية.
• خلق فرص عمل خضراء: مع التحول نحو الاقتصاد الأخضر، تظهر قطاعات ووظائف جديدة تتطلب مهارات متخصصة. تساهم المشاريع الريادية الخضراء في خلق هذه الوظائف في مجالات مثل الطاقة المتجددة، وإدارة النفايات، والزراعة المستدامة، والاستشارات البيئية، مما يوفر فرص عمل مستدامة ويساهم في التنمية الاجتماعية.
• خلق أسواق جديدة: من خلال تقديم منتجات وخدمات مبتكرة وصديقة للبيئة، تساهم هذه المشاريع في إنشاء أسواق جديدة تلبي الطلب المتزايد على الاستدامة. هذا يخلق ديناميكية اقتصادية جديدة تدعم التحول نحو أنماط استهلاك وإنتاج أكثر استدامة.
أمثلة ملهمة لمشاريع ريادية خضراء ناجحة
تتجسد أهمية المشاريع الريادية الخضراء في العديد من الأمثلة الواقعية التي تجمع بين النجاح التجاري والأثر البيئي الإيجابي. هذه المشاريع لا تقدم حلولاً مبتكرة للتحديات البيئية فحسب، بل تفتح آفاقاً جديدة للنمو الاقتصادي المستدام:
• متاجر الأزياء المستدامة: تعمل هذه المتاجر على بيع الملابس والإكسسوارات المنتجة بطرق صديقة للبيئة، مثل استخدام الأقمشة العضوية، المواد المعاد تدويرها، أو تبني سلاسل إمداد عادلة وشفافة. تساهم هذه المشاريع في تقليل النفايات الناتجة عن صناعة الأزياء التقليدية وتشجع على الاستهلاك الواعي.
• الزراعة العضوية (Organic Farming): تركز المشاريع في هذا المجال على إنتاج المحاصيل دون استخدام المبيدات الحشرية الكيميائية أو الأسمدة الاصطناعية. هذا لا يحافظ على صحة التربة والمياه فحسب، بل يوفر أيضاً منتجات غذائية صحية للمستهلكين ويقلل من التلوث البيئي.
• إعادة تدوير النفايات: تشمل هذه المشاريع جمع وفرز وإعادة تدوير المواد المختلفة مثل البلاستيك، الورق، الزجاج، والمعادن، وتحويلها إلى منتجات جديدة ذات قيمة. هذه المشاريع تقلل بشكل كبير من حجم النفايات المرسلة إلى المدافن وتساهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية.
• الاستشارات الخضراء وتتبع الطاقة: تقدم هذه الشركات خدمات استشارية للشركات والأفراد لمساعدتهم على تبني ممارسات صديقة للبيئة، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة، وتقليل البصمة الكربونية. يمكن أن تشمل خدماتها تدقيق الطاقة، وتصميم المباني الخضراء، وتطوير استراتيجيات الاستدامة.
• النقل الأخضر: تتضمن هذه المشاريع توفير حلول نقل مستدامة مثل خدمات النقل الجماعي الكهربائي أو الهجين، أو تشجيع استخدام الدراجات والدراجات الكهربائية كبديل للسيارات التقليدية. تهدف إلى تقليل الانبعاثات الضارة وتحسين جودة الهواء في المدن.
• تصنيع المنتجات القابلة للتحلل: تركز هذه المشاريع على إنتاج مواد ومنتجات تتحلل بيولوجياً بشكل كامل بعد الاستخدام، مثل الأكياس البلاستيكية القابلة للتحلل، أو أدوات المائدة المصنوعة من مواد طبيعية. هذا يقلل من تراكم النفايات غير القابلة للتحلل ويساهم في حماية النظم البيئية.
• إنتاج السماد العضوي: تقوم هذه المشاريع بتحويل المخلفات العضوية من المنازل والمزارع إلى سماد طبيعي غني بالمغذيات، والذي يمكن استخدامه لتحسين جودة التربة في الزراعة. هذا يقلل من الحاجة إلى الأسمدة الكيميائية ويساهم في دورة مغذيات طبيعية.
توضح هذه الأمثلة كيف يمكن للمشاريع الريادية الصغيرة أن تكون مربحة ومستدامة في آن واحد، مقدمة بذلك نموذجاً يحتذى به في السعي نحو اقتصاد أخضر ومستقبل بيئي أكثر إشراقاً.
