القسم : اقلام واراء
تاريخ النشر : 02/09/2020 8:25:40 AM
د. انتصار الزيود تكتب : إعادة تأهيل سكان العالم
د. انتصار الزيود تكتب : إعادة تأهيل سكان العالم


د. انتصار الزيود -
 
لا شك أن هذا العام كان استثنائياََ بكل المقاييس، وما مر فيه من أحداث تشكلت وتطورت يوماََ بعد يوم جراء انتشار فيروس كورونا ، الذي كان الشغل الشاغل لسكان الأرض، مما كان له أثر كبير على سكان المعمورة وقلب حياة البشر الاعتيادية رأساََ على عقب. 

جميع الحكايات والقصص الخرافية والخيالية التي توارثناها عبر الأزمان لم تصور لهذا الجيل شكل وطبيعة العالم بعد تفشي فيروس كورونا، الذي وضع سكان الكرة الأرضية على كف عفريت، ووضعهم في موقف صعب تحت ضغط نفسي وتوتر منقطع النظير، وتفاعل البشر مع الحدث كأنه يوم القيامة، إذ أنه وخلال عام واحد انقلبت جميع الحسابات على سطح الأرض، وتغيرت جميع المفاهيم والطرق المعتادة للتعامل مع الحدث المستجد، حيث الفوضى والارتباك والعجز عن التنبؤ بأي شيء، أو إيجاد الحلول المناسبة لجميع العوائق المستجدة، لأن طبيعة الحدث غير اعتيادية، وأصبح في علم اليقين أن أية حلول مفترضة قابلة للفشل، بسبب الكم الهائل من الجهد لاحتواء الوباء الذي خرج عن السيطرة، وتمرد على البشر، واستسلامهم له. 

هنا سأركز على المضاعفات والتبعات التي ستحدث ما بعد الوباء في حال السيطرة عليه، والتراكمات النفسية الخطيرة التي تركها في نفوس البشر وخاصة جيل الشباب، نظراً لما شاهدناه من تغير جذري لطبائع البشرمن خلال تعاملهم مع الوباء، سواء الرعب الذي أحدثه، أم التغير الجذري في سلوك البعض، بل تعدى الأمر لتشكيل سلوكات جديدة وأنماط حياتية غير معتادة. 

والسؤال الذي يفرض نفسه: هل نحن أمام حالة من صراع البقاء؟، وهل يحتم علينا الصراع أن نكون أكثر شراسة من قبل كي نبقى، الكثير الكثير من الأسئلة المطروحة التي لا تجد الإجابة عليها. 

إلا أنني أجد أن هذا العالم يحتاج لإعادة تأهيل من جديد بعد احتواء الوباء، لأن ما حدث كبير ويحتاج لإعادة النظر في الصورة التي تشكلت بفعل هذه الجائحة، ولن نقول أن الأمور ستعود كما كانت في السابق، لأن التغيير حدث وصعب العودة لنفس النقطة، لأننا نتحدث عن تغيير كبير في أنماط السلوك والحياة، وما رافقه من تغيرات نفسية ستنعكس على أسلوب حياة الجيل الذي لا زال يتأرجح على كف ذلك العفريت ولا يعرف ما هو المصير رغم بعض التحديات التي رافقت التعامل مع الجائحة والتقدم الإيجابي من تحسن طرق التعامل مع الوباء وتطور التقنيات وتسابق الدول في إيجاد طرق للحلول الجذرية، والتي ربما تحدث قفزة نوعية في تغير حياة سكان الأرض، إلا أن سكان العالم يحتاجون إلى إعادة تأهيل وتكيف مع التغييرات التي حدثت ليتسنى لهم تجاوز ما حدث للتخفيف من الآثار السلبية التي تركتها جائحة كورونا على كافة مناحي الحياة.
التعليقات
شارك بالتعليق الاول للخبر
اضافة تعليق جديد

جميع الحقوق محفوظة لموقع وكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية (2013 - )

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر

اطلع على سياسة الموقع الالكتروني