الزميل عدنان نصار يكتب: سعر "القطايف" في الصدارة .. والرقص فوق جراح الصابرين.!
كتب: عدنان نصار * -
لا يحتاج الناس إلى ايضحات اكثر ..ولا يتطلعون إلى نصائح اضافية ،تعلمهم كيف يتدبرون امر قوت شهرهم بإقل كلفة ممكنة .
ولا يحتاج الناس اكثر من هذا النحيب ، ولا أكثر من هذا النصيب ، ولا يحتاجون إلى اذن دخول إلى أندية الصبر ..بل هم من صنعوا هذه الأندية ببراعة الصابرين ،وحكمة الشاكرين ، دون أي أسئلة توجه لا إلى "الدوار الرابع" المنشغل بتثبيت سعر "القطايف" قبل حلول رمضان ..ودون اي أسئلة توجه إلى "العبدلي" فهم يعرفون مسبقا ان اي محاكاة لمجلس النواب لن تنتج الا وعود عابرة لا تقدم ولا تؤخر .
لا ندري ابدا ، إلى متى يستمر هذا النحيب ، ولا نعرف على وجه الدقة إلى متى يستمر هذا الضيق ، ولا احد يعلم لا في "الدوار الرابع" ولا في "العبدلي" إلى متى يستمر الوضع المآساوي للناس في غالبيتهم المطلقة، أو حتى معرفة النتائج التي من الممكن أن تجعل الحياة اكثر قبولا ، وتفاصيل يوميات الناس وقوتهم اكثر يسرا ..فمن الملاحظ في السنوات العشر الأخيرة ابتعاد الدولة عن قرارات العون للناس ، كما ابتعدت الدولة بمؤسساتها المعنية عن القراءة الحقيقية لواقع صعب يعيشه الناس ، واكتفت اي الدولة بسياسة الجباية دون النظر الى أبعاد كثرة الجباية وما تشكله من خطورة اجتماعية وسياسية قد تنتج قنبلة موقوتة في اي لحظة مباغتة لا ينفع معها الندم ولا العلاج ..!
ومن الملاحظ ، ان الناس بكل مكوناتهم الفكرية والاجتماعية والثقافية وميولهم السياسية المختلفة والملتقية عند تقاطع (انتماءاتهم العميقة للدولة وقيادتها) ..رغم ذلك قد تتحول أندية صبر الناس الفاتحة أبوابها "رغم سياسة الجباية "لكل القيم النبيلة والقيم التصالحية ،غير أن التحول الاجتماعي الافتراضي المفاجيء قد يكون صادما للدولة اذا بقي الحال على ما هو عليه ..وبمنتهى الصدق والصراحة المسؤولة ، بدأ المواطن يخرج عن المألوف في النقد ، رغم ان النقد أيضا حق شرعي ودستوري للمواطن ، الا ان ارتفاع صوت النقد في المجالس المختلفة والدواوين الاجتماعية ، وخلف أسوار الجامعات بدأ يأخذ منحنيات أخرى، اكثر وعيا وفهما واعمق توازنا دون أي سباب او شتائم ، وهذا ما يستوجب النظر فيه واعادة قراءة المشهد من لدن الدولة بشكل اكثر عمقا وأوسع مسؤولية وصولا إلى معرفة اسباب صعوبة العيش بتفاصيلها اليومية والبسيطة، والوصول إلى نتائج علاجية لهذا الواقع المعيشي الصعب أن لم نقل "الواقع الرديء" .!
ما ينطبق على النتائج ،ينطبق أيضا على ضرورة ان نكون شركاء في القرار ، هذه معادلة بديهية في كل دول العالم ..لكن، ما ينتج الألم هو هذا التوالد المستمر للصعوبات الحياتية منذ ما يزيد على عشر سنوات ..وصعوبات اكثر بؤسا قد تقودنا كمجتمع مسالم إلى جهة أخرى ..فما نسمع عنه من تصرفات للبعض الخارج عن السلوك القويم ، ونتابعه في الاخبار المحلية ، هو بداية لسياسة قد تقود البعض الى البحث عن اللقمة وسط معمعات النزوات الطائشة .
* رئيس التحرير المسؤول لوكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية.