في ذكرى وفاة "نايف" .. القلب حائر في هذا اليوم بين الحزن والفرح
زيد المراشده -
يصادف اليوم السابع من أب ذكرى مولدي، وشاءت إرادة الله عز وجل أن يكون هذا التاريخ هو ذكرى رحيل أخ وزميل عزيز على قلبي وقلب كل من عرفه من أبناء وبنات الوطن، أحبه الجميع لما عرف عنه من صدق كبير في أداء رسالته الإعلامية القائمة على الثوابت الوطنية، تزاملنا سويةً لعدة سنوات في تقديم مجموعة من البرامج التلفزيونية اليومية ذات الطابع الخدمي، وتناوبنا على تقديم برامج وطنية في مناسبات عديدة على قناة "الحقيقة الدولية"..
ولم تقتصر العلاقة التي تربطني به لتكون مجرد علاقة في إطار الصداقة والزمالة، بل فاقت ذلك واتسعت دائرة محبته لأصبح أحد المتابعين لبرامجه، ومن عشاق برامجه الجماهيرية المختلفة، وفي اليوم السادس من أب لعام 2015، وأثناء متابعتي كالمعتاد لبرنامجه المسائي، انتابني شعور مقلق تجاهه، ومرد ذلك كلمات نطق بها عندما أنهى حلقته التلفزيونية وهو مودعاً جماهيره بقوله: "القاكم في حلقة جديدة إن كان في العمر بقية …. " تبعها بقول "شكلها قربت"، الشق الأول من حديثه كان كلاماً معتاداً لتكراره من قبله في ختام برامجه، إلا أن الملفت للإنتباه كان في الشق الثاني .. وهو الجديد في كلامه "شكلها قربت" لأول مرة ينطقها، تلك العبارة كانت مقلقة، فبادرت وفور انتهاء برنامجه وبهدف الإطمئنان عليه بالتواصل معه فوراً برسائل عبر "الواتساب" ممازحاً له عن "قصة شكلها قربت" ، فكان رده على استفساري قائلاً "بدأ العد التنازلي للرحيل .. مجرد بروفة موووت " ، فخاطبته بالتفاؤل، فلم أتوقع أن يكون رده بهذا الإيمان القوي قائلاً : "حبيبي يا خال ، ساعة لا بد منها " ، وانتهى الحديث بيننا ..
لكنني لم أعلم بأن ذلك الحديث سيشكل لي صدمة تبقى عالقة في مخزون الذاكرة تلازمني ما حييت .. ولم أعلم في حينها بأن ذلك الزميل الحبيب كان ينعى نفسه أمام جماهيره قبل وفاته بساعات، ولم أعلم أن ذلك الحديث الذي جرى بيننا كان بمثابة الوداع الأخير ، وفي ظهر اليوم الثاني "يوم الجمعة" السابع من أب لعام 2015، وأثناء تواجده المعتاد بوسط العاصمة عمان، فاضت روحه الطاهرة إلى باريها، حيث أصيب بذبحة صدرية أدت إلى وفاته، وكأنه أصر أيضاً أن يودع في اليوم الأخير من حياته ذلك المكان الذي لطالما تغنى به طيلة حياته، إنه المرحوم الإعلامي نايف المعاني "ابو شهم"، رحل ليكون القلب في هذا اليوم حائر بين الحزن والفرح ، لكن هكذا هي حال الدنيا تتقلب بين السعادة والألم، رحم الله "نايف" رحمة واسعة، واسكنه فسيح جناته.