يا دولة الرئيس... قالها الملك: "من لا يعمل يترك الكرسي"، فهل يرضيك أداء هذا الوزير؟
عمّان 12 تموز 2025 - (خاص) - (الرقيب الدولي) -
بينما تدخل المملكة مرحلة جديدة من التحول في الأداء الحكومي في شتى المجالات ، مستندة إلى توجيهات واضحة وحاسمة من جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي قالها بصراحة لا تحتمل التأويل: "المسؤول الذي لا يرى نفسه بحجم المسؤولية عليه أن ينسحب حتى لا يؤخر الفريق، ويجب أن يشعر المواطن بأنه شريك، وأن يرى أثر الإنجاز في الميدان" — نجد أنفسنا مضطرين لتوجيه البوصلة نحو وزارة يُفترض أن تكون في صُلب هذا التحول، لكنها للأسف، باتت تُسجل تراجعًا مقلقًا في الأداء والتواصل.
وزارة الصحة، التي شكّلت في السابق نموذجا يُحتذى به خلال أزمة كورونا، تبدو اليوم غائبة عن المشهد بقيادة وزيرها الدكتور فراس الهواري، الذي لمع نجمه آنذاك على الشاشات، محللًا وناقدًا لأداء الحكومة في التعاطي مع الجائحة، حيث كان ذلك كافيًا ليُمنح الثقة ويُعيَّن وزيرًا، على أمل أن يترجم حضوره الإعلامي إلى أداء فعلي، لكن يبدو أن الجلوس على الكرسي الوزاري أمر مختلف تمامًا.
في منشور لافت ومقلق، كتب نقيب المهندسين الزراعيين، المهندس علي أبو نقطة:
"صباح هذا اليوم، وبعد أكثر من سنة كاملة، تكرم علينا وزير الصحة وحدد موعد لقاء مع مجلس نقابة المهندسين الزراعيين. وخرجت من اللقاء بعبارة واحدة: الله يكون بعون جلالة الملك ودولة الدكتور جعفر حسان."
وهنا يبرز سؤال جاد لا يمكن تجاوزه:
إذا كانت نقابة بحجم نقابة المهندسين الزراعيين – بكل ما تمثّله من ثقل وشرعية – احتاجت عامًا كاملًا للقاء الوزير، فكيف هو حال المواطن العادي الذي يحتاج إلى علاج، أو يسعى لعرض مظلمة، أو يأمل فقط في إيصال صوته... هل يستطيع الوصول إلى الوزير؟ أم أن الأبواب ما زالت موصدة بإحكام؟
أليس هذا نقيض ما دعا إليه جلالة الملك؟ أين الشراكة؟ أين التواصل؟
لسنا هنا في موقع التقييم الشخصي للوزير وإنما أمام حالة واقعية تتطلب مراجعة وتقييمًا شفافًا للاداء والعمل الفاعل والجاد لخدمة الوطن والمواطن .
وبناءً على ذلك، نتوجه اليوم بسؤال مباشر إلى دولة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، الذي بدأ مشواره برسائل واضحة وتوقعات عالية من الشارع الأردني:
يا دولة الرئيس... هل يرضيك أداء وزير في حكومتك بهذا الشكل؟
إذا كنا نؤمن فعلًا بأن المرحلة الجديدة تتطلب تغييرًا في النهج، وتفعيلًا حقيقيًا للعلاقة بين المسؤول والنقابات والمواطنين .
الرسالة الملكية واضحة لا تحتمل التأويل: "من لا يعمل، عليه أن يترك الكرسي."
فهل آن أوان اتخاذ القرار المناسب؟