بقلم : د. شكري المراشده (رئيس هيئة مديري جامعة جدارا ) -
في زمنٍ تشتدّ فيه العواصف وتتهاوى فيه المواقف، يظلّ الأردن شامخًا بمواقفه، ثابتًا على مبادئه، لا يحيد عن درب العروبة، ولا يتخلّى عن أشقائه مهما اشتدّ الخطب أو عظُم البلاء.
فها هو جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفيد الهاشميين الأطهار، يأمر بمدّ يد العون والمساعدة لأهلنا في جنوب سوريا، متلمّسًا حاجتهم، ومستشعرًا جراحهم، في خطوة تعكس أسمى معاني النخوة العربية والإخاء الإنساني، التي غابت عن كثيرين، لكنّها ما انفكّت تنبض في وجدان هذا الوطن الأبيّ وقيادته الحكيمة.
تأتي هذه القافلة الهاشمية المباركة، بالتزامن مع استمرار تدفّق المساعدات إلى قطاع غزة الجريح، في لوحة إنسانية مهيبة، لا ترسمها سوى أيادي الهاشميين الذين ما توانوا يومًا عن إغاثة الملهوف، ولا عن نصرة المظلوم، في كلّ بقعةٍ من هذا الوطن العربي الكبير.
إنّها رسالة من الأردن إلى الأمة: أنّ العروبة لا تموت، وأنّ الكرامة لا تُشترى، وأنّ من تربّى على إرث الثورة العربية الكبرى لا يعرف إلا المروءة والعطاء.
وإنّنا، إذ نقف بإجلالٍ أمام هذه اللفتة الهاشمية السامية، فإنّنا نؤكّد أنّ الأردن، بقيادته الهاشمية وشعبه الوفيّ، سيظلّ ضمير الأمة ودرعها وسندها في أوقات العسرة، لا يخذل شقيقًا، ولا يتراجع عن نداء الواجب.
فلله درّك يا أردن، وطنًا وعروبةً وشهامة.