الخصاونه يكتب : إلى دولة الرئيس المكلف د. بشر
محمود صالح خصاونة -
من محب وابن عم، مشفق غيور على وطنه وأهله.. اما وقد قبلت التكليف الملكي، برئاسة الحكومة الجديدة وتشكيلها راغبا، او مضطرا فارجو، ان تكون الرئاسة والتأليف لك لا عليك، وان تنظر بعين الاعتبار، لرغبات الشعب وطموحاته وآماله، وان يكون أكبر همك في هذه المرحلة، هو ارضاء الشعب وتهدئته والاصغاء لمطالبه، عبر تشكيل حكومة وطنية محكمة، من ناحية اعضائها وبرامجها وآلياتها..
وحتما فالشعب يريدها حكومة، إنجازات وأفعال، لا ادعاءت واستعراضات وتصريحات واقوال.. وانا واتكلم باسم كل من يؤيدني في هذا الطرح نطالبك، بأن لا تكرر اسماء وزراء سابقين في الحكومة السابقة او من سبقها، لأننا مللنا اسماءهم وأشكالهم وعجزهم، عن معالجة مشاكل الشعب، والدولة بل ان كثيرا منهم، كانوا عبئا عليها عجزا وديونا وترهلا، وقرارات مستفزة وتخبطا..، وجزءا من المشكلة لا سببا لحلها.
إنك ان فعلت ذلك، واستمتعت لحساب السرايا، ولو في هذا المطلب، لارحت نفسك وحكومتك لعدة أشهر والشعب الأردني الصبور الكريم سيعطيك وحكومتك، فرصة للعمل بلا نقد او تجريح او هجوم، وسيكون معكم وعونا لكم لا عليكم، اما ان انحزت لحساب السرايا، واقصد بالسرايا هنا مراكز القوى والنفوذ والمصالح ومجموعات الضغط، وأصحاب المال والاعمال، دون الاستماع لحساب القرايا، وايماءات واشارات الشعب، فحتما ستكون بداية غير موفقة، ولا اتمنى لك ذلك، وستجلب لك، من الأعداء والمتربصين، اكثر من الأصدقاء والمتعاطفين، وستضطر للتبرير والدفاع عن وزراء وقرارات ومواقف ضعيفة وغير مقنعة...
انها فرصة ذهبية فاغتنمها ولا تضيعها لزيادة رصيدك من المحبة والاقناع، والسمعة الطيبة لك ولوالدك وأهلك وعشيرتك فلا تضرها _لا سمح الله_، ببعض رموز الفشل والفساد والترهل،فالميدان واسعا أمامك، تنتقي منه ما تشاء، والخيارات كثيرة والبلد ولادة، لم ولن تعجز، وفيها الكثير من الخبراء والاكاديمين، وقادة الرأي والفكر، والعمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي، والعسكري الأمني..
فاحزم امرك وقل كلمتك، واتخذ قراراتك بعناية وحزم، وسنكون معك وعونا لك.. فنحن لا نريد منكم وحكومتكم الإعجاز والمعجزات، بل نريدكم ان توقفوا الأمور عند حدها، وعلى ما هي عليه الآن، وان لا تنزلق نحو الأسوأ، فلا زيادة ولا توسع في الديون التي وصلت حدا مرعبا ومقلقا ولا زيادة في العجز المتفاقم، ولا عبثا وبحبشة في جيوب المواطن المتخرقة اصلا.
ثم البدء بحل مشكلات الوطن، ومعضلاته المتراكمة من ديون، وعجز وجمود في التنمية والوظائف وفرص العمل، وفساد مسشر ومحسوبيات وشللية ومصالح خاصة...
واخيرا ارجو ان لا تلجئنا للدفاع عن خيارات ومواقف، ليس لنا فيها رأي ولا كلمة، ولا تضطرنا ايضا للوقوف حائرين متفرجين ، على أقلام النقد والتجريح، وهي كثيرة وبدأت بالهجوم، والتشكيك والمشاغبة من اللحظة، التي تم تكليفك بها...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..