شاهد بالصور .. مدارس الجامعة الأمريكية للشرق الأوسط تطلق اسم "حديقة الشهيد وصفي التل" تخليدًا لذكراه الوطنية العطرة مندوبًا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي القضاة والحجازي والكلوب والخالدي المراشده يكتب: الأردن... الثبات في زمن التحديات وقيادة تحمل راية الحق الزبون يكتب: الأردن الصامد وقائد الأمة في مواجهة المخاطر العيسوي: الأردن، بقيادة الملك، منارة عطاء ورحمة عمقها رسالة هاشمية قائمة على صوت الحق والعدالة اتفاقية تعاون بين جامعة جدارا وشركة لافانت للمنتجات الغذائية لتدريب طلبة كلية العلوم التربوية جامعة جدارا توقّع مذكرة تفاهم لتعزيز التعليم الصحي النفسي مندوبا عن الملك وولي العهد. العيسوي يعزي آل الخضري جامعة جدارا تبحث آليات تطوير الأداء الأكاديمي والإداري في اجتماع مساعدي الجودة رئيس جامعة جدارا يحضر الاجتماع الأول لعميد كلية الصيدلة مع أعضاء الهيئة التدريسية جامعة جدارا توقّع اتفاقية لاستخدام نظام إلكتروني جديد مع شركة المتحالفون لإدارة مرافق الحاسوب "الرقيب الدولي" تهنئ المقدم ناصر الطوالبه بحصوله على الماجستير العيسوي: الأردن بقيادته الهاشمية ثابت على نهجه الإنساني والوطني وصوت حق في المحافل الدولية تنفيذا للتوجيهات الملكية العيسوي يطمئن على صحة البطل العالمي الجنيدي والمواطن الفريحات مندوبا عن الملك وولي العهد. العيسوي يعزي عشيرتي الشخاترة وأبو وندي

القسم : اقلام واراء
تاريخ النشر : 04/11/2023 7:56:55 AM
مهنا نافع يكتب: إضاءات نقدية حول البراغماتية
مهنا نافع يكتب: إضاءات نقدية حول البراغماتية


مهنا نافع -

عندما يغيب الضمير ويهمل الوجدان وتكبح الفطرة وتصبح المبادئ والأخلاق الرفيعة مجرد وسيلة تطبق بكبرى المتاجر فقط لكونها ستجلب المزيد من الزبائن، شأنها كبقية الوسائل التي لا ضير من استخدامها طالما ستبرر الوصول لأي من الغايات والمآرب، فالصدق كالكذب والعدل كالظلم والرفق كالعنف والبر كالفسق والنزاهة كالخساسة والشرف كالعار، والانتهازية كالإثار ، فكل المفردات ومرادفاتها سوف تتماثل مع أضدادها، ولم لا؟ طالما الهدف سيتحقق، وسيتم كسب ما يظن أنه من المنافع.

نهج يستتر وراء مفهوم الحلول العملية لقبول المتاح، ويهمل كل المفاهيم والمبادئ والقيم الاجتماعية وكل ما يتعلق بالجوانب الروحية، فلا اكتراث لأي تراث، ولا لتقدير لأي موروث أخلاقي كان أو معرفيا، وتغييب لكل الغيبيات، ولا قبولا لأي حقيقة مطلقة كانت أو نسبية، نهج ساد وقوي ولكنه عجز عن تفسير ميل المجتمعات لتعظيم عمل الخير أو الخوض بشرح ما لمعنى التضحية أو البطولة والفداء وغير ذلك من المصطلحات التي يحترمها ويجلها العامة من أفراد المجتمعات.

وأما عن مفهوم الحقيقة لديهم فمهما كانت فلا ترفض ولا تقبل لتبقى الضبابية تحوم حولها، ولا يمكن اعتبارها من المسلمات الثابتة حتى لو خضعت لأدواتهم بالتجربة والقياس، فإن تم ثبوت نفعها فسيتم قبولها، ولكن لا ضمان لثبات محتواها، فقد تتغير بتغير الظروف المحيطة بها، فالحقيقة تعتبر أهم ركنا من أركان هذا النهج الذي يطلق عليه البعض الفلسفة البراغماتية، أما الشيء الذي بمنتهى الغرابة فهو يدعونا أن لا نؤمن بأهمية أو ضرورة أي حقيقة إلا أن ثبت نفعها من خلال الأدوات المعتمدة لديهم، ولكن كيف لنا أن نؤمن ودون أي تردد بصحة ودقة تلك الأدوات، أليس هذا بمثابة الوصاية وبالتالي الهيمنة على الوعي العام للمجتمعات.

