الخصاونه على رأس الوفد الأردني المشارك في اجتماعات الدَّورة 32 للَّجنة العُليا الأردنيَّة - المصريَّة المشتركة اتفاقية أردنية إماراتية لكفالة 4 آلاف يتيم الملك يحذر من العواقب الخطيرة للعملية العسكرية الإسرائيلية البرية في رفح اختتام فعاليات مؤتمر الحوار الشبابي الثاني "عمان الأهلية" توقع مذكرات تفاهم مع جامعات بإقليم كردستان العراق تكريم حاكمية جامعة جدارا ممثلة بالمراشده والزبون بمؤتمر دولي في المغرب .. صور الروابده يرعى افتتاح فعاليات مؤتمر "إعداد المعلمين وتطويرهم المهني: إلهام المستقبل" في اليرموك .. صور لجنة الدائرة الانتخابية العامة تؤدي القسم القانوني العيسوي يتفقد مشاريع مبادرات ملكية في محافظتي مأدبا والعاصمة رئيس مجلس الأعيان يلتقي السفير العماني لدى المملكة إدانات عربية ودولية لإقدام إسرائيل على احتلال معبر رفح جائزة الملكة رانيا للتميّز التربويّ تتسلم 6000 حل مطبّق بالمدارس الحكوميّة لدورتها الحالية تنظيم الاتصـالات تطلق سلسلة من حملات التوعية الشهرية وزير الداخلية يوعز بالإفراج عن 485 موقوفا ‏إداريا الضمان الاجتماعي تخفف الأعباء المالية على القطاع الخاص بسبب ظروف المنطقة

القسم : منبر الرقيب الدولي
تاريخ النشر : 13/08/2021 2:07:06 PM
الزميل معين المراشده يكتب: ويسألونك عن الفساد..؟ قل هو.....!!
الزميل معين المراشده يكتب: ويسألونك عن الفساد..؟ قل هو.....!!
الزميل معين المراشده


كتب: معين المراشده * - 

من اللافت أنه في الأزمات، فإن الجميع يتحدث عن طبقة سياسية فاسدة أو طغمة سياسية فاسدة. وهذا صحيح ولا جدال فيه، لكن ألا يتساءل هؤلاء مع ذلك من أين أتت هذه الطغمة؟ هل نزلت من الفضاء أم خلقت من العدم؟

الشرط الأول والأساس لأية نهضة مجتمعية لا يتم عبر الحصول على المزيد من القروض والمساعدات المالية من الخارج. هذه المساعدات مهمة لحل المشاكل الملحة، لكن الأساس هو تغيير الثقافة المجتمعية

هذه الطغمة تنتمي إلى نفس الثقافة والقيم السائدة في المجتمع وهي امتداد طبيعي له. وما لم تتغير هذه الثقافة والقيم فالمجتمع سوف يظل ينتج طغما مماثلة باستمرار، رغم تغير الأسماء والكيانات والأشخاص.

لذلك، فإن كان ثمة من هو حريص على تغيير الوضع الراهن حقيقة، فعليه في البداية الاعتراف بأن هناك خلل في الثقافة المجتمعية وخلل في نظرة الأفراد لأنفسهم ولدور الدولة وللملكية الخاصة والعامة وللمسؤولية الفردية ولقيمة العمل ولإدارة الخلافات والاختلافات داخل المجتمع.

هذا الأمر ليس خاصا بالأردن فقط، وإنما هو يتجاوزه إلى العديد من دولنا العربية.

علينا الاعتراف بأن لدينا مشكلة كمواطنين وليس فقط كحكومات. علينا أن نعترف بأن قيمنا وأفكارنا وجشعنا وعاداتنا تشجع الاستبداد والفساد وتشجع على التغوّل والتهرب من المسؤولية وعدم المحاسبة والاعتداء على المال العام.

من يعتقد أن الفساد ينشأ بقرار من المسؤول هو مخطئ. الفساد لا يحدث ما لم تكن هناك ثقافة مجتمعية تسهّله وتشجع عليه وتتغاضى عنه. فالمواطن العادي عندما يحصل على منفعة لا يستحقها لا يعتبر ذلك فسادا، وإنما يعتبره شطارة وفهلوة. وعندما يخدع/أو ينصب على الآخرين ويتفوق عليهم بالباطل، فهو يرى في ذلك قدرة فذة من جانبه على استحصال ما ليس له حق فيه.

