بقلم : رضوان النعسان -
في أيام حزيران المفعمة بالعز والمجد، تتوشح الأسرة الأردنية الواحدة بأبهى معاني الولاء والانتماء، وهي تحتفي بثلاث من أقدس المناسبات الوطنية التي تجسد روح الدولة الأردنية وركائزها الخالدة: عيد الجلوس الملكي، ويوم الجيش، وذكرى الثورة العربية الكبرى. مناسبات تترسخ في الوجدان الجمعي كرموز للسيادة والكرامة، ومحطات تاريخية كبرى ألفت بين سطورها حكاية وطنٍ عظيم شيد بإرادة الهاشميين وحكمة قيادتهم وبتضحيات الأردنيين الأحرار.
في هذه الأيام المباركة، نستذكر وقائع تاريخية صنعت مجد الأردن، ونسير على خطى رجال صدقوا العهد، ووضعوا اللبنات الأولى لدولة فتية أضاءت بنهجها السليم دروب النهضة والازدهار، إنها الدولة الأردنية الحديثة، التي أرساها الملك المؤسس عبدالله الأول طيب الله ثراه، وحمل أمانتها من بعده ملوك بني هاشم الأطهار، حتى تسلم لواءها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، الذي نحتفل اليوم بالذكرى السادسة والعشرين لجلوسه الميمون على العرش، قائدا ملهما وراعيا أمينا لمسيرة البناء والتحديث.
لقد شهد الأردن في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني نهضة شاملة في مختلف المجالات، حيث تسلح جلالته برؤية استراتيجية ثاقبة، وبحكمة قيادية قل نظيرها، فقاد البلاد نحو عهد جديد من التنمية المستدامة، والإصلاح الشامل، والتمكين الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، فسعى جلالته لتعزيز مكانة الأردن على الساحتين الإقليمية والدولية، حتى غدا صوت الوطن مسموعا في المحافل، ورسالة الاعتدال والسلام التي يحملها الهاشميون موضع احترام وتقدير عالمي.
إن عيد الجلوس الملكي هو وقفة تأمل واعتزاز بمسيرةٍ ملؤها التحدي والإنجاز، ويوم نجدد فيه البيعة والوفاء لقائد الوطن، جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي مضى منذ تسلمه سلطاته الدستورية، بخطى واثقة نحو أردن قوي مزدهر، رافعا شعار العمل والمثابرة، واضعا الإنسان الأردني في صلب اهتمامه، حارسا أمينا للهوية الأردنية ومكتسبات الدولة ومبادئ الثورة العربية الكبرى التي حمل الهاشميون شعلتها دفاعا عن كرامة الأمة ووحدتها.
وفي يوم الجيش، نرفع الهامات فخرا واعتزازا برجال القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، البواسل الذين يجسدون أبهى صور البطولة والانتماء، فهم حماة الحمى، وسياج الوطن المنيع، وسند القائد، يحملون البندقية بيد، وباليد الأخرى يزرعون الأمن والسلام في ربوع الوطن وعلى ثغور الحق، وإلى جانبهم تقف أجهزتنا الأمنية الساهرة على أمن الوطن والمواطن، التي أثبتت كفاءتها وانتماءها المطلق لقيم الدولة وثوابتها الراسخة.
أما ذكرى الثورة العربية الكبرى، فهي نبراس لا يخبو، ونقطة انطلاق نحو فجر الحرية والوحدة والاستقلال، إنها الثورة التي أطلقها الشريف الحسين بن علي، مؤمنا بأصالة الأمة العربية وحقها في تقرير مصيرها، واليوم لا يزال الأردن بقيادة الهاشميين الأبرار، يحمل رسالة الثورة بكل أمانة وشرف، مناديا بالحق، ومدافعا عن القدس، وحارسا للمقدسات، ثابتا على مبادئ العدل والكرامة.
وبهذه المناسبات العزيزة على قلوب الأردنيين، نتوجه إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، بأصدق مشاعر التهنئة والتبريك، مجددين العهد والولاء، سائلين الله العلي القدير أن يديم على جلالته نعمة الصحة والعافية، وأن يوفقه لمواصلة مسيرة العطاء والبناء، ولقيادة هذا الوطن العزيز نحو آفاق أرحب من الإنجاز والتميز، وكما نرفع أكف الضراعة أن يحفظ سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ليكون خير سندٍ وامتداد لهذه المسيرة الهاشمية المباركة، التي أثمرت وطنا عصريا شامخا، متمسكا بهويته، وماضيا بثقة نحو المستقبل.
إننا، أبناء الأردن الأوفياء، نجدد اليوم بيعتنا لجلالة الملك، ونؤكد أننا سنظل الجنود المخلصين لهذا الحمى الهاشمي، نقف صفا واحدا خلف قيادتنا الرشيدة، ونمضي في دروب العز والعطاء، ليبقى الأردن أنموذجا في التلاحم الوطني، وعنوانا للفكر المستنير، والحكم الرشيد.