بقلم : باسم سكجها
في إتّصال هاتفي من قريبة لي “دانمركية الجنسية”، تعيش في كوبنهاغن منذ خمس وثلاثين سنة، وجاءت مع زوجها للإحتفال بعودة الباقورة والغمر في الموقع الطبيعي، ولكنّها صُعقت من حجم المخلفات التي يتركها شعبنا في رحلاتهم الاحتفالية إلى هناك، إلى الباقورة تحديداً.
قالت لي: أنا حزينة لأنّ نظافة الموقف والإنتصار التاريخي قد يتحوّل تدريجياً إلى موقع أشبه بحاوية نفايات (لم تقل: زبالة، ولعلّ هذا هو قصدها)، وأنا حزينة أكثر لأنّ الناس لا يأبهون إلى تعليمات العسكر الذين يحرسون المكان بالنظافة، وأوامرهم بترك الأرض التي يمرّون عليها كما هي دون رمي الأكياس البلاستيكية المعبأة ببقايا الطعام، وغيره أيضاً.
قالت، والقهر يملأ كلامها بالغضب والحزن: لم أرد أن أصوّر المشهد، فسوف يُستخدم ضدّنا في الخارج، ولكن ماذا سيمنع العدو الإسرائيلي من التصوير والتعميم، ليقدّم رسالة إلى العالم: هذا ما كانت عليه الأرض وما هي عليه الآن؟
ثقافة النظافة ليست مكرّسة عندنا، ولكنّ أقلّ القليل أن ننتبه إلى ما قالته السيدة المحترمة، التي عرفت تفاصيل الحياة في أنظف بلاد العالم، فنحن أمام تحدٍ تاريخي بأن تكون في أفضل حال ليس في النظافة فحسب، بل في الزراعة والاستثمار أيضاً، وأقول قولي هذا وإستغفر الله لي ولكم، وللحديث بقية!