كتب: ياسين بني ياسين -
إن الحقَّ قديم لا يبلى، ثابتٌ لا يتغير ولا يتحول ولا يتبدل، وليس لأحد، مهما علا مكانه او اعتلت مكانته، أن يتهاون فيه أو يتخاذل عنه. وحق الفلسطينيين العرب في أرضهم الطاهرة كلها كذلك لا يقبل المساومة ولا التهاون ولا المجاملة ولا التخاذل.
وهاقد بدأ يتبين للمؤمنين الأحرار «الْخَيطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخِيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ». وقريبًا ستشرقُ الشمسُ، شمسُ الكرامة والحرية والاستقلال؛ وسيطلعُ النهار، نهارُ العزة والنصر والفخار؛ وستتضحُ الرؤية لضعيفي البصر وفاقدي البصيرة؛ وسوف يرى الكونُ كلُّه أهلَ فلسطين الطاهرة (لا غزةَ العزةِ فحسب) رافعي الرؤوس والهمم والرايات - كما هم دائمًا - على كل ذرةٍ من ثَرى فلسطين المقدَّس الطهور.
وما كان أهل فلسطينَ في يوم من الأيام إلا رافعي الرؤوس والهمم والرايات، على الرغم من أنوف جبناء بني صهيون ومن والاهم. وما زادتهم الأيام والمحن والمصائب إلا تمسكًا بالمبدأ الثابت، وتصميمًا على الهدف النبيل، واقترابًا من المستقبل الواعد، وثباتًا على الحق الأبلج الذي صُمَّت عنه آذانُ قوى الشر والضغينة، وزاغت عنه أبصارهم وبصائرهم، وتاهت عنه عقولهم وأفئدتهم.
نعم! ستشرقُ الشمسُ ويطلعُ النهارُ، وترتفع راياتُ الحق والحرية عاليةً خفاقةً طاهرةً في سماء المجد: أعني راياتِ مجدِكِ، يا فلسطين. وإنَّ يوم النصر والحرية والتحرير قريبٌ لناظره، بأمر الله.
فلا نامت أَعيُنُ الجبناء! ولا قرَّت ولا هدأت قلوبُ المتخاذلين المتواطئين الذين أشبعوا الصهاينة سبًّا وشتمًا ظاهرَينِ، ولطَّخوا أيديَهم مع أبناء المواخير والحانات بالدماء الزكية: دماء الكرماء الشرفاء الأحرار، محاولةً منهم أن يسندوا الباطل الزهوق ليذهبوا وبني صهيون بفلسطين. ولم يعرف هؤلاء ولم يعُوا ولم يعلموا، ولا أخالهم سيعلمون، أن اليوم أصبح قريبًا حين سيقولون فيه مع الصهاينة المارقين "إن فلسطين حامضة"، تمامًا كما قال ذلك الثعلب العاجز عن العنب الذي رآه في أحد كروم حلب.