.
بقلم / مهندسة رزان معين المراشده * -
في عالمٍ يميل للتكرار، يبقى بعض الأشخاص قادرين على أن يفرضوا حضورهم بصمت، ويتركوا أثرهم بذكاء.
لا يحتاجون للضوء… لأنهم هم الضوء.
ومن بين هذه الشخصيات التي لفتتني بعمق، يبرز الثنائي العربي الراقي: المهندس عمرو زيدان وسمو الأميرة نور بنت عاصم، أيقونتا الفروسية والهوية، في تناغم سعودي–أردني يجمع الفكر، الرقي، والذوق.
منذ طفولتي، كان والدي يناديني دائمًا بـ “أميرتي” وكتب لي مقال نشر يحمل عنوان إلى أميرتي الصغيرة التي لم تعد صغيره
كلمات رقيقة، لكنها كانت مرآة لهويتي. لم تكن مجرد لقب، بل مسؤولية كبيرة أن أرتقي بذوقي، بفكري وتفكيري وهدفي وبنظرتي لمن يستحق المتابعة والاهتمام …
ولأنني ولدت وترعرعت في كنف عائلة إعلامية ، أُتيح لي لقاء شخصيات مرموقة على أرض الواقع
احترمتهم جميعًا، لكن لم يدفعني أو جذبني أحدهم للكتابة… فالاحترام لا يكفي للحديث، والحديث لا يُمنح إلا لمن يترك أثرًا.
أما م.عمرو زيدان وسمو الأميرة نور، فرغم أنني لم ألتقِ بهما حتى الآن، شعرت من خلال متابعتي الدقيقة لهما، ومن تواصل بسيط راقٍ مع سمو الأميرة نور، أنني أمام شخصيتين تستحقان التوقف.
لا عن مجاملة، بل عن قناعة…شخصيتان تُشبهان شيئًا في داخلي… ما أؤمن به، وما أطمح أن أمثّله.
كمهندسة مدنية متخصصة في إدارة المشاريع، ولدت وترعرعت في عائلة أعطتني هويتي وعلّمتني القيم النبيلة، وكلمة”أميرتي”، كلمة تحمل معانٍ أعمق من مجرد لقب، بل رمز لمسؤولية، طموح، ونبل يجب أن أتمثله.
المهندس عمرو زيدان تجده عاشق الفروسية والرياضة ًويجمع بين الذكاء العملي وروح القيادة التي أقدرها بشدة.
أما سمو الأميرة نور، فهي تجسد بالنسبة لي صفات الأميرة النبيلة التي تربيت عليها، بجانب شغفها بالخيل والعمل الإنساني، مما يجعلها شخصية فريدة ومُلهمة.
هذا المزيج من الهندسة، حب الخيل، وصفات النبلاء والأمراء، هو ما جذبني إليهم دون غيرهم، وأشعر أنني أشاركهم هذه القيم والاهتمامات العميقة، رغم اختلافنا في المكان، إلا أن الروح تجمعنا.
بعيدًا عن العناوين التقليدية، يظهر المهندس عمرو زيدان في هندسة الفكر وروح الفروسية بهدوئه اللافت، وذكائه العملي، وأسلوبه الذي يجمع بين الانضباط والذوق.
تخصّص في الهندسة الصناعية، وجمع بين التحليل المهني والحنكة الشخصية، ثم مزج بين حبه للفروسية ووعيه المؤسسي ليُصبح رئيس الاتحاد السعودي للبولو.
ليس فقط رجل هندسة، بل رجل نظرة.
يعرف كيف يحضر، دون أن يبالغ… كيف يُعبّر عن مكانته، دون استعراض.
وفي زمنٍ يعلو فيه الصوت أحيانًا على المعنى، بقي عمرو زيدان وفيًّا لرسالته الهادئة: أن تُبهر بفكرك، لا بصحبة
أما سمو الأميرة نور بنت عاصم، فهي تمثّل لي الأردن الذي نحب أن نراه.
أنوثة منسجمة مع فكر، ورقيّ يمتد من أصل هاشمي نبيل إلى رسالة إنسانية متزنة.
في حضورها، توازن فريد بين الهوية والتجدد، بين النشاط المحلي والحس العالمي.
أتابع عملها عن كثب، ولفتني حرصها على دعم التعليم، تمكين المرأة، والعمل التطوعي، دون استعراض أو تصدر مبالغ به.
في عيني، تمثل سموها المرأة التي تجمع بين العمق والنعومة، وبين الرقي والبساطة الحقيقية وحب العمل التطوعي وإيصال رسالتها السامية والصورة المشرقة عن المرأة العربية عامة والأردنية السعودية خاصة
كان لي تواصل بسيط مع سمو الأميرة نور، ورغم قصره، ترك في نفسي استنتاجا وانطباعًا لا يُنسى…
لمستُ فيه تواضعًا صادقًا، طموحًا نقيًا، ومحبة حقيقية للناس.
هذا النوع من التفاعل لا يُقاس بطوله، بل بما يحمله من صدق ومحبة خالصة واضحة
وما وجدته في سموها لم يكن فقط طيبة التعامل، بل رؤية هادئة، وروحًا تؤمن بالسلام الداخلي.
بعض الشخصيات تلهمك دون أن تراك، وتترك فيك أثرًا دون أن تتحدث معك طويلًا.
لأنهما يقدّمان نموذجًا عربيًا ناضجًا، فاخرًا دون تكلّف، وراقيًا دون تكبر وأجد نفسي في هذه النماذج المتزنة التي تعيد تعريف الفخامة… فخامة الأخلاق، والرسالة،الفكر، والبصمة والأثر الجميل ،،،،لقد رأيت فيهما نموذجًا يُشبهني ويُلهمني، ولهذا وجدت نفسي هنا وفي الكتابه عنهما، والتعبير عن إعجابي بهما بصدق وعمق…
* ماجستير في إدارة المشاريع وباحثة في أخلاقيات المهن الهندسية .