وفاة عشريني غرقاً بسد وادي العرب تراجع الاسترليني أمام الدولار واليورو توقيع كتاب "أنين الروح" للكاتبة مي الصالح في إربد تحذير للسفن التجارية بعد الهجوم على مدينة أصفهان الإيرانية 50 ألف مصل يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك المبيضين: لم نرصد خلال الساعات الماضية أية محاولات للاقتراب من سمائنا تأجيل اجتماع الهيئة العامة لنقابة الصحفيين لعدم اكتمال النصاب إشهار كتاب عن جهود الدكتور صلاح جرار في الأدب الأندلسي الطاقة الذرية: لا أضرار في المنشآت النووية الإيرانية النفط والذهب يرتفعان بعد أنباء عن التصعيد في المنطقة الخارجية الأميركية تطلب من موظفيها وعائلاتهم في إسرائيل الحد من تنقلاتهم الجامعة العربية تطالب بصياغة آلية لتسوية القضية الفلسطينية الأردن يعرب عن اسفه لفشل مجلس الأمن في تبني قرار بقبول دولة فلسطين عضوا كاملا بالأمم المتحدة ترفيع المقدم الطبيب الدعجة لرتبة مستشار في الخدمات الطبية الملكية الصفدي ونظيره الإيراني يبحثان التطورات الإقليمية وجهود وقف الحرب على غزة

القسم : اقلام واراء
تاريخ النشر : 29/04/2020 4:42:56 AM
القرعان تكتب : أكذوبة العولمة في زمن وباء كورونا
القرعان تكتب : أكذوبة العولمة في زمن وباء كورونا
الدكتوره دانييلا القرعان - 

العوملة تعني جعل الشيء عالمي أو جعل الشيء دولي الإنتشار في مداه أو تطبيقه، وهي أيضا العملية التي تقوم من خلالها المؤسسات بعملها، وتكون من خلالها العوملة عملية اقتصادية في المقام الأول ثم سياسية، ويتبع ذلك الجوانب الاجتماعية والثقافية وهكذا.

أن العولمة مصطلح جديد يعبر عن ظاهرة قديمة، أدت إلى جعل العالم قرية إلكترونية صغيرة، تترابط أجزائها عن طريق الأقمار الصناعية والإتصالات الفضائية، والقنوات التلفزيونية، وقد ورد عن علماء التاريخ أن العولمة ليست ظاهرة جديدة بل على العكس هي ظاهرة قديمة ترجع في أصولها وبداياتها إلى نهاية القرن السادس عشر الميلادي، حيث ظهرت مع بداية الإستعمار الغربي لآسيا وأوروبا والأمريكيتين، ثم ارتبطت بتطور النظام التجاري الحديث في أوروبا، أدى ذلك إلى ظهور نظام عالمي معقد أتصف بالعالمية ثم أطلق عليه ما بات يعرف "العولمة"، وقد رأى الباحثون أن العولمة تقوم على أربعة أركان أساسية، وهي : المنافسة الكبيرة بين القوى العالمية العظمى، وانتشار عولمة الإنتاج، وتبادل السلع والابتكار والإبداع التكنولوجي.

العولمة مصطلح يشير إلى تحويل جميع الظواهر سواء كانت محلية أو إقليمية إلى ظواهر عالمية، ويتم من خلالها تعزيز الترابط بين الشعوب في شتى أنحاء العالم، وبهدف توحيد جهودهم وقيادتها نحو الأفضل وعلى جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والتكنولوجية.

كثرت الآراء واختلفت وجهات النظر حول تعريف العولمة وذلك بسبب غموض مفهومها، فالسياسيون تعريف خاص بهم، والاجتماعيون لهم تعريف خاص بهم، وهكذا إلى أن تم تعريف التسميات جميعا إلى ثلاثة أنواع رئيسية: ظاهرة إقتصادية وثورة تكنولوجية واجتماعية، إلا أن غالبًا ما يتم إستخدام مفهوم العولمة، للإشارة إلى عولمة الإقتصاد، ويعني تجميع الإقتصاد القومي وتحويلة إلى إقتصاد عالمي، وذلك من خلال مجالات مختلفة مثل التجارة، وتدفق رؤوس الأموال، وهجرات الأفراد، واستخدام وسائل التكنولوجيا بكثرة.

وقد عرف صندوق النقد الدولي العولمة على إنها التعاون الاقتصادي المتنامي لدول العالم جميعها، والذي يوثقه زيادة حجم تبادل السلع والخدمات، وتنوعها عبر الحدود، وتدفق رؤوس الأموال بين الدول، وانتشار التكنولوجيا في كافة أنحاء العالم، وللعولمة مجالات منها، العولمة الاقتصادية، والسياسية، والثقافية، والعولمة الإعلامية.