التحديات والفرص: طريق المشاريع الخضراء
على الرغم من الإمكانات الهائلة للمشاريع الريادية الخضراء، إلا أنها تواجه مجموعة من التحديات التي تتطلب حلولاً مبتكرة ودعماً مستمراً. في المقابل، تفتح هذه التحديات الباب أمام فرص واعدة للنمو والابتكار:
التحديات:
• التكاليف الأولية المرتفعة: غالباً ما تتطلب التقنيات والممارسات المستدامة استثمارات أولية أعلى مقارنة بالبدائل التقليدية. على سبيل المثال، قد تكون تكلفة إنشاء نظام طاقة شمسية أو شراء آلات إعادة تدوير متطورة باهظة في البداية.
• نقص التمويل: تواجه المشاريع الصغيرة والناشئة في هذا المجال صعوبة في الحصول على تمويل كافٍ من المؤسسات المالية التقليدية، التي قد لا تكون على دراية كافية بنماذج الأعمال الخضراء أو قد تعتبرها عالية المخاطر.
• قلة الخبرة والمعرفة: قد يفتقر رواد الأعمال إلى الخبرة الكافية في الجوانب البيئية المعقدة أو التقنيات الخضراء المتخصصة، مما يؤثر على جودة التخطيط والتنفيذ.
• المنافسة الشديدة: مع تزايد الاهتمام بالاقتصاد الأخضر، يزداد عدد الشركات والمشاريع التي تدخل هذا المجال، مما يؤدي إلى منافسة شديدة تتطلب من المشاريع الصغيرة التميز والابتكار المستمر.
• المعوقات التنظيمية والقانونية: يمكن أن يشكل ضعف أو عدم وضوح الأنظمة والقوانين المنظمة لقطاع المشاريع الخضراء، أو عدم وجود حوافز كافية، عائقاً أمام نموها وتوسعها.
• قلة الوعي: قد يفتقر المستهلكون إلى الوعي الكافي بأهمية المنتجات والخدمات الخضراء وفوائدها، مما يؤثر على حجم الطلب ويجعل من الصعب على هذه المشاريع تحقيق الانتشار المطلوب.
الفرص:
• الطلب المتزايد: يتزايد الوعي البيئي على مستوى العالم، مما يدفع المستهلكين والحكومات نحو المنتجات والخدمات المستدامة. هذا يخلق سوقاً متنامياً للمشاريع الخضراء ويفتح آفاقاً جديدة للنمو.
• الدعم الحكومي والمبادرات العالمية: تدرك العديد من الحكومات والمنظمات الدولية أهمية الاقتصاد الأخضر، وتقدم حوافز ودعماً مالياً وفنياً للمشاريع الخضراء، مما يقلل من الأعباء المالية ويشجع على الابتكار.
• الابتكار التكنولوجي: التطور السريع في التقنيات الخضراء، مثل الطاقة المتجددة، حلول إدارة النفايات، والزراعة الذكية، يفتح آفاقاً واسعة للابتكار وتطوير حلول مستدامة وفعالة من حيث التكلفة.
• خلق أسواق جديدة: تساهم المشاريع الخضراء في إنشاء أسواق جديدة تماماً للمنتجات والخدمات الصديقة للبيئة، مما يوفر فرصاً غير مستغلة لرواد الأعمال.
• الميزة التنافسية: تبني الممارسات الخضراء يمكن أن يمنح المشاريع ميزة تنافسية قوية، حيث يفضل المستهلكون والشركات بشكل متزايد التعامل مع الكيانات التي تلتزم بالمسؤولية البيئية، مما يحسن صورتها الذهنية ويزيد من ولائهم.
• المساهمة في التنمية المستدامة: توفر هذه المشاريع فرصة فريدة للمساهمة الفعالة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على الصعيدين المحلي والعالمي، مما يمنح رواد الأعمال شعوراً بالهدف والإنجاز يتجاوز مجرد الربح المادي.
دعم النمو الأخضر: دور السياسات والمبادرات
لتحقيق الإمكانات الكاملة للمشاريع الريادية الخضراء، يتطلب الأمر بيئة داعمة تتجسد في سياسات حكومية ومبادرات عالمية تهدف إلى تذليل العقبات وتوفير الحوافز. يلعب هذا الدعم دوراً حاسماً في تسريع وتيرة التحول نحو الاقتصاد الأخضر:
• التمويل الأخضر: يُعد التمويل أحد أهم الركائز لدعم المشاريع الخضراء. يتزايد الاهتمام بآليات التمويل الأخضر مثل السندات الخضراء، وهي أدوات دين تُستخدم لتمويل المشاريع ذات الأثر البيئي الإيجابي، والقروض الميسرة التي تقدمها المؤسسات المالية للمشاريع الصديقة للبيئة. كما تقدم بنوك ومؤسسات مالية برامج تمويل مخصصة للمشاريع الخضراء الصغيرة والمتوسطة، مما يسهل عليها الحصول على رأس المال اللازم للنمو والتوسع.
