مندوبا عن الملك وولي العهد. العيسوي يعزي عشيرتي العكور والتميمي اتفاقية تعاون بين جامعة جدارا وأكاديمية درب الإبداع لإطلاق برامج تدريبية نوعية للشباب الزميل مُعين المراشده يكتب: نقابة الصحفيين تحصّن المهنة وتحمي العاملين في المؤسسات الإعلامية والصحفية العزام يعلن عن 3 قرارات لإنعاش الحركة الاقتصادية في شارع الجامعة بإربد رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا تربويا من مديرية التربية والتعليم المزار الشمالي الملكة رانيا في مؤتمر سيغلو المكسيك: صوت الإنسانية والضمير العالمي" جامعة جدارا تشارك في ملتقى الجامعات الأردنية الأول – القريات 2025 مندوبا عن الملك وولي العهد. العيسوي يعزي عشيرتي الحميمات والشياب العيسوي يلتقي وفدا من قطاع الصناعات الغذائية رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدًا من جمعية فكر للتنمية الثقافية د. زيد المراشده: إلزامية دراسات تقييم الأثر تعزز الشفافية وتفتح آفاقا جديدة في التشريع الأردني مندوبا عن الملك وولي العهد. العيسوي يعزي عشيرة الغنيمات العيسوي يرعى احتفال ديوان أنباء عشائر الزعبية بالمناسبات الوطنية العيسوي يلتقي وفداً شبابياً من محافظتي العاصمة والزرقاء الزميل مُعين المراشده يكتب .. أصحاب الفيل الجدد: من أبرهة إلى "فيل" السياسة الأمريكية

القسم : منبر الرقيب الدولي
تاريخ النشر : 07/09/2025 7:34:36 AM
د. زيد المراشده: إلزامية دراسات تقييم الأثر تعزز الشفافية وتفتح آفاقا جديدة في التشريع الأردني
د. زيد المراشده: إلزامية دراسات تقييم الأثر تعزز الشفافية وتفتح آفاقا جديدة في التشريع الأردني
د. زيد مُعين المراشده - أرشيفية


عمّان، 7 أيلول 2025م –

قال الخبير في الشؤون القانونية الدكتور زيد مُعين المراشده، إن إلزام الجهات الحكومية بإجراء دراسات تقييم الأثر قبل إصدار أو تعديل أي تشريع أو سياسة يشكل تحولًا كبيرًا في النظام التشريعي الأردني، ويعكس التزام الدولة بمبدأ الشفافية والتشاركية في اتخاذ القرارات.

وفي مقاله المنشور اليوم في صحيفة "الدستور"، أكد المراشده أن المادة الرابعة من نظام التنظيم الجيد وتقييم الأثر، الذي أقرته الحكومة مؤخرًا، تمثل خطوة استراتيجية نحو تعزيز الشفافية وتقليل الأعباء التنظيمية غير الضرورية، مشيرًا إلى أن النظام يقتدي بالنماذج الدولية الناجحة في المملكة المتحدة وأستراليا وكندا، التي طبقت هذا النهج لتقوية الثقة بين الدولة والمجتمع.

وأوضح المراشده أن هذه المادة تفرض على الجهات الحكومية الالتزام بإجراء دراسات تقييم الأثر المسبق على التشريعات والسياسات، مما يضمن تحسين جودة التشريعات والحد من الآثار السلبية غير المتوقعة على المواطنين والاقتصاد.

وأضاف أن هذه الخطوة تتماشى مع الرؤية الملكية السامية التي تؤكد على ضرورة تحسين أداء المؤسسات الوطنية وتعزيز قدرة الحكومة على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية.

وأشار المراشده إلى أن تطبيق المادة الرابعة يتطلب استعدادًا على مستوى المؤسسات الحكومية، بما في ذلك توفير الكوادر المتخصصة في مجالات الاقتصاد، القانون، والإحصاء، فضلاً عن ضرورة تحديث قواعد البيانات الحكومية لتكون متاحة وموثوقة.

