وفاة عشريني غرقاً بسد وادي العرب تراجع الاسترليني أمام الدولار واليورو توقيع كتاب "أنين الروح" للكاتبة مي الصالح في إربد تحذير للسفن التجارية بعد الهجوم على مدينة أصفهان الإيرانية 50 ألف مصل يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك المبيضين: لم نرصد خلال الساعات الماضية أية محاولات للاقتراب من سمائنا تأجيل اجتماع الهيئة العامة لنقابة الصحفيين لعدم اكتمال النصاب إشهار كتاب عن جهود الدكتور صلاح جرار في الأدب الأندلسي الطاقة الذرية: لا أضرار في المنشآت النووية الإيرانية النفط والذهب يرتفعان بعد أنباء عن التصعيد في المنطقة الخارجية الأميركية تطلب من موظفيها وعائلاتهم في إسرائيل الحد من تنقلاتهم الجامعة العربية تطالب بصياغة آلية لتسوية القضية الفلسطينية الأردن يعرب عن اسفه لفشل مجلس الأمن في تبني قرار بقبول دولة فلسطين عضوا كاملا بالأمم المتحدة ترفيع المقدم الطبيب الدعجة لرتبة مستشار في الخدمات الطبية الملكية الصفدي ونظيره الإيراني يبحثان التطورات الإقليمية وجهود وقف الحرب على غزة

القسم : منبر الرقيب الدولي
تاريخ النشر : 28/05/2020 12:25:12 PM
المراشده يكتب : هذا ماقاله لنا الأمير "الملك" قبل 35 عاما...
المراشده يكتب : هذا ماقاله لنا الأمير "الملك" قبل 35 عاما...
د.معين المراشده
د. معين المراشده * - 

في كانون الثاني عام (1985) كان جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله, "الأمير عبد الله بن الحسين" وقت ذاك يخدم في القوات المسلحة الأردنية برتبة ملازم أول في إحدى المرتبات بمنطقة القطرانة الصحراوية, القاسية البرودة شتاء، والمرتفعة الحرارة صيفاً, وقتها ،كنا في مجلة "الاثنين" الأسبوعية الأردنية, حيث بدأت ترد وتصل إلينا أحاديث الناس عن حياة الأمير الشاب, عن تواضعه ودماثة خلقه ونقاء سريرته وإنسانيته, وعلاقته الطيبة بقادته وزملائه, وكيف أنه يخدم بمعيتهم كأي فرد من منتسبي القوات المسلحة, يأكل مما يأكلون وينام معهم وبجوارهم آمناً مطمئناً, ويحرص على تأدية واجباته العسكرية وينفذ كل التعليمات والأوامر الصادرة إليه بانضباط والتزام تامين.
 
حظيت هذه السجايا وهذه المناقب باحترام وإعجاب وتقدير الناس وأصبحت حديث الشباب يتناقلونها فيما بينهم في الجامعات والمعاهد وأماكن العمل واعتبروها قدوة حسنة لهم, وحفزت الكثيرين منهم على الإقبال على القوات المسلحة وطلب الانخراط في صفوفها طواعية وعن طيب خاطر.
 
