*الدكتور : مأمون بني يونس
ما زلنا نتعاطى بالمقولة التي تتردد لدى النخب الثقافية في الأوساط الأمريكية: ماذا ستعطي لأمريكا قبل أن تعطيك ؟! ، وهذه المقولة ببساطة لتوضيح مفهوم الوطنية وانعكاسها على الوجدان والممارسة والسلوك :
- لقد شهد القاصي والداني للدولة الأردنية بمساهمة الجميع من أجل سلامة الجميع في ظل جائحة كورونا التي تجتاح العالم.
- نمو وتطور العطاء باستمرار لتلك الأدوار على اختلاف المستويات والقدرات في تقديم التضحيات من مثل من سخّر ديوان العشيرة وسخر المحال التجارية لمن لا يقتدر ، ومنهم من تبرع برواتبهم وأوقاتهم ، وخدمات لوجستية ، حتى لدرجة من خلع معطفه لأحد المعوزين تقاء البرد القارص ، وكان ذلك من أحد النشامى الأردنيين.
- تبين أن الوطن ليس سلة غذاء ودواء ومال ، يغرف منه من يريد وما يريد ثم يخبو ، كما أن الوطن ليس جغرافيا لعابر أو رحالة يقضي بعض سنيّ عمره بين جنباته حتى إذا ما اختلا بنفسه داخل أو خارج الوطن ألقى به حجرا بعد أن سدّ ضمأه .
- وتبقى الأوطان عادة غنية بمكوناتها الاجتماعية المتجددة بالعطاء والانتماء رغم مرارة وجود عابر أو رحالة كان مخزونا في ذهنية الوطن ، ليبدأ بكشف زيف أقنعته ، مطلقاً لنفسه العنان في سجال سفسطائي الغرض منه التشويه والتزوير والإساءة لمقدرات ومنجزات الوطن.
- إن الهروب الى الوراء من البعض في ساحة الحرية والديمقراطية تحت ذريعة ماذا أعطاني الوطن ، ورغم عدم خطورة ذلك من القلة القليلة ، لكنه يشكل غصة من زمرة من توسّم فيهم الوطن العطاء والتضحية وخاصة في الأزمات.
- أخيراً يحضرني قول الفتاة اليابانية التي كانت تعيش في مصر ، وعندما حدثت الحرب الصينية-اليابانية سارعت بالانتقال إلى وطنها لعلها تقدم له شيئاً ، معبرة عن ذلك ما قاله وقتها الشاعر حافظ ابراهيم :
هكذا "الميكاد" قد علمنا أن نرى الأوطان أماً وأبا
حفظ الله الوطن و أهله وقيادته.
* رئيس قسم التاريخ / جامعة جدارا