الرقيب الدولي -
قال الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عدنان أبو حسنة، اليوم الأربعاء، إن أكثر من مليون شخص من سكان قطاع غزة موجودون في مدينة رفح "التي لا تستوعب أكثر من 250 ألفا".
وأضاف في تصريح صحفي، أن الفلسطينيين في قطاع غزة أصبحت أجسامهم أقل مناعة بسبب سوء التغذية وهذا ما زاد من انتشار الأمراض، مشيرا إلى أن 20 بالمئة من أطفال قطاع غزة مصابون بالتهابات رئوية، فيما جرى رصد انتشار سريع لالتهاب الكبد الوبائي.
ولفت أبو حسنة، النظر إلى أن "المخطط الآن وما نراه أنه يتم الدفع بمعظم سكان قطاع غزة من الجنوب إلى الجنوب، ما يعني من منطقة خان يونس إلى منطقة رفح الحدودية مع مصر".
وأشار إلى أن الحديث يجري حاليا عن قرابة مليون و900 ألف نازح في منطقة قطاع غزة، منهم حوالي مليون و200 ألف في 156 مدرسة تابعة للوكالة موزعة في مختلف المناطق.
وأوضح أبو حسنة أن الأمطار وغياب مياه الشرب وانهيار منظومة الصرف الصحي والاكتظاظ الشديد "ظروف تهيئ لانتشار مميت للكوليرا"، موضحا أن الأوضاع الحالية هي "تسونامي إنساني خطير" يحدث سواء في منطقة شمال قطاع غزة أو في جنوبها.
وأشار إلى أن فترة التهدئة الإنسانية شهدت إدخالا يوميا للشاحنات بمعدل 150 أو 200 شاحنة لمنطقة جنوب قطاع غزة وشمالها، موضحا أن جزءا من هذا المساعدات ننقله فورا إلى شمال قطاع غزة ومدينة غزة.
وبين أن المساعدات عادت مرة أخرى بعد الهدنة الإنسانية إلى معدلها المتوسط يوميا، أي قرابة 50 إلى 55 شاحنة تقريبا، مشيرا إلى أن "ما دخل قبل الهدنة وخلال الهدنة الإنسانية وبعدها لا يساوي شيئا سوى نقطة في بحر الاحتياجات الهائلة للكارثة التي تحدث هنا في قطاع غزة".
وعن حدود ما يمكن أن تفعله أونروا في مناطق الشمال، قال "في الحقيقة لا شيء، لا أونروا ولا غيرها يستطيع أن يدخل إلى الشمال لأن الحركة متوقفة تماما".
وأكد أبو حسنة أن المساعدات التي تقدم حاليا هي المساعدات التي أدخلت خلال فترة الهدنة الإنسانية، من مواد غذائية تشمل الدقيق والمعلبات والمياه، والمستلزمات الخاصة الطبية بالمستشفيات ولعيادات أونروا.
وعن أوضاع النازحين، قال إن مئات الآلاف من الغزيين الذين نزحوا من مناطق مختلفة ينامون في الشوارع ونصبوا خيما بسيطة، فيما جرى فتح المساجد في مختلف المناطق لإدخال النساء وكبار السن والأطفال إليها.
وارتفعت حصيلة الشهداء إلى قرابة 16250 شهيدا منذ بدء العدوان في السابع من تشرين الأول الماضي، من بينهم أكثر من 1240 شهيدا منذ انتهاء "الهدنة الإنسانية المؤقتة" مطلع الشهر الحالي. وبلغ عدد النازحين قسرا في القطاع منذ بدء العدوان، قرابة 1.9 مليون نازح، بحسب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، يمثلون أكثر من 80 بالمئة من تعداد سكان القطاع.
وفي السياق، حذّرت منظمة الصحة العالمية، من أنّ الوضع في غزة "يقترب من أن يكون الأحلك في تاريخ البشرية".
وبين أبو حسنة في تصريح صحفي سابق، أن الاحتياجات في قطاع غزة هائلة، لا سيما مع دخول فصل الشتاء الذي يتطلب توفير الملابس والأغطية بكميات كبيرة، إضافة إلى الأدوية والوقود.
وأضاف أبو حسنة في تصريح مقتضب أن هناك تخوفا من انتشار الأمراض، حيث إن الأمراض المعوية انتشرت بمعدل 4 أضعاف ما كانت عليه سابقا، كذلك الأمراض الجلدية زادت ثلاثة أضعاف، إضافة إلى تقارير عن انتشار التهاب الكبد الوبائي، كل هذا سيكون له عواقب وخيمة بسبب الازدحام وعدم توفر المياه النظيفة.