كتب: عدنان نصار * -
فتح النقاش إعلاميا، عبر تقارير ولقاءات على الفصائيات، تتحدث عن انهيار عمارة اللويبدة التي مضى على انهيارها 45ساعة .
وفق تقارير رسمية يوجد ما بين 25 إلى 30سخص في العمارة المنهارة ،فيما بلغت حصيلة الوفيات تسع وفيات بينهم اطفال .
الحديث ما بعد العمارة المنهارة ،عبر الفضائيات كان في مجمله حديثا يصف الحادثة ولا يتحدث عن حلول ،بما في ذلك من هم في موقع المسؤولية الرسمية .
الحديث عن مأوى وكيفية الأسر الناجية من الانهيار غائب تماما ، بإستثناء أصوات رسمية للأسف تحدثت عبر الفضائيات عن ضرورة فتح حساب بإشراف حكومي لجمع تبرعات لتأمين الناجين بمساكن وماوى ،وهذا بطبيعة الحال نوع من " الفزعة الاحتماعية" التي اعتدنا عليها لتعزيز اللحمة الإجتماعية، والتكامل والتكافل ..غير ان هذا الأمر لا يكفي امام مثل هذه الحالات الصادمة ، فالدولة كفيلة بتأمين الأسر بمأوى بديل ومساكن خاصة على الاقل لمدة سنة على نفقة الدولة، بما يتفق مع القيمة الايجارية مع مساكن العمارة المنهارة، حتى يتمكن الناجين من التعافي، واعادة تموضعهم بعد الكارثة التي شهدتها اللويبدة ..
الحديث عبر الفضائيات على لسان احد المسؤولين التوجه نحو جمع التبرعات للعائلات من خلال التنمية الاجتماعية، أمر غير مقبول ولا يفي بالحلول المستعجلة لجرحى يتعالجون الان في المستشفيات ،وسيتم اخلائهم إلى أين. ؟
من صلب واجبات الحكومة التحرك سريعا لتأمين الأسر بمساكن والعمل على تخفيف حدة الصدمة على أسر فقدت معيلها، وفجعت بموت اطفال وأبناء وبنات..
على الحكومة ، التحرك بشكل عملي وعاجل لتأمين المساكن وتهيئتها لسكان العمارة المنهارة ،ولمدة سنة على أقل تعديل.
العمارة المنهارة ، وقع ما وقع ، وتم إيداع ثلاثة أشخاص في السجن للتحقيق، بمن فيهم صاحب العمارة الذي رفض الاستماع إلى نصائح السكان بضرورة عدم إجراء اي توسعة للطابق الأرضي خشية انهيار المبنى ..حدث ما حدث ، وقدم الدفاع المدني وكل الفرق المساهمة بالانقاذ حالة استثنائية من العمل الدؤوب الذي يستحق الثناء والتقدير ..
انهيار العمارة ، يعطينا درسا اضافيا في كيفية التعامل مع الازمات بعيدا عن ،"الفزعات" ..ما تحتاجه الأسر المكلومة في عمارة اللويبدة ليس أكثر من واجب من صلب اختصاص الحكومة، كما هو حال الدول التي تقدم لشعوبها واجبات على وجه السرعة في مثل هذه الحالات .
رحم الله شهداء العمارة المنهارة، والصبر للمكلومين، والعافية للجرحى ..والله المستعان.
* رئيس التحرير المسؤول لوكالة "الرقيب_الدولي" الإخبارية.