• البرامج الحكومية والدولية: تدرك الحكومات والمنظمات الدولية أهمية الاقتصاد الأخضر في تحقيق التنمية المستدامة، ولذلك تطلق العديد من البرامج والمبادرات لدعمه. على سبيل المثال، يدعم برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) الاستثمارات الخضراء من خلال الإنفاق العام المستهدف، وتعديلات الضرائب واللوائح، وإصلاح السياسات لتشجيع الممارسات المستدامة. على الصعيد الإقليمي، تبرز مبادرات مثل مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي تقودها المملكة العربية السعودية، وتهدف إلى الحد من تأثيرات تغير المناخ وتحقيق أهداف العمل المناخي في المنطقة. كما توفر القمة العالمية للاقتصاد الأخضر (WGES) منصة عالمية لتعزيز التحول نحو الاقتصاد الأخضر ودعم التعاون الدولي في هذا المجال. وتعمل الشراكة من أجل العمل على الاقتصاد الأخضر (PAGE) على توفير الخدمات للدول لمساعدتها على الانتقال نحو الاقتصادات الخضراء.
• الحوافز الضريبية واللوائح التنظيمية: تلعب الحوافز الضريبية والإعفاءات الجمركية على المعدات الخضراء دوراً مهماً في تقليل التكاليف الأولية للمشاريع الريادية. كما أن وضع لوائح تنظيمية واضحة وداعمة للممارسات المستدامة يشجع الشركات على تبنيها ويخلق بيئة أعمال مواتية للنمو الأخضر.
• حاضنات الأعمال الخضراء ومراكز الابتكار: يتم إطلاق حاضنات أعمال متخصصة لدعم وتطوير المشاريع الريادية في مجال الاقتصاد الأخضر. توفر هذه الحاضنات الإرشاد، التدريب، المساحات المكتبية، وفرص التواصل، مما يساعد رواد الأعمال على تحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة.
إن تضافر هذه الجهود، من تمويل وسياسات ومبادرات، يخلق بيئة مواتية لازدهار المشاريع الريادية الخضراء، مما يضمن استمرار مساهمتها الفاعلة في بناء مستقبل مستدام.
الخاتمة: نحو مستقبل أخضر يقوده الابتكار الصغير
في الختام، يتضح أن المشاريع الريادية الصغيرة ليست مجرد مكونات هامشية في المشهد الاقتصادي، بل هي في صميم التحول نحو اقتصاد أخضر ومستقبل مستدام. بقدرتها على الابتكار، ومرونتها في التكيف، وقربها من احتياجات المجتمعات، تثبت هذه المشاريع يوماً بعد يوم أنها محركات قوية للتغيير الإيجابي، قادرة على إحداث أثر بيئي واقتصادي ملموس.
إن التحديات التي تواجهها هذه المشاريع، من تمويل ومعرفة وبيئة تنظيمية، لا تقلل من أهميتها، بل تؤكد على ضرورة تضافر الجهود من قبل الحكومات، المؤسسات المالية، والمنظمات الدولية لدعمها وتمكينها. فمن خلال توفير التمويل الأخضر، وتقديم الحوافز، وتطوير حاضنات الأعمال المتخصصة، يمكننا أن نطلق العنان لإمكانات هائلة من الابتكار والنمو المستدام.
إن الاستثمار في المشاريع الريادية الخضراء هو استثمار في مستقبل كوكبنا وصحة أجيالنا القادمة. إنه دعوة للجميع، من رواد أعمال ومستثمرين وصناع قرار ومستهلكين، للمساهمة في بناء اقتصاد لا ينمو على حساب البيئة، بل يزدهر بفضلها. مع كل مشروع ريادي أخضر يرى النور، نقترب خطوة نحو تحقيق رؤية عالمية لاقتصاد مزدهر بيئياً واقتصادياً، حيث يلتقي الابتكار بالاستدامة، ويصبح الحفاظ على البيئة جزءاً لا يتجزأ من نسيج التنمية.
 
التعليقات
شارك بالتعليق الاول للخبر
اضافة تعليق جديد

جميع الحقوق محفوظة لموقع وكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية (2013 - )

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر

اطلع على سياسة الموقع الالكتروني