جائحة كورونا عجّلت بتعرية العولمة التي لم تعد ذلك الخير المطلق، كما روّج له المروجون، بل أضحت ذلك الشر الذي يهدد العالم ويوجه بوصلة قيادته نحو الهاوية، بعد أن كانت تبشر بالكونية والعالم الواحد، وأفرزت الرأسمالية المتوحشة عوالم مختلفة على طرفي نقيض عالم متقدم اقتصاديًا وتقنيًا، وعالم مرهون وفقير يزداد خصاصا وتوحشا، وبالتالي فإن أزمة كورونا أبرزت الوجه البشع لأثر العولمة التي ستترك وراءها العديد من الأزمات والصراعات الجديدة التي ستتمظهر في حرب بيولوجية وثقافية وأيديولوجية، وكذلك بين معسكر شرقي بوليسي تقوده الصين، ومعسكر غربي ينهل من الديمقراطيه وحقوق الإنسان مرجعا له تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.

   يربط محللون كثيرون بين عالمية الوباء ونهاية العولمة التي وزعته على العالم، وأن الوباء الذي أقعد بل احتجز مليارات البشر في منازلهم، وأوقف حركة المطارات، وتسبب بإغلاق المصانع، وبإنهيارات إقتصادية كبرى، سيغير من طبيعة العالم ويخلق بديلا أفضل عنه، وكان يشير إلى العولمة بأنها نظام عالمي تخضع فيه الدول الأقل تطورا للأكثر تطورا، وتنهار بسبب ذلك الأنظمة الوطنية والقومية وبذلك يصبح العالم قرية كونية.
  
أوضح الوباء هذا أن العولمة كنهاية هي أكذوبة كبرى وقابلة للتراجع، وهي بالأصل تفرض هيمنة عالمية لصالح بعض الشركات الكبرى، بينما العالم يزداد حروبا وافتقارا وآلاما وأوبئة.

الوباء الذي أصبح عالميا وبقوة، وأظهر هشاشة النظام الصحي العالمي، يقول ان هنالك ضرورة إلى عولمة إنسانية وهو ما ناضل من أجله مناهضو العولمة قبل أكثر من عقد.

لماذا مات الناس بفيروس كوفيد_19؟ ولماذا لم تكن الدول متأهبة ولا سيما أن العلم تطور بشكل كبير؟ ولماذا ميزانيات الصحة والطب والتعليم ومراكز البحوث العلمية في أدنى حالاتها؟ أسئلة وجودية وسياسية واجتماعية واقتصادية هي صلب الوعي، وكلها تحمّل الأنظمة مسؤولية ما حصل، وأن بديلا آخر كان ممكنا، ولم تكن البشرية ستخسر ما خسرته بالكثرة والكارثية نفسها، وبالتالي ليست العولمة وثورات العلم وتطوّر الإنتاج الكبير هي السبب في مأساة البشرية مع هذا الفيروس، بل المشكلة في الأنظمة المستفيدة مما ذكر أعلاه.

"حان الوقت للعودة إلى العولمة، لكن لنطبقها بشكل صحيح هذه المرة" هذا ما قاله جلالة سيدنا عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، في مقالته التي نشرتها صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، حيث تحدث جلالته عن تسارع وتيرة الأحداث وكثرتها على مدار العقدين ونيف الماضيين، من حروب وهجمات ارهابية ونزاعات، جعلت الأعوام تتداخل مع بعضها البعض، وتحدث جلالته أيضا أن العالم قدر ان يدق ناموس الخطر وعلى عكس التهديدات التي واجهها العالم سابقا، نحن جميعا نواجه هذا التهديد معا، وفي آن واحد، فهذه الأزمة سلطت الضوء على عيوب نظامنا العالمي، تلك العيوب التي نشأت نتيجة الظلم الاجتماعي، وتفاوت الدخل والفقر، وسوء الحوكمة.

في النهاية فيروس كورونا هو تهديد يواجه كل قائد حول العالم، ولكن إذا أردنا التغلب عليه، فعلينا أن نقوم بما يتعارض مع ما اعتدنا عليه، علينا أن نضع السياسة والسعي إلى الشعبية جانبا، كما يتعين علينا أن نقوم بعكس ما أمرنا به الطبيب، علينا أن نتقارب وأن نعمل معا، ولمواجهة هذا التهديد الأوحد، علينا أن نوّحد هدفنا وتركيزنا لتصبح غايتنا بقاء وسلامة البشرية في كل مكان.
التعليقات
شارك بالتعليق الاول للخبر
اضافة تعليق جديد

جميع الحقوق محفوظة لموقع وكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية (2013 - )

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر

اطلع على سياسة الموقع الالكتروني