الأميرة سمية تفتتح المؤتمر الدولي لنادي الهمبولت بجامعة جدارا النائب الخصاونة : سلامة الغذاء أمن وطني لا يحتمل التهاون الزبون يكتب .. خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني: رؤية قيادية لحفظ الأمن العربي المشترك مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي عشيرة المهيرات اتفاقيات تعاون بين مؤسسة التدريب المهني وجامعة جدارا لتعزيز الشراكات وتمكين الشباب دراسه الاثر التشريعي وتعزيز بيئهً الاستثمار بيان صادر عن عشيرة الحمّاد – قبيلة بني صخر الشدوح في ضيافة الديوان الملكي الجرائم الالكترونية تُحذر من الاستخدام الخاطىء للذكاء الاصطناعي بدمج وتعديل الصور والفيديوهات جلالة الملك عبدالله الثاني في قمة الدوحة: كلمة هزت القاعة وأعادت تعريف معنى الردع الأردن على لسان مليكه: موقف ثابت وصوت حكيم في قمة الدوحة مندوبا عن الملك وولي العهد. العيسوي يعزي عشيرة المومني وآل ريال وآل السقا العيسوي يلتقي وفدا من النقابة العامة لأصحاب المهن الميكانيكية مدير الأمن العام يحاضر في كلية القيادة والأركان الملكية الفوسفات الأردنية... قصة نجاح تُكتب بإدارة وطنية حكيمة

القسم : اقلام واراء
تاريخ النشر : 03/01/2025 12:19:24 PM
احترام الثقافات والتقاليد: بين المصافحة وحفظ الكرامة
احترام الثقافات والتقاليد: بين المصافحة وحفظ الكرامة


أ.د هاني الضمور-

في عالم تتشابك فيه الثقافات وتتنوع العادات، يبقى الاحترام المتبادل حجر الأساس للتعاملات الإنسانية. واحدة من القضايا التي تُثار في بعض المواقف الرسمية والاجتماعية هي المصافحة بين الرجال والنساء، وما إذا كانت تعكس احترامًا أو تمثل تجاوزًا للخصوصيات الثقافية. يرى البعض أن الامتناع عن المصافحة قد يُفسر على أنه تقليل من شأن المرأة، بينما هو في الحقيقة امتداد لاحترام ثقافي واجتماعي يعكس فهمًا عميقًا للخصوصيات والاختلافات.

المصافحة، رغم كونها رمزًا عالميًا للتحية، ليست مقياسًا وحيدًا للتقدير. في كثير من الثقافات، يُعد عدم المصافحة خيارًا قائمًا على مبادئ دينية واجتماعية تُكرم المرأة وتحترم مكانتها. هذه القيم لا تعني أبدًا تقليلًا من حقوق المرأة أو الانتقاص من دورها في المجتمع، بل تعبر عن توازن بين الحفاظ على القيم الثقافية واحترام الطرف الآخر. من الخطأ أن يُستخدم هذا النقاش كوسيلة للتشكيك في نوايا المجتمعات المحافظة أو اتهامها بالتقليل من قيمة المرأة.

وللتأكيد على عالمية هذا السلوك، نجد أمثلة من مجتمعات غير إسلامية تُفضل تجنب المصافحة بين الجنسين. في اليابان وكوريا الجنوبية، التحية التقليدية تتمثل في الانحناء بدلاً من المصافحة، وذلك تعبيرًا عن الاحترام والحفاظ على المسافة الشخصية. أما في الهندوسية التقليدية، فإن تحية “ناماستي”، التي تعتمد على وضع اليدين معًا والانحناء، تُفضل على المصافحة، خاصة بين الرجال والنساء في المجتمعات المحافظة. في اليهودية الأرثوذكسية، يُعتبر تجنب المصافحة بين الجنسين جزءًا من الالتزام الديني المعروف بـ”شومر نيجيه”، الذي يحترم الخصوصية الجسدية بين الرجال والنساء الذين لا تربطهم علاقة قرابة أو زواج.

هذه الأمثلة تُظهر أن الامتناع عن المصافحة ليس ظاهرة مقتصرة على المجتمعات الإسلامية، بل هو سلوك موجود في ثقافات متعددة حول العالم. إنه تعبير عن احترام التقاليد والقيم الاجتماعية، وليس تعصبًا أو تمييزًا.

البروتوكولات الرسمية تُعنى دائمًا بالتوفيق بين الثقافات، وتهدف إلى تجنب أي مواقف قد تُسبب سوء فهم أو حرجًا. لذلك، تُقدر البدائل التي تعكس الاحترام، مثل الإيماءة أو وضع اليد على الصدر. هذه البدائل تحمل نفس الرسالة وتُظهر الوعي الثقافي والاحترام العميق للآخر.

إن النقاش حول المصافحة يجب أن يُوجه نحو تعزيز قيم التفاهم والاحترام، وليس نحو خلق صراعات وهمية أو اتهامات غير مبررة. فالمرأة في أي مجتمع تستحق أن تُحترم لأجل قيمتها كإنسان، وليس لطريقة التحية التي تُقدم لها. جوهر الاحترام يكمن في النوايا والسلوك، وليس في الشكليات التي تختلف من ثقافة إلى أخرى.

التعليقات
شارك بالتعليق الاول للخبر
اضافة تعليق جديد

جميع الحقوق محفوظة لموقع وكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية (2013 - )

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر

اطلع على سياسة الموقع الالكتروني