جامعة جدارا تستضيف تخريج الفوج الأول من البرنامج التحضيري لمشروع "الشراكات من أجل التنمية" برعاية وزير العمل
الرقيب الدولي -
في مشهد يعكس ثمرة التعاون الدولي والتكامل المؤسسي، شهدت أروقة مركز جدارا المتميز لفنون الطهي، اليوم الإثنين، مراسم تخريج الفوج الأول من المستفيدين من البرنامج التحضيري ضمن مشروع "الشراكات من أجل التنمية الموجهة نحو التدريب المهني وهجرة العمالة" (PAM)، وذلك برعاية معالي وزير العمل ورئيس مجلس إدارة مؤسسة التدريب المهني الدكتور خالد البكار، وبحضور رفيع المستوى من الشركاء المحليين والدوليين.
ويعد هذا المشروع الطموح ثمرة تناغم استراتيجي بين وزارة العمل الأردنية، ومؤسسة التدريب المهني، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، والفيدرالية الألمانية للمهن الحرفية (ZDH)، وبدعم كريم من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ). وقد اختيرت جامعة جدارا، بما تمتلكه من إمكانات أكاديمية وفنية، لتكون حاضنة لهذه التظاهرة النوعية، لما تمثّله من صرح علمي وطني يتقاطع في رؤيته مع الأهداف التنموية للمشروع.
وفي كلمته، أشاد معالي الدكتور البكار بالدور الرائد الذي تؤديه جامعة جدارا في احتضان المبادرات الوطنية والمشاريع الدولية، مشيرًا إلى أن البرنامج يشكّل نموذجًا رائدًا في تعزيز المهارات المهنية للشباب الأردني وتأهيلهم للانخراط في برامج التدريب المزدوج داخل ألمانيا، التي تُعد إحدى أبرز وجهات التدريب والاحتراف المهني عالميًا.
وأكد البكار أن هذا المشروع يترجم الرؤية الملكية السامية، التي يحرص جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي عهده الأمين على تجسيدها واقعًا ملموسًا من خلال توفير فرص حقيقية للشباب الأردني في الداخل والخارج، مشيرًا إلى أن المستقبل القريب سيشهد توسيع رقعة الاستفادة من البرنامج ليشمل أسواقًا إقليمية ودولية جديدة.
ومن جانبه، عبّر رئيس هيئة المديرين في جامعة جدارا، الدكتور شكري المراشدة، عن بالغ فخره باستضافة الجامعة لهذه الفعالية الرفيعة، مؤكداً أن جدارا لا تدّخر جهدًا في دعم المبادرات الوطنية التي تنهض بواقع الشباب وتفتح أمامهم بوابات الأمل والعمل، وأن الشراكة مع الجهات المعنية بهذا المشروع تُعد امتدادًا لرؤية الجامعة في الانفتاح المؤسسي نحو قضايا التنمية وتمكين الإنسان.
كما أكد رئيس الجامعة، الأستاذ الدكتور حابس الزبون، أن استضافة جامعة جدارا لهذا الحدث تعكس المكانة التي باتت تتبوأها الجامعة كمؤسسة تعليمية تتقاطع في رسالتها مع محاور النهضة الوطنية، مشيرًا إلى أن الجامعة ستظل منبرًا مفتوحًا أمام المشاريع التي تصب في مصلحة الشباب الأردني وتؤهلهم لسوق العمل العالمي، وبخاصة السوق الألماني المعروف بتميزه وجودة معاييره.
وفي السياق ذاته، بيّن مدير عام مؤسسة التدريب المهني الدكتور أحمد الغرايبة، أن البرنامج التحضيري أتاح الفرصة لـ46 مستفيدًا من أصل 127 للعام 2024-2025 لاستكمال مسارات التدريب المتكاملة في اللغة والثقافة والمهنية، مما مهد الطريق أمامهم للحصول على فرص تدريب وعمل نوعية في ألمانيا، موضحًا أن البرنامج نفّذ بمهنية عالية وبإشراف نخبة من المختصين المحليين والدوليين.
وأشادت مسؤولة مكون المشروع في GIZ، السيدة رابعة الحاج حسن، بالنتائج المتحققة، مؤكدة أن انعكاسات هذا المشروع تتعدى التأهيل المهني لتصل إلى بناء جسور ثقة دائمة بين المؤسسات الأردنية والألمانية، وأن جامعة جدارا كانت شريكًا أصيلًا في نجاح هذه المرحلة.
واختتم الحفل بكلمة مؤثرة ألقاها المتدرب محمد أبو زيد، عبّر فيها عن امتنان الخريجين لهذه التجربة الاستثنائية التي أسهمت في إعادة رسم مسارهم المهني، شاكرًا القائمين على المشروع، وعلى رأسهم جامعة جدارا، لما قدموه من دعم ورعاية واحتضان.
ويُذكر أن مشروع PAM لا يمثل مجرد برنامج تدريبي بل يؤسس لنقلة نوعية في مفهوم التدريب المهني الدولي، ويجسّد التزام الأردن، بالتعاون مع ألمانيا، بإرساء نموذج مستدام من التعاون الإنمائي، يربط بين المهارة والفرصة، ويضع الشباب الأردني في قلب المعادلة التنموية العالمية.