الرقيب الدولي -
أكد رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب، المهندس موسى المعايطة، على أن سلامة العملية الانتخابية تمثل صلب العقد الاجتماعي ومرآة لكرامة المواطن، مؤكداً أن “العدل لا يُبنى بالقوة وحدها، بل بالتوافق والاختيار الحر”.
وشدد المعايطة، خلال كلمته في اللقاء الإقليمي حول التحول الرقمي في إدارة الانتخابات الذي انطلق اليوم الخميس في عمّان بمشاركة خبراء وممثلين عن مؤسسات انتخابية ودولية، أن العملية الانتخابية هي “الركيزة الأساسية للشرعية السياسية وأداة لترسيخ سيادة القانون”، مشيرًا إلى أن الانتخابات ليست مجرد إجراء إداري بل مسار وطني لترسيخ الديمقراطية وبناء المستقبل.
وأوضح أن الأردن قطع أشواطًا مهمة في تطوير منظومته الانتخابية، مشددًا على أن “العبث أو التلاعب بالانتخابات أمر مرفوض ولن يُسمح به تحت أي ظرف”، لافتًا إلى أن التجربة الأردنية أصبحت نموذجًا يحظى بالاحترام والاهتمام على المستويين العربي والدولي.
وأضاف أن الهيئة تعمل باستمرار على تحديث أدواتها ومواكبة التطورات التكنولوجية، إلى جانب الاستفادة من أفضل الممارسات العالمية في إدارة الانتخابات.
كما أشار المعايطة إلى أولوية تمكين الشباب والمرأة، قائلاً: “الشباب عماد الحاضر وقوة المستقبل، والاستثمار في تمكينهم وتعزيز مشاركتهم السياسية والمدنية ضرورة وطنية”، لافتًا إلى أن الهيئة أعدّت دليلاً عمليًا يزوّد العاملين مع الشباب بالمعارف والمهارات اللازمة للقيام بدورهم بكفاءة.
وفي سياق متصل، أعرب المعايطة عن أسفه لغياب الوفد الفلسطيني عن فعاليات المؤتمر بسبب منع قوات الاحتلال الإسرائيلي لهم من الحضور، معتبراً ذلك “استمرارًا لمسلسل الصلف الإسرائيلي”، ومؤكداً تضامن الأردن الكامل مع الشعب الفلسطيني “في مواجهة آلة القتل والتدمير التي يتعرض لها”.
وأضاف أن الديمقراطية في الأردن تقوم على أساس وطني، مشيرًا إلى أن الانتخابات الأخيرة جسدت هذا النهج من خلال مشاركة جميع القوى السياسية وتكامل عمل مؤسسات الدولة لإنجاحها.
ومن جانبها، أكدت مديرة مجموعة الحوكمة الرشيدة والمجتمعات في الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، ياسمين سعدون، أن التحول الرقمي أصبح أداة فعّالة لإعادة تشكيل الديمقراطية، مبينة أن التكنولوجيا توفر فرصًا أوسع لتمكين الشباب والنساء والأشخاص ذوي الإعاقة من المشاركة السياسية.
وأضافت أن الأردن يشكل نموذجًا مهمًا في هذا المجال، مشيرة إلى أن “النجاح في هذا المسار مسؤولية مشتركة، والعمل يداً بيد يضمن استدامة الإنجازات”.