كما دعا إلى تعزيز التعاون بين القطاع الحكومي والمؤسسات الأكاديمية لضمان جمع وتحليل البيانات بشكل دقيق وموضوعي.

وفي ختام مقاله، أكد المراشده أن تفعيل هذه المادة يمثل خطوة نحو تعزيز الديمقراطية في الأردن من خلال إشراك المواطنين وأصحاب المصلحة في صياغة التشريعات.

وشدد على أهمية تطبيق هذه الآلية بشكل فعال، لضمان تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاستقرار الوطني.

وتاليا نص المقال المنشور في جريدة الدستور الأردنية:

إلزامية دراسات تقييم الأثر في نظام التنظيم الجيد: آليات التنفيذ وتحديات التطبيق

كتب: د. زيد مُعين المراشده * -

استكمالًا لسلسلة مقالاتي القانونية التي تناولت فيها نظام التنظيم الجيد وتقييم الأثر للتشريعات والسياسات، وبدأتها بمقال حمل عنوان: "قراءة في نظام التنظيم الجيد وتقييم الأثر"، ومقال آخر بعنوان: "التنظيم الجيد وتقييم الأثر: فلسفة جديدة لإدارة الدولة بقوة القانون"، أواصل في هذا المقال، تناول المادة الرابعة من النظام، التي تعد نقطة تحول مهمة في مجال السياسة التشريعية في الأردن، وتؤسس لتفعيل دراسات تقييم الأثر بشكل ملزم في عمل الجهات الحكومية.
لذلك، يأتي هذا المقال ليسلط الضوء على هذه المادة من خلال الوقوف على طبيعة هذا الالتزام الخاص بالتقييم المسبق الأساسي كأحد أنواع تقييم الأثر، ومناقشة آفاق تطبيقه، بالإضافة إلى اقتراح آليات من شأنها أن تعزز من فاعليته بما يتوافق مع الأولويات الوطنية.
ومن خلال استقراء أحكام هذه المادة، يتضح أنها نصت صراحة على إلزام الجهات الحكومية بعمل دراسات لتقييم الأثر قبل إصدار التشريعات أو السياسات أو تعديلها، وهذه خطوة متقدمة نحو ترسيخ مبدأ التشاركية والشفافية، وتعكس وجود تحول جوهري في السياسة التشريعية الأردنية وانتقالها من السلطة المطلقة في إصدار التشريع أو السياسة إلى المشاركة والاعتماد على بيانات واقعية.
وهذا التحول يتماشى إلى حد كبير مع نماذج دولية مثل المملكة المتحدة وأستراليا وكندا، حيث اعتمدت هذه الدول على تقييم الأثر التشريعي ليكون أداة أساسية وفاعلة للحد من الأعباء التنظيمية غير الضرورية، والذي أسهم في رفع مستويات الثقة بين الدولة والمجتمع وتعزيز الشفافية وتوضيح التأثيرات المحتملة للتشريعات قبل إصدارها.
كما أن دمج تقييم الأثر في النظام التشريعي، واعتماده على إثبات الجدوى والتأثير الحقيقي للتشريعات من خلال الاعتماد على منهجيات موضوعية ومحددة، يعزز مبدأ التشاركية في إصدارها، وهو ما ينسجم مع الرؤية الملكية السامية التي لطالما أكدت في أكثر من مناسبة على ضرورة بناء مؤسسات وطنية قادرة على تنفيذ الإصلاحات بشكل مؤسسي.
الأردن، كغيره من دول العالم، يواجه اليوم تحديات متداخلة اقتصاديا واجتماعيا. لذلك، فإن تفعيل المادة الرابعة من النظام يحتاج إلى خطوات مدروسة وجادة كإعداد قدرات ذات كفاءة عالية في الوحدات التنظيمية داخل الوزارات والمؤسسات والأجهزة الحكومية، بحيث تكون مزودة بالأدوات الفنية والتقنية التي تمكنها من جمع البيانات وتحليلها بدقة عالية وموضوعية.
