الزميل عدنان نصار يكتب: مشروع نهضوي عربي يواجه"الواقعيين السوداوين".. ومحاولات طرد من المجالس
كتب: عدنان نصار * -
لقد اصبح الاستسلام للواقع الرديء ، واحدة من الحسنات والسمات التي يسوق لها 'الواقعيون" وهم كثر منتشرين في غير موقع جغرافي ، ويمتلكون منابرهم التي تم تهيئتها لهم ،مع مكبرات صوت تضج بجعجعة لا تؤد الا إلى خراب الوجدان الوطني والقومي، وهم بالمناسبة اي "المجعجعين" يتاكثروا من حولنا كما لو انهم سوس يسعى لنخر ثوابت وزعزعتها أيضا في محاولة يائسة لتحريك الثابتين على مواقفهم القومية في زمن الردة والسقوط.
وتظن هذه النماذج من الذين صنعوا السواد في المشهد السياسي العربي ، ان الاستمرارية في محاولات التيئيس قد تنتج جيلا فاقدا للقيم السياسية الني تواروثها ولو من خلال المجالس وفق قاعدة "المجالس مدارس" ..
في ظني ، ان زمن التيئيس ولى ، وصار بمقدور "الواقعيين السوداوين" لملمة مكروفوناتهم " ومغادرة القاعات ،أمام حالة النهوض الوطني والوجداني العربي والإنساني التي تشهد حالة استثنائية من مقاومة "الردة السياسية" والعودة إلى الاحساس بالمسؤولية العربية والقومية تجاه قضايا مختلفة تشغل بال الشعب العربي من اليابسة إلى الماء ، بعد حالتي الضمأ والعجاف وانهاكهما لكل ما جميل في الوطن العربي .
يبدو أن الصراع المحتدم حاليا بين "الواقعيين السوداوين" وانصار النهضة الوجدانية العربية تمر بحالة من الاستنفار والترصد ومحاولات ناجحة في كل مرة في تضييق الخناق على فئة السوداويبن، وتسجيل الأهداف النظيفة التي تؤهلهم للخروج من المشهد السياسي العربي ، والبحث عن أدوار لهم خارج إطار النهضة الوجدانية القومية التي استلهما الجيل الجديد بكل براعة واقتدار ..
لا نريد من "الواقعيين السوداين" إصلاح ما افسدوه عبر محاولاتهم العبث بالوجدان القومي ، ولا نريد منهم ان يساهموا في بناء الأوطان، لكن عليهم أن يستعيدوا احساسهم العميق بالمسؤولية الاخلاقية الوطنية والخروج من دائرة اللامبالاة والغش الفاضح في محاولات تمريرهم لمآرب خاصة بإسم الوطنية والقومية.
المناخ راهنا ،يبدو اكثر ملائمة لاعادة بناء الذات القومية العربية بعد أن وصل الكفر الوطني ذروته، واخذ زاوية السقوط الحر بعد حالة التعري التي كشفت عورات 'الواقعيين السوداوين" ، وأعطت بالمقابل قوة التحليق على ارتفاعات متفاوتة لمشروع النهضة القومية في غير قطر عربي ،وبشكل يعطي جيل النهضة المزيد من الإعجاب والمساندة..صحيح ،
هناك ثغرة لكن القدرة على معالجتها واردة عند جيل النهضة الذي يسخر وسائل التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر وانستغرام " لخدمة أهدافه النظيفة ، والعمل بذات الوقت على معالجة الثغرات .
نؤمن ان البيئة السليمة ،يصنعها اسوياء ، وتعزز البيئة ذاتها عملية الفرز بين الغث والسمين..لذا ، عملية الملاحظة والملاحقة ستعزز عملية الفرز وستعمل على طرد السوداوين من مجالس المعززين للدور النهضوي ومشروعه القومي الهادف الى وضع اولويات القضايا الوطنية والقومية على اجندة المشروع ولو على المستوى التوعوي والتنويري الى ان تحين ساعة الاقلاع نحو الاهداف الكبرى .!
* رئيس التحرير المسؤول لوكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية.