اللواء المعايطة يفتتح مركزي دفاع مدني شهداء البحر الميت والشونة الجنوبية ونقطة شرطة جسر الملك حسين اليرموك: مجلس مركز الأميرة بسمة لدراسات المرأة الأردنية يعقد اجتماعه الأول الشؤون الفلسطينية تقدم عشرة الآلف دينار للهيئة الخيرية الهاشمية تبرعا لغزة عملية جراحية نوعية في مستشفى الملك المؤسس الأمانة تطلق مسابقة "الطلبة يعيدون ابتكار المدن" إصابات خلال اقتحام الاحتلال لمخيم قلنديا شمال شرق القدس المحتلة المحكمة الدستورية ترفع للملك تقريرها السنوي للعام 2023 الفايز ينعى العين الأسبق طارق علاء الدين وزير الخارجية يبحث ونظيره البريطاني جهود التوصل لوقف إطلاق النار بغزة الطالب المحاسنة يظفر بذهبية المركز الأول في المهرجان الدولي للعلوم والتكنولوجيا طلب جيد على الدينار عند شركات الصرافة بالسوق المحلية الحنيطي يستقبل مندوب المملكة المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا من منطقة المنارة بإربد أبو العسل تقدم ورشة تدريبية في "المواطنة الرقمية" ضمن مُبادرة "يلا نتطوّع ... يلا ندرّب" "آداب اليرموك" تنتدي بمناسبة ذكرى تعريب قيادة الجيش ومعركة الكرامة الخالدة

القسم : اقلام واراء
تاريخ النشر : 14/11/2019 2:26:00 PM
سكجها يكتب: حين أشعلت سيجارة الحسين على مائدة غدائه الكريمة!
سكجها يكتب: حين أشعلت سيجارة الحسين على مائدة غدائه الكريمة!
الزميل باسم سكجها
باسم سكجها -

في تلك الأيام، ما كان لخيالي أن يَسرح بعيداً، فيصل بي إلى مائدة غداء في القصر الملكي: أنا أجلس إلى جانب الحسين، تماماً، وحول الطاولة أركان الحُكم الأردني. الدكتور خالد الكركي أسرّ لي، بعدها، أنّ الملك هو الذي أمر بإجلاسي إلى جانبه، فقد أراد معرفة شخصية مع ذلك الذي كتب قصّة إخبارية إنتقادية مثيرة قبلها بيوم. أذكر الكثير من الحديث الذي جرى حول تلك المائدة، ولكنّني لا أنسى كيف كانت هيبته تستحوذ عليّ. صديقي، عبد الله العتوم، كان حدّثني عن الشيخ أسعد بيوض التميمي، مؤسس حركة “الجهاد الإسلامي”، الذي قال له بعد خروجه من لقاء مع الحسين: دعوت الله أن ينزع مِنّي هيبته، ولكنّ ربّي لم يستجب لي، فَقَد مَلكني حضوره، ولم أستطع قول كلّ ما أريد.

ولكنّ الحسين هو، نفسه، الذي نزع ذلك الخوف، من داخلي، دون أن تتخلّى عنه هيبته الساحرة، حين وجّه لي كلاماً، فتشجّعت، وأخذت أسأله، ثمّ، وفي لحظة، مدّ يده إلى جيبه وأخرج علبة سيجار صغير "سيجاريلو - Cigarillo"، فسألته: جلالة الملك، هل غيّرت نوع سجائرك؟ كان المعروف عنه أنّه يُدخّن “مارلبورو لايتس”. ضَحك، وقال ساخراً: هي نصيحة الأطباء! سارعت، بعفوية، إلى إخراج ولاعة سجائري، ومددتها نحو سيجاره، وبتواضع الكبير قَبل مني إشعالها. سارع بالقول: وأين سيجارتك؟ يبدو أنّك مُدخّن؟ فأخرجت علبتي بتحسّب، وكانت “مارلبورو لايتس”، فضحك، وقال: لهذا، إذن، تسأل عن نوع السجائر؟! وأمرني باشعال سيجارتي، فخرجت صحيفتي في اليوم التالي بعنوان عريض:"آخر خبر على مائدة الحسين".
رحمه الله، فبعد ذلك الغداء بأيام، كان يتوقّف أمام إشارة مرورية ليشتري نسخة من صحيفتي بعشرين ديناراً. أمّا قبله بثلاث سنوات، فكنتُ أظنّ أنّني ذاهب للسجن، بعد توقيفي أربعة أيام، ولكنّ الرجل الأمني الرفيع المستوى الذي وَجدتُ نفسي أمامه، كان يقول لي: وصلني قبل قليل أمر سيّدنا بأن يُفرج عنك، فوراً، لتكون على مائدة الغداء مع أهلك. أدمعت عيناي، ودعوت الله للملك أن يطيل في عمره. بعد، هذه، بأقلّ من سنة، كان الحسين يَقطع إجتماعاً مُقرراً سلفاً مع كبار الصحافيين، ويقول لهم: “أعزيكم بوفاة أخينا إبراهيم سكجها، وأعرف أنّ عليكم الذهاب إلى الدفن، سنجتمع في وقت لاحق”.

كان الملك الحسين آسراً في إنسانيته، وكُنت أشعر بأبويته وحمايته، كأيّ مواطن أردني، ولو من بعيد. في يوم وَصل عدد القضايا التي سُجّلت ضدّي لأسباب صحافية، وبرعايات حكومية، إلى تسع، فكتبتُ رسالة شخصية له، ومع أنّني لم أفتقر لوسائل إيصالها بطرق غير رسمية، ذهبتُ إلى مكتب البريد، وبعثتها كرسالة مسجّلة. لستُ أنسى وجه الموظّف الذي ارتسمت على وجهه تساؤلات، ولكنّه قام بوظيفته،، فخَتَمها، وسجّلها، وأودعها صندوقه، ثمّ سألني: هل تظنّ أنّها ستصل؟ قُلت: ستمرّ على الكثيرين، قبلها، ولكنها ستصل في آخر الأمر، وقد وصلت.

قبل أن يرحل الحسين، بثلاثة أشهر، وكان موجوداً في مستشفى أميركي، كتبتُ مقالة تحت عنوان:” إشتقنا إليه”، تضمّنت إنتقادات قاسية لما يجري في الأردن، فَحَملت لي في اليوم التالي قرار فصلي من عملي. عرفت، بعدها، أنّ الملك إتّصل بمسؤول كبير، وقال له: إذا كان باسم سكجها يقول إنّ الدنيا خربانة، فهي خربانة. عَمّان ليست بعيدة عني، وليس عليّ سوى أن أشغّل محرك الطائرة، وسأكون هناك خلال ساعات، رحمه الله. وتلك قصّة أخرى، وللحديث بقية!
التعليقات
شارك بالتعليق الاول للخبر
اضافة تعليق جديد

جميع الحقوق محفوظة لموقع وكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية (2013 - )

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر

اطلع على سياسة الموقع الالكتروني