في مجلة "الاثنين" قررت أسرة التحرير الاتصال بالأمير الشاب وإجراء حديث صحفي مع سموه على أن يكون ذلك حيث يخدم ويعسكر.. وجرت الاتصالات, وأخذت الموافقة وتم اللقاء, وأمضى الزميلان الكاتبة المرحومة "منية سمارة" والشاعر الأديب "محمد الظاهر" والمصور "تاج" رحمه الله بصحبة الأمير يوماً كاملاً, دوّنا وسجّلا ما شاهداه وسمعاه بالكلمة والعدسة, وتم النشر, وسارعت الصحف والمجلات ووكالات الأنباء تتناقل حديث سموه لـ "الاثنين" واقتباس فقرات عن حياته العسكرية.. فالملازم أول الأمير عبد الله بن الحسين النجل البكر لجلالة الملك الحسين بن طلال ملك المملكة الأردنية الهاشمية ينام بخيمته في الصحراء مع أقرانه وزملائه من الضباط والأفراد, سريره وغطائه وأدوات طعامه وشرابه كما هم, يصحو من الفجر استعداداً للطابور الصباحي وفي معظم الأحيان قبل رفاقه فيعمد إلى إيقاظهم, يرتب "يطقه" ويحلق ذقنه ويعتني بهندامه وإذا ما انتهى من تناول طعامه ينظف آنيته وممتلكاته بنفسه, يحتسي الشاي بـ "الكوب".. يلتزم ويتقيد بقواعد الضبط والربط العسكري القائمة على تنفيذ الأوامر واحترام الرتب الأعلى.. فهو هنا فرد من أفراد القوات المسلحة لا أميراً ولا ابن ملك, وعندما يحين دوره في الحصول على الإجازة, يقول الملازم أول الأمير عبد الله ابن الحسين: أمضيها في ممارسة هوايتي في ركوب الدراجات وسباق السيارات, لكن صدقوني لا أهنئ ولا أسعد إلا عندما أعود إلى كتيبتي حيث خيمتي وسريري ورفاق السلاح من أبناء وطني وأبناء جلالة الحسين.. ففي "القطرانة" أشعر بالسعادة والهناء, وفي ممارسة الجندية تشعر أنك تخدم وطنك وأمتك وتشعر أيضاً أن هذا الجندي المرابط في الصحراء وعلى الثغور يستحق منا كل التقدير وكل العناية والرعاية ومهما قدم له فهو يستحق المزيد.

بعد أسبوعين على نشر التحقيق وفي منتصف شباط (1985), رن هاتف المجلة, ليخبرنا المتحدث أن سمو الأمير عبد الله بن الحسين في طريقه لزيارتكم, وقد يكون ذلك بعد ساعة أو أقل.. وكانت الزيارة وسرعان ما انتشر خبر وجود الأمير في مبنى المجلة على الدوار الثالث بعمان بين المجاورين فاحتشدوا على شرفات المباني فرحين, وآخرين تدافعوا على مدخل المجلة مرحبين, كل يريد مصافحة سموه والسلام عليه, وعلَّت أصواتهم بالهتاف بحياة صاحب الجلالة الملك الحسين رحمه الله..
 
 كانت الزيارة ودية بكل معنى الكلمة, زيارة صديق لأصدقائه, تبادلنا الحديث بكل أريحية دون تكلف أو تصنع, وكانت الضيافة "البتيفور" و "الجاتو" اللذان أحضرا على عجل و "الشاي", ومضت ساعة أكثر أو أقل, وكان الحديث عن الجندية وشباب الوطن الذين أبدى سموه إعجابه بوعيهم وثقافتهم العالية واعتزازه وافتخاره أنه واحداً منهم, وكيف أن جلالة الملك الوالد ابتسم وأعجب عندما قرأ الحديث على صفحات المجلة واطلع عليه, وأضاف: "أن جلالة سيدنا يؤمن إيماناً قاطعاً بحرية الإعلام وحرية الرأي والتعبير وأن شباب الوطن ومستقبلهم شغله الشاغل, وأن من أولى أولوياته وهمه الأكبر المواطن الأردني ولقمة عيشه وسعادته وأمنه واستقراره.. وانتهت الزيارة وغادر سموه ونحن في غاية السرور لأننا كأسرة صحفية وإعلامية في مجلة "الاثنين" حظينا بأول حديث صحفي وأول زيارة لمؤسسة صحفية أردنية يقوم بها الأمير الشاب عبد الله بن الحسين.. لكن ما لم يخطر لنا وقتها على بال أن يكون ذلك الحديث الصحفي فيما بعد هو أول حديث لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين لوسيلة إعلامية وأن تكون تلك الزيارة لدار "الاثنين" للصحافة والنشر آنذاك هي أول زيارة ملكية لجلالته لمؤسسة صحفية أردنية.

* ناشر ورئيس هيئة تحرير وكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية 
التعليقات
شارك بالتعليق الاول للخبر
اضافة تعليق جديد

جميع الحقوق محفوظة لموقع وكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية (2013 - )

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر

اطلع على سياسة الموقع الالكتروني