د. انتصار الزيود تكتب : خبر عاجل من رفات شهيد.
بقلم /د. انتصار الزيود -
رسالة نارية من رفات شهيد تنفست بعد سنوات طويلة من مرقده في جنوب مدينة نابلس، بعد أن حاول العدو قض مضجعه وهدم قبره الذي دفن فيه، عندما أستشهد غريباً دون أن يتعرف عليه أحد، إلا أن كرامة الشهيد كانت حاضرة حيث قام أهل المنطقة وقتذاك بدفنه إكراماََ له بجانب الطريق عند شجرة تين لتكون شاهدا على بسالة الشهيد الذي سالت دمائه على ثرى فلسطين، وليترحم على روح الشهيد المجهول كل سالك لذلك الطريق، وتمت المحافظة على قبره منذ عام ١٩٦٧م، الذي بقي شاهداَ على الروح البطولية للجيش العربي الأردني، الذي بذل الغالي والنفيس على أعتاب بيت المقدس، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .
رسالة جاءت في هذا الوقت تحديداََ بعد محاولات طويلة من جهة العدو المحتل لطمس معالم عروبية فلسطين ، ومحو قضية العرب الأولى من ذاكرة الجيل وجميع سكان الأرض ليثبتون بزيف أن فلسطين حقاََ لهم رغماََ عن الحقيقة والتاريخ .
روح الشهيد لم تفارق المكان، فكانت له الكرامة بأن زفوه أخوته الفلسطينين في موكب مهيب ودفنوه حيث أراد الله له، ليترحم عليه الجميع، وبكت الشهيد المجهول حرائر فلسطين وكأنه فرد من عائلاتهن، ليمحون غربته التي طالت وليقلن للعالم وعائلته، هو في أطيب منزل، حيث رفعه الله شهيداََ، وجعل رفاته عنواناََ للمجد والعزة والكرامة، طوبى لك أيها الشهيد المجهول، رغم أن الأدلة بينت النسب العريق الذي ينتمي له هذا الشهيد الأردني ، إلا أن الدرس حاصل، والتاريخ شاهد على أن دماء الشهداء ستخرج يوماَ ما وتبث روح البقاء من جديد، وستبقى فلسطين عربية، ويبقى الجيش الأردني رمزاً للبطولة والتضحيات.