وما يمارسه الإنسان العادي يمارسه المسؤول في نطاق أكبر وأوسع بحكم سلطته. لكن الأول يعتبره فسادا، بينما يعتبره الثاني مجرد تماشيا مع نفس القيم السائدة في المجتمع.

والحقيقة أن الاثنين يمارسان الفساد نفسه، والمسألة بينهما لا تخرج عن صراع السمك الكبير مع السمك الصغير. فالصراع هو على من يكون في موقع الآخر.

وهذا هو أحد الأسباب (وليس كلها) في أن مجتمعاتنا العربية رغم ما تشهده من حين إلى آخر، من تغير في الحكومات وربما الأنظمة السياسية، مع ذلك فإن الوضع العام يسوء ولا يتحسن.

كنا نقول في السابق بأن الاستعمار هو السبب، وقد ذهب الاستعمار. وكنا نقول بأن التدخلات الأجنبية وإسرائيل هما السبب، لكن هذه التدخلات ليست مقتصرة على بلداننا فقط.

لا بد أن نعي بأن الشرط الأول والأساس لأية نهضة مجتمعية لا يتم عبر الحصول على المزيد من القروض والمساعدات المالية من الخارج. هذه المساعدات مهمة لحل المشاكل الملحة، لكن الأساس هو تغيير الثقافة المجتمعية.

المسألة المحزنة باعتقادي هي أن الكثيرين، ممن يتصدون لهذه القضايا، لا يجرؤون على الإشارة إلى الجذر الحقيقي للمشاكل، وإنما يواصلون ممارسة نفس أساليب "الفهلوة"

تايلاند بلد متواضع في إمكانياته ومستوى معيشته، ومع ذلك لا يطلب مساعدات من الخارج، ومن النادر أن تجد هناك أحدا يغشك في شيء أو يأخذ زيادة على حقه. لو أعطيت موظفا في مطعم مبلغا من المال يزيد عن حسابك، فسوف يعيده إليك ويرفض أن يأخذه. في الكثير من دولنا فإن الموظف لا يأخذ فقط ذلك المال، وإنما بمجرد أن يكتشف بأنك لست من أهل البلد، سوف يجعلك تدفع أضعافا على نفس الخدمة أو السلعة. وسوف يعتبر ذلك شطارة وذكاء منه!

ويمكن القول إن عقلية "الشطارة" و"الفهلوة" هذه ليست مقتصرة على الاقتصاد، بل هي تمارس أيضا في السياسة والفن والمعاملات وشتى مجالات الحياة. ورغم أن معظم الناس يشكون منها، لكنهم يمارسونها بطرق مختلفة وفي النطاقات التي هي في متناول أيديهم.

هذه الثقافات والممارسات لا يمكن أن تبني بلدانا أو تقيم اقتصادا حقيقيا. فعاجلا أو آجلا سوف تؤدي إلى انحدار وتدهور هذه البلدان. وهذا ما يحدث اليوم في العديد من الدول العربية التي تتجه نحو الفشل.

والمسألة المحزنة باعتقادي هي أن الكثيرين، ممن يتصدون لهذه القضايا، لا يجرؤون على الإشارة إلى الجذر الحقيقي للمشاكل، وإنما يواصلون ممارسة نفس أساليب "الفهلوة" ودغدغة عواطف الناس عبر التركيز على دوري "الضحية" و"الجلاد"، أو "الطغمة الفاسدة" و"المواطنين المغلوب على أمرهم"، الأمر الذي يجعلني لا أتفاءل بقرب إيجاد حل للأزمات الماثلة. الأرجح أننا سوف نشهد مزيدا من التفسخ والتفكك للكيانات القائمة، وبالطبع سوف يصاحب ذلك المزيد من التدخلات الأجنبية، الإقليمية منها أو الدولية.

* ناشر ورئيس هيئة تحرير "الرقيب الدولي" الإخباري.
التعليقات
شارك بالتعليق الاول للخبر
اضافة تعليق جديد

جميع الحقوق محفوظة لموقع وكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية (2013 - )

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر

اطلع على سياسة الموقع الالكتروني