الزميل مُعين المراشده يكتب: نقابة الصحفيين تحصّن المهنة وتحمي العاملين في المؤسسات الإعلامية والصحفية
كتب: مُعين المراشده * -
خطوة بالغة الأهمية اتخذها مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين برئاسة النقيب طارق المومني، بإحالة (95) حسابًا على مواقع التواصل الاجتماعي إلى الدائرة القانونية، بعد ثبوت انتحالها صفة "صحفي" أو "إعلامي" وممارستها لأدوار حصرية بالمؤسسات الإعلامية المرخصة.
إن هذا القرار لا يقتصر أثره على حماية أعضاء النقابة وحدهم، بل يتسع ليشمل كل العاملين في المؤسسات الصحفية والإعلامية المرخصة، حتى لو لم يكونوا منتسبين للنقابة. فالغاية الأسمى هنا هي حماية المهنة كرسالة وطنية وأخلاقية، ومنع المتطفلين من تشويه صورتها أو مصادرة جهد الإعلاميين الحقيقيين الذين يعملون وفق أصول قانونية ومهنية.
لقد عانى الإعلام الأردني خلال السنوات الماضية من فوضى رقمية سببها حسابات وهمية أو أشخاص ادّعوا صفة الصحفي والإعلامي دون سند قانوني، وهو ما أساء لمكانة المهنة وأضر بحقوق العاملين فيها. واليوم، يؤكد مجلس النقابة أن الصحافة والإعلام ليست صفة مجانية، ولا ميدانًا مفتوحًا لمن يرغب، بل هي مسؤولية تحكمها القوانين والأنظمة، وتحميها النقابة بالتعاون مع المؤسسات الرسمية.
إن إشادة الوسط الإعلامي الأردني بهذا القرار في محلها، لأنه يكرّس العدالة المهنية، ويعيد الاعتبار للعاملين في الإعلام المرخص، ويضع حدًا للانتحال والاستهتار. ويُحسب للنقيب طارق المومني وأعضاء المجلس جرأتهم في مواجهة هذا التحدي، وسعيهم الجاد لـ "تنظيف الساحة الإعلامية" من كل من يمارس دورًا ليس من حقه.
الخلاصة: ما جرى ليس مجرد إجراء قانوني، بل رسالة واضحة.. حماية الصحافة الأردنية والإعلام وحماية العاملين فيهما، سواء كانوا أعضاءً في النقابة أو إعلاميين في مؤسسات مرخصة، تبقى أولوية لا تهاون فيها.
* ناشر ورئيس هيئة تحرير وكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية.