الرقيب الدولي -
نظّم قسم العلوم السياسية في كلية القانون في جامعة جدارا، بالتعاون مع مبادرة "رؤية سياسية شابة"، يوم الأربعاء، ملتقى علمي بعنوان "أثر الأمن السيبراني على سيادة الدول"، وذلك بحضور عدد من الشخصيات السياسية والأكاديمية البارزة، إلى جانب نخبة من الأكاديميين وطلبة الجامعة والمهتمين بالشأنين السياسي والتقني.
شهد الملتقى مشاركة مميزة من سعادة العين عمر العياصرة، والأمين العام لوزارة الشؤون السياسية والبرلمانية الدكتور علي الخوالدة، ورئيس قسم العلوم السياسية في الجامعة الدكتورة فاديا الخصاونة، حيث أثروا النقاش بمداخلاتهم وخبراتهم الواسعة في هذا المجال الحيوي.
تناول الملتقى جملة من القضايا المتعلقة بالأمن السيبراني، وركّز على التحديات التي تواجه الدول في ظل تصاعد الهجمات الإلكترونية، وما تفرضه من تهديدات على سيادتها واستقرارها. كما ناقش المشاركون كيف تحولت الهجمات السيبرانية إلى أدوات صراع غير تقليدية في "حرب بدون دخان"، وأثر هذه الهجمات على الأنظمة السياسية والاقتصادية، إضافة إلى دور الأمن السيبراني في إعادة تشكيل مفاهيم السيادة الوطنية.
وأكد المتحدثون أن الأمن السيبراني بات يشكل أحد أبرز أعمدة الأمن القومي، إذ لم تعد الحروب المعاصرة تُخاض فقط في ميادين القتال، بل باتت تُدار من خلف الشاشات عبر الفضاء الإلكتروني. وأجمع المشاركون على ضرورة تحديث السياسات الأمنية للدول، وتعزيز الاستثمار في الكفاءات التقنية، بما يضمن رفع قدرة المؤسسات الوطنية على التصدي للمخاطر الرقمية المتزايدة.
وفي ختام الملتقى، شدد الحضور على أهمية تعزيز الوعي الوطني بمخاطر التهديدات السيبرانية، ودمج مفاهيم الأمن الرقمي ضمن السياسات العامة والتشريعات الوطنية، بما يسهم في حماية البنى التحتية المعلوماتية للدولة، ويعزز مناعتها الرقمية في مواجهة التحديات الراهنة.
وتقدّمت جامعة جدارا بخالص الشكر والتقدير لمبادرة "رؤية سياسية شابة" على جهودها المتميزة في تنظيم هذا الملتقى الهادف، وعلى دورها الفاعل في ترسيخ الوعي السياسي والتقني لدى فئة الشباب، وتعزيز جسور التعاون البنّاء مع المؤسسات الأكاديمية في سبيل بناء مستقبل وطني أكثر أمنًا واستقرارًا.