المهندس سليم البطاينه * -
المال هو عصب السياسة ويشتري كل شيء ويحقق المطالب والرغبات ... فأقتران وتزاوج المال بالسياسة يأخذ طابعاً أخلاقياً وثقافياً سيئاً يقود الى فساد سياسي وهو خطر على المشهد السياسي للوطن.
فالاخبار والفيديوهات المتداولة تُشير إلى ان هناك مالاً انتخابياً كان حاضراً وبقوة في بعض الدوائر ... وان هناك اموالاً توزع من قبل بعض المرشحين تحت مسميات مختلفة كاداء العمرة واخراج الزكاة ومساعدة الطلاب ... الخ ..... فقد فرض المال السياسي نفسه على الساحة في الانتخابات الاخيرة كونه اللاعب الابرز حضوراً والاكثر تاثيراً وهو الفائز أحياناً .. حيث استطاع احراز اهداف مؤثرة في بعض المناطق فشل فيها لاعبون اخرون لديهم من الكفاءة والخبرة ما يؤهلهم للفوز !!! لكن على ما يبدو المال رضخ الجميع.
ففي حال ثبوت ذلك سنرى نواباً على المقاس غير قادرين على ممارسة واجباتهم وسندخل في حلقة مفرغة ستؤدي الى مطالبات شعبية بحل المجلس واجراء انتخابات مبكرة.
فالفقر والديموقراطية لا يجتمعان وتلك قاعدة اساسية في علم الاجتماع السياسي والفقر هو الذي يدفع أصحاب المصالح للسيطرة على ارادة فئات من المجتمع للتصويت لصالحهم في ظل ما تشهده البلاد من حالات فقر وعوز وبطالة واحباط وفقدان للثقة تدفع بهم الى التعامل مع المرشح الاقوى مالياً ... فالمال بات هو اداة من ادوات الحصول على السلطة والنفوذ ........... فهناك رغبة لدى بعض ابناء الطبقات الغنية المسيطرة على المال والاقتصاد في الجلوس تحت قبة البرلمان من اجل المحافظة على مصالحهم مباشرة وبدون وسطاء مستغلين حاجة الناس المادية الناتجة عن الظروف المعيشية الصعبة.
فأبناء الرذيلة لن يلدوا الفضيلة .. فلجوء بعض الناس الى بيع اصواتهم ناتج عن حالة من القلق واليأس التي يعيشونها ... وعدم وجود حلول ناجعة لفقرهم وبطالتهم !!!!!!!! فانفاق المال الانتخابي يمثل رشوة وتبادل للمنافع الشخصية على حساب المصلحة العامة ويساعد على انتشار ظواهر الفساد الاخلاقي والاجتماعي !!!!!! فعلى ما يبدو فأن الوقت ما زال طويلاً امامنا للوصول الى متغيرات ثقافية وسياسية شبيهة بالدول التي سبقتنا ..... فاستخدام المال السياسي هو ضرب لاهم مقومات الديموقراطية والتي اساسها الشفافية والمشاركة الشعبية الحقيقية.
* عضو أسبق في مجلس النواب الاردني .