ولكن، تحقيق هذه الأغراض والأهداف، يتطلب استقطاب الخبراء في المجال الاقتصادي والقانوني والإحصائي والاجتماعي. بالإضافة إلى توفير قواعد بيانات موثقة وشفافة ومتاحة بشكل ميسر وسهل للجهات ذات العلاقة والجمهور على حد سواء عبر المنصات الرقمية التابعة للحكومة، مع مراعاة توافقها مع المعايير الدولية المعتمدة في هذا المجال.
وبتدقيق النظر في المادة الرابعة، نجد أن تفعيلها سيعزز المشاركة المجتمعية أي التشاور العام مع المواطنين وأصحاب المصلحة في صياغة التشريعات والسياسات. ما يعني ترسيخ الديمقراطية القائمة على التشارك وتوفير ضمانات جادة لمساءلة الجهات الحكومية بما ينعكس على إيجاد حالة من التوازن بين مصالح مختلف الأطراف على أساس الشفافية والعدل.
وبطبيعة الحال، هذا الطريق قد لا يخلو من التحديات، كنقص في الموارد البشرية المؤهلة والمدربة تدريبا جيدا، وشح المعلومات والبيانات المحدثة، علاوة على وجود تقاطع بين المؤسسات والجهات الحكومية، والصعوبات المرتبطة بكيفية التوفيق بين الضغوطات السياسية والضرورات الفنية في تقييم الأثر.
وبرأيي، هناك العديد من الحلول المقترحة التي قد تعمل على تذليل هذه التحديات، مثل الاستعانة ببرامج تدريبية معتمدة مع مؤسسات ومنظمات دولية رائدة في هذا المجال، وتحديث قواعد البيانات والمعلومات الحكومية وبنيتها التحتية بشكل دوري، و تعزيز التشريعات التي تدعم هذه الآليات لضمان استقلال الوحدات المتخصصة ولتفادي حدوث أي تضارب في المصالح.
ويتضح مما سبق ذكره أن تطبيق هذه المادة، وإن كان يركز إلى حد كبير على الجانب التشريعي، إلا أنه يمتد ليشمل جوانب أخرى، مثل دقة المعلومات والبيانات، والشفافية، والمشاركة باعتبارها أساسا متينا للعمل الحكومي.
لذلك، نحن أمام خطوة تعد اختبارًا حقيقيًا لمدى قدرة الأردن على التكيف مع المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العصر، وبناء مؤسسات متطورة تسهم في استدامة التنمية وتعزيز الاستقرار الوطني.
وأرى أن المادة الرابعة من النظام تشكل خطوة استراتيجية ذات أهمية بالغة، تقوم على الإدراك العميق في تبني الأردن نهجًا تشريعيًا يمتاز بالحداثة والتوازن من جهة، ويعتمد على الأدلة والمشاركة المجتمعية من جهة أخرى.
وهذا التوجه يتطابق مع الأجندة الوطنية التي تضعها القيادة الهاشمية ذات الرؤية الثاقبة التي وضعت خارطة طريق لمستقبل التشريع في الأردن بما يضمن تحقيق تنمية شاملة ومستدامة.
ختامًا، على الحكومة تطبيق هذه المادة وتنفيذها بشكل فاعل يضمن تحسين جودة التشريعات والسياسات بما يحقق خدمة مصالح الوطن والمواطنين على حد سواء، للإسهام في وضع الأردن في طليعة الدول المتقدمة في الجانب التشريعي وهو ما نأمله في المستقبل القريب.

* الخبير في الشؤون القانونية والإعلامية.
Zaid_marashdeh@yahoo.com
0797445775
التعليقات
شارك بالتعليق الاول للخبر
اضافة تعليق جديد

جميع الحقوق محفوظة لموقع وكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية (2013 - )

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر

اطلع على سياسة الموقع الالكتروني