بلدية إربد الكبرى .. وفاء للتاريخ وتكريم للرجال
كتب: مُعين المراشده * -
حين كتبنا قبل مدة مقالتنا التي دعونا فيها إلى إطلاق اسم الشيخ ناجي باشا العزام على أحد ميادين إربد، لم يكن ذلك مطلبًا شخصيًا، وإنما كان نداءً من القلب لإحياء ذاكرة وطنية ناصعة وتخليد اسم أحد أعلام الرعيل الأول الذين ساهموا في بناء الأردن وحماية قضاياه.
واليوم، ونحن نشهد استجابة بلدية إربد الكبرى ورئيسها ولجنتها الموقرة، نشعر بأن صوت الوفاء للتاريخ قد سُمِع، وأن الحس الوطني الأصيل ما زال حاضرًا في مؤسساتنا المحلية.
لقد بادرت البلدية إلى إطلاق اسم الشيخ ناجي باشا العزام على الميدان ذاته الذي طالبنا به — تحت جسر الحسبة على المدخل الغربي للمدينة — لتكتب بذلك صفحة جديدة مشرقة في سجل التكريم والاعتراف بالفضل.
ولم تكتفِ البلدية بهذا، حيث وسّعت دائرة الوفاء لتشمل أسماء أخرى تركت بصمات واضحة في مسيرة إربد ونهضتها، فخلّدت ذكر المرحوم الدكتور عبد الرزاق طبيشات، والمرحوم المهندس حسين بني هاني، والوزير الأسبق المرحوم عارف البطانية، والشهيد معين الصياحين. وبهذا جمعت بين تكريم الرواد وصنّاع النهضة وحملة الرسالة الوطنية.
إننا إذ نشيد بهذه الخطوة الرائدة، فإننا نثمّن عالياً وعي رئيس بلدية إربد الكبرى وفريقه، الذين أدركوا أن أسماء الميادين والشوارع هي رسائل للتاريخ، وذاكرة بصرية تحفظ للأجيال سيرة الرجال الذين صنعوا الحاضر ومهّدوا للمستقبل.
إن تكريم الشخصيات الوطنية هو فعل حضاري راقٍ، يربط الماضي بالحاضر، ويمنح أبناء المدينة إحساسًا بالفخر والانتماء. وما قامت به بلدية إربد اليوم هو تأكيد على أن المؤسسات التي تقودها الإرادة الصادقة قادرة على إنصاف رموز الوطن وتخليدهم في وجدان الناس.
كل الشكر لبلدية إربد الكبرى، رئيسًا وأعضاء، على هذا الوفاء الذي يليق بمدينة الوفاء.
* ناشر ورئيس هيئة تحرير وكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية.