تاريخ النشر : 28/11/2019 12:02:07 AM
ابو النصر يكتب: على هامش الذكرى الثامن والاربعون لاستشهاد وصفي التل .... دروس من الهزيمة
بسام ابو النصر -
اتذكر مشاركتي في عام 1986 في برنامج الزائر الدولي الذي كانت تنظمه وكالة الاعلام الامريكية USIA والذي يقتضي برنامج مكثف من الندوات والمحاضرات والزيارات وكان علي ان اكتب عن شخصية قائد ساهم في تغيير الواقع الاردني وضحى بنفسه في سبيل ذلك وكنت على يقين ان هناك الكثيرون سيتفقون معي حين أختار شخصية الشهيد وصفي التل الذي دفح حياته لأجل الاردن وفلسطين معا فقد كان في بواكير العمل السياسي والعسكري ضابطا في جيش الانقاذ الفلسطيني وكان يعمل كفدائي في شمال فلسطين الى حين اعتقلته القيادة السورية انذاك والى حين استدعاه المغفور له الملك الحسين بعد ان تخلص من الشيوعيين وبعد استشهاد زميله هزاع المجالي ليصبح وصفي التل رئيسا للوزراء في اكثر فترة حالكة من تاريخ الاردن وكان عليه ان يمتن الجبهة الداخلية ويخفف من تأجج الكراهية التي كانت الجبهة الداخلية تتاكل تحت وقعها وكان على الاردن ان يدفع ثمنا لمواقفه تجاه مواقف بعض الدول العربية التي كان عنوانها استعراضيا وكانت القرارات السياسية شعبوية والتعبئة الاعلامية شعبوية وعندما كان موقف الملك حسين وكل من حوله وفي مقدمتهم وصفي التل التريث لحين الاستعداد العسكري وكان الرد يأتي من أذاعة صوت العرب وعلى لسان جمال عبدالناصر والقيادات الليبية والسورية ومن لسان المذيع التعبوي احمد سعيد الذي كان يدعو سمك غزة ان تلتهم الاسرائيليين في حين ان العدو الصهيوني قد استطاع ان يحرق طائرات سلاح الجو المصري في غضون الساعات الاولى وبقيت الشعوب تحت وطء الاعلام تصفق وتعتقد اننا قد انتصرنا وبقي صوت العقل غائبا او مغيبا بسبب الكراهية التي كتب عنها وصفي التل وتحدث عنها في ندوة فكرية بعنوان دروس من الهزيمة ، الهزيمة التي الت الى نقل ساحة المعركة الى الضفة الشرقية بين اشقاء السلاح وتحت وقع الكراهية نفسها التي اججتها القيادات السياسية نفسها التي صنعت الهزيمة وتحت وقع الة الاعلام نفسها التي صورت لنا ارض المعركة انها جهنم التي تحرق الاعداء ليصبح الاعداء هم الاخوة ذاتهم الذين وقفوا معا على خط اطول جبهة ، وليقف وصفي الذي كان يتنقل بين معركتي البناء والتحرير بخطى واثقة لكنه هذه المرة يضطر الى اعادة الصفوف واقناع الاخوة بأن التحرير يستوجب الانتقال الى الارض المحتله وبتشجيع من دعاة الكراهية تبدا حرب اهلية لم تستمر طويلا بفضل السياسة العاقلة لدى دعاة التهدئة وينتقل الاخوة الى موقع اخر ريثما تنطفيء الارض الملتهبة والقلوب التي بدأت تستشيط كراهية ، ويدفع وصفي التل وبتواطؤ من دعاة الكراهية حياته .
لقد كان على الجميع الاستفادة من دروس الهزيمة التي استعرضها وصفي التل في قاعة النادي العربي عشية احدى ليالي 1969م عندما القى بورقة اضحت كتابا وتحدث فيها المفكرون حمد الفرحان ومنيف الرزاز واكرم زعيتر حول اسباب هزيمة حزيران التي سميت تخفيفا بالنكسة وعن التهم التي كان يتبادلها القادة العرب وعن سر مشاركة بعض هذه القيادات خوفا من الاتهام بالخيانة من الشعوب التي تحلقت حول اذاعة صوت العرب وابواق الناعقين الذين دخلوا الحرب دون ان يهتموا للنتائج وربما كان الحسين انذاك الصوت العاقل الذي دعى الجميع الى التريث لحين الجاهزية للحرب ولكن سبق السيف العذل ودفعنا القدس والضفة الغربية والجولان وسيناء ثمنا للتسرع الذي وقع بسبب الحالة النفسية لقيادات الصف الاول في بعض الدول العربية وربما لم تكن دعوة وصفي في الندوة انذاك تزيد من حالة الوعي اذ وقعنا في الاخطاء ذاتها في اعوام 1982 ، 1990 ، 2006 وصارت هناك عواصم عربية تئن تحت احتلال من نوع جديد بسبب حالة التخبط في بعض القيادات التي الت الى كراهية من نوع مختلف وللاسباب ذاتها التي حذر منها وصفي التل الذي نستذكر ه بعد 48 عام من استشهاده رحمه الله واسكنه فسيح جناته .
التعليقات
شارك بالتعليق الاول للخبر