د. علي السعد يكتب: صندوق الادخار في وزارة الصحة.. خطوة في الاتجاه الصحيح
كتب: د. علي السعد -
قرأتُ باهتمام خبر قرار معالي وزير الصحة بإنشاء صندوق ادخار للعاملين في الوزارة. أعتبر هذا القرار إنجازًا مهمًا طال انتظاره، خصوصًا أن محاولات سابقة لإنشاء مثل هذا الصندوق لم يُكتب لها النجاح.
فكرة الصندوق تقوم على اقتطاعات بسيطة من رواتب الموظفين، تُجمع لهم على شكل ادخار، ويستفيدون منها عند التقاعد. وبما أن كثيرًا من العاملين في القطاع الصحي ــ من أطباء وصيادلة وفنيين وغيرهم ــ يعانون من انخفاض الراتب التقاعدي مقارنة بالراتب الفعلي ، فإن مثل هذا المبلغ الادخاري سيكون عونًا لهم في مواجهة التزامات الحياة بعد التقاعد.
نعلم جميعًا أن الحوافز والعلاوات الفنية التي تُشكّل الجزء الأكبر من دخل موظفي الصحة لا تدخل في حسبة التقاعد المدني سابقًا، ولا حتى بعد التحويل إلى مظلة الضمان الاجتماعي عام 1995. ولذلك فإن وجود صندوق ادخار يُمثل مكسبًا حقيقيًا للموظف.
ولعلّي أشارك هنا تجربتي الشخصية: بعد خدمة امتدت 35 عامًا في وزارة الصحة، بلغت مكافأة نهاية خدمتي نحو 3000 دينار فقط، إضافة إلى راتبين بدل إجازات. في حين لو كان هناك صندوق ادخار لبلغ المبلغ ربما 30 ألف دينار، وهو فرق شاسع يوضح أهمية هذه الخطوة.
جدير بالذكر أن صناديق الادخار معمول بها في وزارات أخرى مثل التربية والتعليم، وكذلك في القوات المسلحة، وأثبتت فائدتها للعاملين.
ختامًا، أتقدم بالشكر لمعالي الوزير على هذا القرار الذي سيعود بالنفع على موظفي الوزارة، الذين لولا جهودهم لما وُجدت خدمة صحية وطبية لنحو 45% من المواطنين المؤمنين بالتأمين الصحي المدني، فضلًا عن خدمات الرعاية الصحية الأولية التي تُعد حصرية بوزارة الصحة، والدور الرقابي الذي تمارسه بموجب قانون الصحة العامة.
إنصاف الموظف هو أساس تطوير المنظومة الصحية، وصندوق الادخار خطوة حقيقية في هذا الاتجاه.