ثم جاءت ملامح نظريات دارون لتضع شيئا من صبغتها على هذا النهج، فهو يعتبر أنه كما تطورت أجسادنا كذلك تطورت أدمغتنا، وان الأفكار يجب أن تتأقلم مع الوضع الحالي الجديد الذي نحن فيه لتساعدنا للسير بمجريات المعيشة بطريقة سلسة ومريحة، وأنه لا بد للمجتمعات بمجرد تغيير الظروف المحيطة بها التأقلم واكتساب صفات جديدة تناسب هذا التغيير، والا الانقراض لتلك المجتمعات سيكون أمرا حتميا، وهذا قد يبدو للبعض فيه القليل من المنطق، ولكن من سيقرر أن هذه الحقائق والأفكار قابلة بالأصل للتغيير، فالفضيلة ستبقى فضيلة والنخوة والشجاعة وغيرهم سيبقون كذلك، ثم ما هو المعيار الذي سيضبط الحد الأعلى أو الأدنى لأي تغيير؟ أم الأمر لاحد له؟

نعلم أن أحد أسباب رواج هذا النهج الذي ينسب إرساء قواعده للفيلسوفين تشارلز بيرس ووليام جيمس في أواخر القرن التاسع عشر ليلقى رواجا كبيرا في الولايات المتحدة بالقرن العشرين نتيجة الظرف الخاص الذي حصل إبان وصول الملايين من المهاجرين الأوروبيين من مختلف الأعراق والمناطق وبخلفيات مختلفة إلى القارة الأمريكية الشمالية، فتم من خلاله نسف كل ما لديهم من خلفيات سابقة، مما جنبهم كل ما يتعلق بالجدل والخلاف الذي قد يؤدي لنشوء المزيد من الصراعات بالمجتمع لديهم، فتم تسويف وتحييد كل المثاليات، وتم إقناع الأغلبية للاتجاه فقط لما ظنوه نفعا لهم، هي تماما كحبة المسكن التي تهدئ ولا تعالج، واليوم بعد أن استقرت هذه المجتمعات فمن الملاحظ انقسامها واختلافها، وبدأ العدد الوفير من المثقفين وغيرهم بطرح العديد من الأسئلة التي لم يقدم هذا النهج شيئا من إجاباتها، لتتسع مساحة هذا الفراغ الفكري لديهم، فهم بحيرة من أمرهم، بلا فكر او اي هدف له معنى يساعدهم لفهم العديد من الأشياء، ما زال اهمها هو الغاية من وجودهم، ربما ما كان عليهم أن يكترثوا لذلك، ولا بد من الاستمرار باستحداث الجديد من ادوات الرفاهية لاقناعهم ان ما زال لديهم العديد من الرغبات الجديدة التي يجب السعي وراء تحقيقها، فهل سيستمرون بالبقاء على هذا الحال؟ ام ان نزعة فكرية ما ستجد سبيل لهم؟ اظن ذلك ليس عنهم ببعيد وخاصة تصاعد التيارات الايدلوجية التي تتعارض كليا مع هذه البراغماتيه.

نعم عزيزي القارئ لا بد لنا أن نفهم كيف يفكر غيرنا، وهذه الإضاءات النقدية حول البراغماتية قد تكون مقدمة لذلك، وقد تستنج من كل ما سبق أنها جاءت لحذف كل الأيدولوجيات والمبادئ والمسلمات السابقة التي أتت مع المهاجرين للعالم الذي كان يسمى بالعالم الجديد واستبدلته بطريقة بمنتهى الذكاء بمبادئ ومسلمات جديدة، فهذه المدرسة التي اشتق اسمها من كلمة (براجما) اليونانية والتي تعني العمل والتي أيضا يطلق عليها الذرائعية أو العملانية وغيرها من مسميات لا تدور إلا حول ما (يظن) أن المنفعة المجردة هي المعيار الوحيد أو بطريقة أوضح (نجاح العمل هو المعيار الوحيد للحقيقة) ولكنها لا تكترث بنوع العمل أو أن هذا النجاح مؤقت لحظي وما قد يترتب عليه من تبعات قد تكون مدمرة وبمنتهى الأذى على المجتمعات، وكمثال بسيط لو أن مؤسسة نجحت ببيع الأخشاب وحققت الكثير من الأرباح والمنافع لها فهل هذه حقيقة يجب أن نقف عندها ولا نذكر أي شيء عن الأثر البيئي السيئ مستقبلا على الغطاء النباتي لمكان استثمار تلك المؤسسة؟ فإذا كانت هذه الأخطاء قد تحدث من كبار المؤسسات فهل الأفراد لن يرتكبوا نفس الفكرة العامة لتلك الأخطاء والتي قد تجر المصائب على مجريات حياتهم.

ربما الأفضل التعامل مع المجتمعات التي تتمسك بأيدلوجياتها حتى لو تعارضت معك، على الأقل ستتمكن من قراءة مرجع ما لفهم خلفيتها بكل وضوح بعيدا عن هذه الذرائعية والتي أيضا من جانب آخر أخذت منحى غير سوي بالتحامها مع الميكافيلية نسبة لمنظر السياسة الإيطالي نيوقوليا ميكيافيلي التي تؤمن بالغاية التي تبرر الوسيلة لنرى أثرها ابتداء من التسلق على أكتاف زميل للوصول لمركز أفضل بوظيفة ما، أو اعتماد المنافع والمصالح لبناء العلاقات بين دولة ودولة حتى لو كانت هذه العلاقة على حساب دولة أُخرى، وحتى العمل لكسب الحروب وإن كان النصر بها سيكون فوق أشلاء الأطفال والنساء، ديدن أصحابها السير بدون أي خجل على نهج واضح يتمثل بقول السنتهم بأن الصدق ان جلب لنا الفائدة صدقنا وإن كان الكذب سيجلبها تركنا الصدق وكذبنا.

التعليقات
شارك بالتعليق الاول للخبر
اضافة تعليق جديد

جميع الحقوق محفوظة لموقع وكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية (2013 - )

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر

اطلع على سياسة الموقع الالكتروني