الفنان هيثم اللحام .. مرجعيتي في الفن "أحلام" ووجع الإنسان .. صور
الرقيب الدولي -
ليس من السهل ابدا ،ان تجمع بين فنون متعددة ،الا اذا كنت تمتلك ثقافة عالية المذاق ، ومشاعر ليس عادية ، تبحر بها للغوص في عمق المعنى ، وتحاكي الوجدان الإنساني بلغة خارجة من القلب لتحط بالقلب دونما استئذان..
المسألة بالنسبة للفنان هيثم حمدي اللحام ، لم تكن مجرد موهبة منذ صغره، ولا الفن رفاهية بالنسبة له، بقدر ما كانت رسالة إنسانية مجتمعية، تغوص في فهم احلام الناس واوجاعها وجمالها وآمالها..والفن بالنسبة له لم يكن ابدا البحث عن الذات ، أو البحث عن الشهرة ،بقدر ما كان الهم الأكبر هو انعكاس لرؤى الناس على إختلاف اوجاعهم واحلامهم ،كما قال لي اللحام في جلسة مفتوحة في فضاء الموسيقى التي يتقنها عزفا وتلحينا وعلى اكثر من آلة موسيقية يجيد التعامل معها بحرفية عالية .
اللقاء الذي جمع الفنان هيثم اللحام مع رئيس التحرير الزميل عدنان نصار ، تخطى حاجز الحوار التقليدي ، وابتعد عن شكليات الأسئلة والإجوبة..فاللقاء كان كفيلا بإجراء جولة ذهنية وثقافية في شخصية اللحام، الذي ولد بمدينة اربد ، وترعرع فيها وعمل في مجال المسرح لعدة سنوات ممثلا واداريا وموسيقيا ومدربا للموسيقى ، ومحاكيا ومدربا للموسيقى الأطفال وادبهم الفني الذي يعد من أصعب الفنون ، ومدربا للدراما مع منظمات انسانية بالتعاون مع المنظمة البريطانية (كويست سكوب) بالاضافة لعمله حاليا مدربا لحواضن الابداع (اي بوك) بالتعاون مع المركز الالماني للتربية الابتكارية ووزارة التربية والتعليم .
وفي ذات اللقاء الذي جمع الفنان اللحام مع "الرقيب الدولي" يحدثنا اللحام بشغف وعفوية عن بداياته بالموسيقى منذ الصغر ، واحب الموسيقى حتى تمكن من كسر حاجز الهاوي إلى الاحتراف في فترة زمنية لم تتعدى 10شهور ، ثم انطلق نحو فضاء الموسيقى الى ان عمل عازفا في اكثر من فرقة ومع اكثر من مطرب. ثم توجه للمسرح ،و تتلمذ على على يد المخرج المبدع باسم دلقموني الذي توافقت رؤيته الفنية مع رؤية اللحام الإبداعية.
فعمل عدة مسرحيات منها (عرس الدم) منفذا للاضاءة ، ومسرحية(رحلة نكرة) ومع المرحوم المخرج عصام الخطيب بمسرحية"صابر وصبرية" ومسرحية (عزم وارداة) وهي متشابكة بين الدمى والشخوص مع الفنان وليد جيزاوي "يارئيس البلدية" ممثلا ، ومسرحية ( باب العامود) مع الفنان المخرج عمران العنوز منفذا لديكور والموسيقى والملابس بالاضافة للتمثيل مسرحية "جماجم وعظام"..وإعمال مسرحية وموسيقية متعددة.
ولم يكن الفنان اللحام غائبا عن التلفزيون فقدم مسلسل "تل السنديان" للمخرج حماد الزعبي ومسلسل الخوابي إلى جانب مسلسلات متعددة.
ويختم الفنان اللحام مع "الرقيب الدولي" قائلا: ان المسرح يعتبر ابو الفنون وهو الجامع لكل الفنون الاخرى ..لكن وفق قول اللحام ما زلنا نحتاج إلى الخلاص النهائي من محسوبية الفن وتشلله حتى نصل إلى مستوى يليق بالوطن الذي بعج بعباقرة في الفن الاردني ممكن لو أعطيت لهم الفرصة العادلة الانتشار على مستوى إقليمي وعربي ..المهم يا صاحبي ان نبتعد عن المحسوبية التي طالت الفن والموسيقى .!!