أ. د حابس الحتامله يكتب: في يوم المعلم... وقفة وفاءٍ لصُنّاع الوعي وبُنَاة الأوطان
بقلم الأستاذ الدكتور حابس الحتامله – رئيس جامعة جدارا
في هذا اليوم البهيّ، الذي يحمل في طيّاته عبق العرفان وسموّ الرسالة، نقف إجلالًا وإكبارًا أمام منارات العطاء التي لا تنطفئ، أمام المعلمين الذين حملوا على عاتقهم رسالة الأنبياء، ووهبوا حياتهم لبناء الإنسان وصياغة العقول، مؤمنين بأن التعليم ليس مهنةً فحسب، بل هو عهد ومسؤولية ورسالة خالدة تتوارثها الأجيال.
إن يوم المعلم ليس احتفاءً رمزيًا بقدر ما هو تجديدٌ للعهد مع أولئك الذين خطّوا بأيديهم مجد الأمة على صفحات الوعي، فالمعلم هو نواة الحضارة، وضمير المجتمع، وصوت العقل الذي يصنع من الحرف ضياءً، ومن العلم طريقًا إلى النهضة والرقي. به تتجدد الحياة، وبه تُبنى الأمم على أسسٍ من الحكمة والمعرفة والخلق القويم.
لقد أثبت معلمونا، في مختلف مواقعهم، أن الرسالة التربوية في الأردن كانت وستبقى نبراسًا مضيئًا، يقوده الإيمان بالوطن والانتماء الصادق له. فهم من يصوغون هوية الإنسان الأردني الأصيل، بعلمه وأخلاقه، بعزيمته وصبره، فيكون المعلم في مدرسته وجامعته قدوةً في الفكر والسلوك، ونموذجًا في الإخلاص والالتزام.
وفي جامعة جدارا، نفتخر بنخبتنا الأكاديمية والإدارية، الذين جعلوا من العطاء سلوكًا ومن التميّز نهجًا، فبجهودهم تزدهر الجامعة، وبهم تتجلى رسالتها في خدمة الوطن والإنسان. إنهم الثروة الحقيقية التي بها تُبنى الأجيال الواعية، وبعزيمتهم تترسخ قيم الجودة والابتكار في التعليم العالي.
وإننا في هذا اليوم المميز، نستذكر بامتنان كل معلمٍ ومعلمةٍ علّمونا معنى الإصرار، وأوقدوا فينا شغف المعرفة، لنُدرك أن الأمة التي تكرّم معلمها، هي أمة تعرف طريقها إلى المجد، وتحفظ لنفسها مكانتها بين الأمم.
فكل التحية والإجلال لكل من حمل القلم بضميرٍ حيّ، وغرس في طلابه الأمل والإيمان، وصنع من الحلم واقعًا.
وكل عامٍ ومعلمو الأردن والعالم العربي بخير، ما داموا يضيئون الدرب بعلمهم، ويزرعون فينا قيم النبل والتميز والعطاء.
وسيبقى المعلم، ما بقيت الحياة، ضمير الوطن وعنوان نهضته، وصوت الحكمة في زمنٍ يزداد احتياجًا للنور.