كتب: عدنان نصار * -
نعرف أن الاحتلال الاسرائيلي مصاب بفيروس العنجهيته والنمردة والوقاحة والصلف ، غير أن هذه الصفات التي نعرفها عن عصابات الاحتلال تبدو الان اكثر سفالة منذ مجيء حكومة التطرف الاسرائيلي بزعامة ووزراء اكثر تطرفا واعمق عنجهية.
العلاقة الاردنية -الإسرائيلية وعبر اتفاقية "عربة" تبدو الان اكثر عرضة للسقوط في الوادي الذي حضن توقيع الاتفاقية ، وذلك لاعتبارات سياسية كثيرة ليس اولها قفز الاحتلال على الحواجز الحمراء عند الدولة الاردنية ومكونها الاجتماعي والسياسي ،وتهديد الاحتلال السافر والسافل في غير مناسبة للاردن العميق في وحدته وهويته وجغرافيته..فزيارة الوزير بن غافير للاقصى ليست الا واحدة من ضمن الرسائل السياسية للاردن ،ومحاولة لعب الاحتلال على حبل جس النبض فيما يتعلق بالوصاية الهاشمية التي يسعى الاحتلال أيضا إلى محاولة اللعب في ثوابتها .
منذ توقيع اتفاقية "وادي عربه" سنة 1993 الى الآن لم تمر العلاقة بين الأردن و"اسرائيل" بهذا المستوى من الفتور الرسمي ، نتيجة التطرف الاسرائيلي الذي كان يسعى للسلام مستخدما كل ادواته وفق طريقة "بتمسكن تا يتمكن" إلى أن حقق مراده مع دول عربية والسلطة الفلسطينية بما فيها اتفاقيته مع الأردن.
عنجهية وتطرف الاحتلال الاسرائيلي ،وتصريحاته المستفزة تعيد للواجهة وحدة الشعب الأردني بكل مكوناته الجغرافية الشرقية والغربية والشمالية والجنوبية وتمتد هذه الوحدة إلى عمق فلسطين المحتلة بكل جغرافيتها الرافضة لأي تهديد او مساس بثوابت القضية الفلسطينية وهويتها او الهوية الوطنية الاردنية ،بما في ذلك كل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية الرافضة للمساس بالهوية .
الأردن راهنا، يمر بمنعطفات خطرة مع الاحتلال الاسرائيلي ،فهل تؤد هذه المنعطفات إلى خلق حالة من تصعيد التوتر وبالتالي المواجهة .؟ لدى الأردن الكثير من الأوراق التي من الممكن استخدامها ضد الاحتلال، ولدى الأردن الارادة القوية شعبا وقيادة للخوض في أدق تفاصيل قلب الطاولة على الكيان الاسرائيلي وبلغة قوية حازمة مسنودة بإرادة شعبية اردنية وارادة شعبية رسمية وعربية من دول شقيقة ،واخرى صديقة ..لن ينتظر الأردن المزيد من الاستفزازات الإسرائيلية وهذا ما أكده الملك عبدالله الثاني في مقابلته الصحفية الأخيرة، بل سبتحرك الأردن من مدافع إلى منطقة الهجوم عبر سياسات تؤد إلى سحب البساط من تحت أقدام الاحتلال المصابة بداء العنجهية.
ليس غريبا على اليهود ما يعكسه الاحتلال ، فهم من طلبوا رؤية الله جهرا ،وهم من وضعوا موسى عليه السلام في مواقف صعبة ، وهم الذين راوغوا ومكروا ونكثوا ..هذا رأي الخالق سبحانه بهم، فما حال الخلق .؟
الأردن الرسمي والشعبي ،متكاتف راهنا بشكل أقوى واعمق ضد اي تهديد سافر للاحتلال الصلف ، والاردن ذاته يقف في صف المواجهة بكل ثقة واقتدار، لطالما أن الاحتلال الغاصب للارض الفلسطينية ومحتلها قد كشر عن انياب جديدة قديمة لا تحمل سوى السم والفتنة والشر ..الأردن الشعبي بكل اتجاهاته حاليا اكثر التفافا حول الوطن وقيادته .
رسالتنا إلى نتنياهو وبن غافير ومن كان في جوقتهم:"لقد تشابه البقر علينا".
* رئيس التحرير المسؤول لوكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية.