من قاعات الطب إلى صفوف البطالة: متى نعيد توجيه البوصلة نحو المستقبل؟ مهرجان الأردن العالمي للطعام يسير قافلة مساعدات ثالثة لأهلنا في القطاع أهمية المشاريع الريادية الصغيرة في الاقتصاد الأخضر والمحافظة على البيئة القوات المسلحة تنفذ إنزالات جوية جديدة على قطاع غزة بالتعاون مع دول شقيقة وصديقة العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد بالشفاء للعين ناصر اللوزي اسلام مساد : قيادة ورؤية المواصفات: تحويل (13) محطة وصهريج محروقات للنائب العام وإغلاق محطتين خلال النصف الأول من 2025 مبادرة أمام الجنائية الدولية ومكتب مدعي عام عمّان بهمة الشباب.. حملة بيئية شاملة تعزز الانتماء وتغرس روح العطاء في سوم .. صور معالي الشيخ عبد الكريم الدغمي يبارك لحفيدته الغالية "زين" بتفوقها في الثانوية العامة القوات المسلحة تعزز وحدة دعم مبتوري الأطراف المتنقلة بأطراف اصطناعية مشاركة عزاء بوفاة المرحومه الشابه ضياء سعيد عبدالحفيظ المعابره تهنئة وتبريك لخالد رائد رافد ال خطاب ما كتبه أحد الأصدقاء من واقع حاله.. مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي عشيرتي الصرايرة والمومني

القسم : اقلام واراء
تاريخ النشر : 08/08/2025 1:02:52 PM
ما كتبه أحد الأصدقاء من واقع حاله..
ما كتبه أحد الأصدقاء من واقع حاله..




هو فتى وحيدٌ في هذا العالم، لا أخٌ يؤنسه، ولا أختٌ تواسيه. خُلِق في صمت، ونما في ظلّ الوحدة، فغدت الأيام عنده صفحاتٍ بيضاء، لا يخطّها سواه. لم يعرف دفءَ التقاسم، ولا لذّة المناصفة، ولا مرارة الشجار الذي يعقبه الصفح.
كان إذا فرح، ابتسم لنفسه، وإذا حزن، طأطأ رأسه وسار، كأن الأرض وحدها تعنيه.
كلّ ما حوله كان يؤنّث أو يُذكّر، إلّا وحدته… فهي لم تكن أنثى تُروى، ولا ذكرًا يُعتمد عليه، بل كانت ظلًّا طويلًا، لا يفارقه في نهار، ولا يتركه في ليل.

لم يقتسم ملابس الجامعةِ مع شقيق، ولم ينتظر دوره في الحديث على مائدة العائلة، كان الحديث له، والصمت له، والمكان له، والوَجْد له.

وحين كان يرى الآخرين يركضون نحو إخوانهم، ويتنازعون ثم يضحكون، كان يبتسم بتؤدة، كأنما يرى مشهدًا من حياةٍ ليست له، كأنما الزمن ألقى به في هامش الرواية، لا في صلب الحكاية.

لكنّه، رغم هذا، لم يكن هشًّا. بل خرج من رحم العُزلة صلبًا كجذر شجرةٍ ضرب في الأرض عميقًا. لم يتهالك على الرفقة، ولم يجزع من الخذلان. صار قلبه بيتًا صغيرًا لكنه مرتّب، لا يعجّ بالزائرين، لكنّه دافئ لكلّ من طرق بابه برفق.

يُحب الناس من بعيد، ويقدّر العلاقات دون أن يتورّط في ضجيجها. لا يشتهي كثرة الأصوات من حوله، بل يحنّ إلى صوتٍ واحد، لو وُجد، لربما غيّر كلّ شيء: صوت أخ، أو همسة أخت، تُربّت على وحدته، لا أكثر.

وهكذا ظلّ، يمشي في دربه الخاص، لا يُشبه أحدًا، ولا يشبهه أحد. لم يتكئ على كتف، لكنه تعلّم أن يمشي منتصبًا. ولم يسمع “أنا معك”، لكنه صار مع نفسه بما يكفي ليصمد.
هذا أنا.
خاطرة الأستاذ بارق عبدالله حمادنة
التعليقات
شارك بالتعليق الاول للخبر
اضافة تعليق جديد

جميع الحقوق محفوظة لموقع وكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية (2013 - )

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر

اطلع على سياسة الموقع الالكتروني