مندوبا عن الملك وولي العهد.... العيسوي يعزي عشريتي الظهراوي والنعيمات الزبون ونجدي يترأسان اجتماعا لتحضيرية مؤتمر كلية العلوم التربوية الرابع بجامعة جدارا وزير الزراعة يلتقي وفدا من جامعة كاليفورنيا ندوة في المكتبة الوطنية تسلط الضوء على إنجازات وزارة التربية الفايز يؤكد أهمية تطوير منظومة النقل في العقبة بالأسماء .. نتائج انتخابات رؤساء مجالس المحافظات ونوابهم مذكرة تفاهم بين القوات المسلحة ودائرة الجمارك "أراضي العقبة" تطلق خدمة البيع إلكترونيا التعليم العالي: 3291 طالبا كويتيا يدرسون في الأردن العميد العمري: استجابة الدفاع المدني للحوادث لا يتجاوز 8 دقائق عجلون: مناظرة حول تعزيز المشاركة في الحياة السياسية والحزبية جامعة الأميرة سمية تطرح برنامج الماجستير التنفيذي في إدارة الأعمال جامعة البترا تستقبل وفدا من وزارة التعليم العالي العُمانية بحضور المراشده والزبون .. اختتام أعمال مؤتمر كلية الآداب واللغات التاسع في جامعة جدارا .. صور الملك يستقبل وزير الخارجية والدفاع الإيرلندي

القسم : اقلام واراء
تاريخ النشر : 07/07/2021 10:03:36 AM
المهندس سليم البطاينه يكتب: توقّفوا عن صِناعة القَهر والغَضب وعن إذلال الأردنيين
المهندس سليم البطاينه يكتب: توقّفوا عن صِناعة القَهر والغَضب وعن إذلال الأردنيين
النائب الأسبق - المهندس سليم البطاينه


المهندس سليم البطاينه * -

إنها ليست الحماقة الأولى التي ترتكبها أمانة عمان الكبرى .. فهي حماقات تُضاف إلى حماقات سابقة أُرتكبت بحق الفقراء والعاطلين عن العمل .. فقد سبقتها مجازر كثيرة من تدمير بسطات للخضار والبطيخ والهجوم على كشك الثقافة ( أبو علي ) وإزالة لافتة مكتوب عليها آية كريمة من الكتاب المُقدس للمسيحيين الأرثودوكس وصولاً قبل أيام إلى عربة خضار تعود لأحد الفقراء داخل السوق المركزي للخضار وتحطيمها بواسطة جرافة أمام الملأ دون مبالاة والحُجّة هي عدم الترخيص.

فما شاهدناه يدعونا لأن نقول الوجع بكل ما فيه من ألم لنَنقل المأسآة بصرخة حقيقية علّهم يفقهون ونقول لهم توقّفوا عن إذلال الناس ومحاربتهم بأرزاقهم .. فكم من الأهوال النفسية عاناها صاحب العربة الفقير تحت أقدام المصائب والنوائب وكم من المعضلات المعيشية اجتازها بصبر يتضائل أمامه صبر الجمال.

إنها حربٌ ليست جديدة من أمانة عمان يقف المواطن أمامها يآئِساً متسائلاً ماذا يجري ؟ ولماذا الآن تَجُرّنا أمانة عمان إلى هكذا وضع ؟ وكأن الحل الأسهل هو قهر المواطن والضغط عليه وإذلاله .. فالمواطن يريد أن يعيش بكرامة لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه .. وأمانة عمان يبدو أنها فقدت بوصلتها وأصبحت تتخبّط نتيجة الأخطاء التي باتت تُرتكب شبه يومي.

إنها إجراءات لا تعطي قيمة للإنسان في بلده وتزيد من حِدة الإحتقان وتساهم في خلق حالة من القهر والغضب والتذمّر .. فكثيراً من الأردنيين ضاقت بهم بلادهم وأصبحوا يبحثون عن بلاد أخرى يجدون بها عزّتهم وكرامتهم وإنسانيّتهم السّليبَة .. فهل المطلوب تركيعهم في حياتهم المعيشية ورزقهم ؟ فالفقراء والعاطلين عن العمل من حقّهم أن يعيشوا بكرامة وعِزّة .. فاتركوا لهم الفرصة ولا تضغطوا عليهم من خلال منع لقمة العيش عنهم .. فقد قَتلتوا أحلامهم بسبب غباء وجهل سياساتكم.

فالظروف الإقتصادية الصعبة وعدم وجود فرص عمل دفعتهم إلى العمل على العربات والبسطات كملاذ أخير للحصول على لقمة عيش شريفة.

فقد انهارت إنسانيّتكم بسبب ساديّتكم وتجبّركم و طغيانكم فأنتم تأخذون البلد إلى المجهول .. فكيف ستَمضون في الإصلاح وأنتم تحاربون الناس في أرزاقهم ؟ ولا أدري إذا كان أمن الوطن وأمانِه يأتي عن طريق جيوش الفقراء والعاطلين عن العمل ؟

إنّكم تطاردون رغيف الخبز وتتشاطرون على الفقراء فقط وتأتون على عربة خضار أو بسطة يعلم الله كيف اشتراها فقيرها وكم من البطون تنتظر رغيف الخبز الذي سيتأتّى منها .. وأنتم لا تبالون وتقومون بتحطيمها وتصنعون الألم والدمع في بيوت الفقراء الذين بالكاد يجِدون قوتَ يومهم.

فكيف ينام ويهنئ بالُ قُطّاع الأرزاق وهم يعلمون أن هناك أطفالاً تجوع ولا تجد كسرة خبز .. فأيّ متعة يجدها هؤلاء في منع رب أسرة فقير وشريف من العمل على عربته ومحاربته علناً وعلى رؤوس الأشهاد في لقمة عيشه وإذلاله !

إنها مرارة تلوي اللّسان ممزوجة بالألم .. فأيّة روح شريرة تسكن عقول وأجساد من أعطى الأوامر وحطّم عربة الخضار .. إنها حماقة مع سبق الإصرار والترصّد وهي غريزة ومرض لا ينفعها التأديب وأَعيَت من يداويها.

فالعنف ينتج عنه الغضب .. وصناعة القهر والإحتقان قادرة على تحريك أقسى المشاعر الإنسانية ودفعها لشيء خطير في التفكير.

ارحموا هذا البلد وهذا الشعب وعودوا إلى ما تبقّى من ضمائركم فلَم تعد الحياة بكل بهرجها تعني شيئاً لمقطوعِي الأرزاق والعاطلين عن العمل .. فلا يستحق الأردني أن يصبح فقيراً في وطنه فتحسين الظروف المعيشية له هي جزء أساسي من سياسات الدولة.

فالإعتذار ليس كلمة تقال في زحمة الحديث وتبرير الخطأ أو البحث عن مخرج من الورطة التي سببها سلوك خاطىء .. ففي الدول الديموقراطية وعندما يفشل المسؤول ويتكرر الخطأ ويعاود الإعتذار يبادر إلى إعفاء نفسه ويقدم استقالته ويتحمّل المسؤولية أمام الرأي العام.

* عضو أسبق في البرلمان الأردني.
التعليقات
شارك بالتعليق الاول للخبر
اضافة تعليق جديد

جميع الحقوق محفوظة لموقع وكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية (2013 - )

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر

اطلع على سياسة الموقع الالكتروني