" صيف اربد " يتسيد المشهد الثقافي والفني .. بحسن تنظيم بعيد عن التبذير .. صور
كتب: زيد المراشده -
المراقب والمتابع لفعاليات مهرجان صيف الأردن وما تتضمنه من فقرات ثقافية وفنية وغنائية وشعبية وترويحية هادفة للأطفال وبازارات تسويقية للأسر المنتجة، يلمس حقيقة حجم الجهود المبذولة من قبل القائمين على إدارة ملفه وفي مقدمتها الحاكمية الإدارية.
الإقبال الجماهيري المتزايد على حضور تلك الفعاليات المجانية من قبل أبناء المحافظة، يعكس مدى النجاح الكبير في مستوى التنظيم والتنفيذ بشهادة الكثير من رواده وزائريه الذين أشادوا بحسن تنظيمه وتميز فقراته عن باقي الفعاليات المشابهة له والمقامة حالياً في بعض محافظات المملكة.
ما يميز هذا المهرجان من وجهة نظرنا، تناغم عمل الجهات المشاركة في إدارته ممثلة في أجهزة الحاكمية الإدارية وكوادرها وبمقدمتها المحافظ رضوان العتوم الذي أسند له مهام الإشراف عليه شخصياً، لأسباب يعتقد بأنها تتعلق بخبرته التراكمية الممتدة لسنين ونجاحه في إدارة العديد من المهام المختلفة المسندة له.
ويبدو أن إختيار مدينة الحسن الشباب لتكون حاضنة لهذا المهرجان كان موفقاً، فبنيتها التحتية الجيدة ومرافقها الخدمية كانت قادرة على استيعاب هذا الحشد الجماهيري الكبير وحجم ضغط تنفيذ تلك الفعاليات بسجل نظيف خالٍ من أي هامش أخطاء حتى الآن.
الخطط الأمنية والمرورية المرافقة لمظاهر فعاليات المهرجان التي تنفذها مديرية شرطة محافظة إربد وقسم السير ورجال الدرك أسهمت أيضاً هي الأخرى في نجاحه وباتت مقصداً للباحثين عن مكان أمن لإمضاء وقت من الراحة مع أطفالهم وأسرهم وعائلاتهم.
كل ذلك وضع مهرجان "صيف إربد" تحت عدسة المجهر، وبات محط جذب واهتمام كبير لدى أوساط ثقافية وفنية وفرق شعبية وفلكلورية تطمح في نيل شرف فرصة المشاركة فيه، ويحظى باهتمام اعلامي كبير في نشر أخباره وتغطية فعالياته .
المفارقة أن مهرجانات محلية مشابهة تنفذ منذ سنوات تنفق أموالاً طائلة للترويج لفعالياتها عجزت عن حشد الحد الأدنى المطلوب من الحضور وكانت إحدى الصور شاهدة على خلو حفل فني من الجماهير دفع بأحد الفنانين لانتقاد إداراة ذلك المهرجان وتحميلها مسؤولية فشل حفله..
على العكس من ذلك وبإمكانيات محدودة استطاع "صيف إربد" وبتجربته الحالية أن يدخل أبواب المنافسة للفعاليات الثقافية والفنية وبإمكانيات محدودة لا تقارن إطلاقا مع مهرجانات مماثلة، ويدفعنا للقول ؛ أن سر النجاح في ذلك مرده يعود لحسن التنظيم والتخطيط لا حجم الإنفاق والتبذير.
تصوير: فادي حداد.